هل الانجيل حقا كلمة الله ??
لا يوجد على وجه الأرض عالما
توراتيا موثوقا يستطيع أن يدعي بأن الانجيل قد كتب من قبل المسيح نفسه، جميعهم
يتفقون على انه قد كتب بعد رحيله بواسطة حوارييه، لذلك فان كان كتبة الانجيل هم
أناس غير السيد المسيح فهل كان معهم السيد المسيح ام الروح القدس يقودانهم او يملون
عليهم كلمة كلمة مما يكتبون؟ كالعادة، فان جواب هذا السؤال لا، من يقول ذلك؟ معظم
علماء المسيحية الثقاة هذه الأيام يقولون نعم، مثال على ذلك فان الدكتور دبليو
جراهام سكروجي من "Moody Bible Institute, Chicago" وهي بعثة مسيحية انجيلية رفيعة
المستوى يقول : "نعم، ان الكتاب المقدس هو من عمل الانسان، غير أن البعض بدافع من
الحماس وليس المعرفة قد أنكر هذا، لقد مرت هذه الكتب من خلال عقل الانسان، كتبت
بلغته، سطرت بيد الانسان وتحمل في اساليبها خصائص الانسان ……" ويتابع "…… انه من
عمل الانسان ولكنه مقدس"
عالم مسيحي آخر وهو كينيث جراج، اسقف القدس
الانجليكاني يقول "…. ليس العهد الجديد كذلك ….. هنالك تلخيص وتعديل، هنالك اعادة
للانتاج ممتازة وشاهدة، لقد أتت الأناجيل من خلال عقل الكنيسة من وراء المؤلفين،
انهم يمثلون الخبرة والتاريخ ……."
دعنا نستعرض بعض التناقضات في العهد
الجديد :
من واقع قراءة الروايات المختلفة عن
حادثة الولادة نستطيع الوصول الى عدة استنتاجات والتي من الممكن ان تعزز لاحقا بفحص
اجزاء اخرى من العهد الجديد وهذه الاستنتاجات تلخص في :
1) يناقض كتبة الاناجيل المختلفه بعضهم البعض.اعاد كتبة
الأناجيل كتابة التاريخ كلما خدم ذلك اهدافهم
2) تم تحرير الاناجيل بشكل شامل
لتتمشى مع تطور عقيدة الكنيسة.
3) اساء كتبة الاناجيل استعمال العهد القديم
لتوفير نبؤات تتحقق بالسيد المسيح.
4) من مطالعة الروايات المختلفة عن الميلاد
وحدها، فأنه يتضح بأنه لا يمكن وبأي شكل من الاشكال اعتبار العهد الجديد "كلمة الله
المعصومة" او حتى "كلمة الله، معصومة فيما يتصل بأمور هامة في الايمان او
التطبيق.
المسيح ويوحنا
المعمدان :ما الذي يعرفه يوحنا
المعمدان عن السيد المسيح ومتى عرفه ؟
اللقاء الغير متوقع الاول بين يوحنا والمسيح كان عندما كان الاثنان
لا زالا في الأرحام
انجيل لوقا 1 :44 "فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ
الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي."
بعد ذلك بوقت طويل وبينما
كان يوحنا يعمد يعرف يوحنا المسيح بأنه حمل الله الذي يغفر خطايا العالم وابن الله
لنقرأ , انجيل يوحنا 1 :29-36 " وَفِي الْغَدِ نَظَرَ
يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي
يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ. هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ يَأْتِي بَعْدِي
رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ.
لَكِنْ لِيُظْهَرَ لِإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ». وَشَهِدَ
يُوحَنَّا: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ
السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ لَكِنَّ الَّذِي
أَرْسَلَنِي لِأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ
نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ
الْقُدُسِ. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ».
وَفِي الْغَدِ أَيْضاً كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفاً هُوَ وَاثْنَانِ مِنْ تلاَمِيذِهِ
فَنَظَرَ إِلَى يَسُوعَ مَاشِياً فَقَالَ: هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ
"
وبعد ذلك سجن يوحنا ولم
يخرج من سجنه حيا، ان معرفة يوحنا بالمسيح كابن الله ومخلص العالم تتعارض بوضوح مع
ما ذكر في , انجيل لوقا 7 :18-23 " فَأَخْبَرَ
يُوحَنَّا تَلاَمِيذُهُ بِهَذَا كُلِّهِ. فَدَعَا يُوحَنَّا اثْنَيْنِ مِنْ
تَلاَمِيذِهِ وَأَرْسَلَ إِلَى يَسُوعَ قَائِلاً: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ
نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ الرَّجُلاَنِ قَالاَ: «يُوحَنَّا
الْمَعْمَدَانُ قَدْ أَرْسَلَنَا إِلَيْكَ قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ
نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ
وَأَدْوَاءٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَوَهَبَ الْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ كَثِيرِينَ.
فَأَجَابَ يَسُوعُ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا
وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ وَالْبُرْصَ
يُطَهَّرُونَ وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ وَالْمَسَاكِينَ
يُبَشَّرُونَ. وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ» ".
لماذا عمد
يوحنا المسيح عليه السلام ؟ وهل كان يسوع بلا خطيئة ؟
متى 3 :11 "أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ
لِلتَّوْبَةِ وَلَكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ
أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ
وَنَارٍ."
على افتراض أن السيد المسيح كان بلا خطيئة
فانه ليس بحاجة للتوبة، ان معموديته بواسطة يوحنا كانت دائما محرجة للكنيسة، لم تعط
الأناجيل أي تفسير لمعمودية السيد المسيح فيما عدا التفسير الغير مقنع في
, متى 3 :14-15 "وَلكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً:
«أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!» فَقَالَ
يَسُوعُ لَهُ: «اسْمَحِ الآنَ لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ
بِرٍّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ."
الفقرات الأخرى التي تقول
بأن المسيح لم يعتبر نفسه بدون خطيئة ايضا تشكل احراجا للكنيسة , انجيل مرقس 10
:18 "فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي
صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ
اللَّهُ."
وأيضا , انجيل لوقا 18
:19 "فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي
صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ
اللهُ."
لوقا الذي يعتبران انجيله
مرتب زمنيا يقول 1 :3-4 "رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ
قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى
التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ لِتَعْرِفَ صِحَّةَ
الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ."
يحاول ان يعطينا انطباعا
بأن يوحنا لم يعمد السيد المسيح فلذلك تأتي روايته عن معمودية السيد المسيح بعد
رواية سجن يوحنا المعمدان , انجيل لوقا 3 :20-21 "زَادَ
هَذَا أَيْضاً عَلَى الْجَمِيعِ أَنَّهُ حَبَسَ يُوحَنَّا فِي السِّجْنِ. وَلَمَّا
اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي
انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ."
لماذا لم
يصبح يوحنا المعمدان من أتباع السيد المسيح ؟
اذا كان يوحنا المعمدان قد عرف وصدق بأن المسيح عليه السلام هم ابن
الله فلماذا لم يتبعه؟ ولماذا لم يتبعه جميع اتباع يوحنا او حتى معظمهم؟ معظم اتباع
يوحنا المعمدان، بقوا اوفياء له حتى بعد موته بل ان طائفة من أتباعه ثابرت على ذلك
لعدة قرون.
ان كتبة الأناجيل قد
اجبروا على تضمين معمودية السيد المسيح في أناجيلهم ليستطيعوا ان يتجاوزوا ذلك، لم
يستطيعوا اهمال ذلك لأن اتباع يوحنا المعمدان وبعض اليهود الذين علموا بمعمودية
السيد المسيح كانوا يستعملون ذلك لتحدي فكرة كون المسيح ابن الله الذي بدون خطيئة،
لقد عانى كتاب الأناجيل ليختلقوا أحداثا تظهر أن يوحنا كان تابعا للسيد
المسيح.