والتلمود يمتلئ بطقوس السحر والشعوذة والعرافة ، ويعتقد بوجود العفاريت
Demons.
يقول الحاخام أبا بنيامين Abba
Benjamin :
"لو جاز لنا أن نشاهد العفاريت الخطرين ، لما تمكن مخلوق من
الوقوف أمامهم".
ويقول الحاخام أبائي Abbai :
"إنهم "العفاريت" أكثر عددًا منّا ، وهم يحيطون بنا مثل خندق
حول حديقة"!
ويقول الحاخام راو هونا Raw
Huna :
"كل منا يوجد على شماله ألف "من العفاريت" ،
75 |
36939
ويوجد
على يمينه عشرة آلاف.
وقال ربا Rabba :
إن الازدحام أثناء الموعظة Sermon "بالكنيس" بسببهم "العفاريت" ، واستهلاك ملابس الحاخام "الإبلاء"
بسبب احتكاكهم بها ، والأقدام المكسورة بسببهم1".
"ثم يضف الحاخام بعض الطرق
السحرية لمن أراد مشاهدة العفاريت ، ولا نأتي على ذكرها لعدم إثارة فضول العامة".
ومما يقوله الحاخام ربا : إنّ الحاخام "راو بيبي بار أباي" Rav
Bibi bar Abbai اتبع هذه الطقوس السحرية فأصيب بالأضرار والأذى ، ولكن الحاخامات
دعوا وصلّوا من أجله فشفي!".
والتلمود يعلم أن الأرواح الشريرة
Evil
Spirits ، والشياطين Devils "العفاريت" والجنيات "Goblin" من ذرية آدم ، وهؤلاء يطيرون في كل اتجاه ، وهم يعرفون أحوال
المستقبل باستراق السمع في "السماء" Eavesdropping ، وهم يأكلون ، ويشربون ، مثل الإنسان ويكثرون من جنسهم. والتلمود
يضرب لهم مثلًا بـ "الرجال الذين يعلمون الحيل المنحرفة".
___________
1
Hebrew Literature الصفحات 18-20.
76 | 36939
ويمنع
الناس من أن يركبوا على ظهور الثيران التي كانت مربوطة في كشل داخلي ؛ لأن الشيطان
يرقص بين قرني الثور "في المربط" ، كما يمنعهم من السلام على أصدقائهم في الليل
خوفًا من أن يسلموا على الشياطين والعفاريت!
ويأمرهم أن يريقوا بعض الماء من
الإناء قبل أن يشربوا منه ، للنجاة مما رشفت منه الأرواح الشريرة.
ويجوز لهم
-الناس- أن يستثيروا الشيطان في آخر أيام الأسبوع "الجمعة".
والشيطان مثل ملك
الموت ، ولكنه قيل : إن الشيطان لا قوة له على الذين يعكفون على دراسة القانون
"التوراة".
والتلمود يورد كثيرًا من حيل الشيطان الذي جعل كثيرين من الحكماء
بواسطة تلك الحيل يتركون قراءة القانون ، ثم تمكن من نزع أرواحهم.
جاء أيضًا أنّ
مساء كل يوم جمعة تدخل روح جديدة في الأجسام "الميتة في القبر" وتبقى حتى انتهاء
السبت ، حيث تغادر الجسم ، ولزم إتيان هذه الروح الجديدة بسبب الرغبة المتزايدة في
الأكل والشرب.
وأما بعد الموت فتحلق الروح على الجنة ثلاثة أيام ، تنوي الرجوع
إليها ، ولكنها عندما ترى أن شكل الوجه تغير تتركها وتذهب بعيدًا.
77 |
36939
وكانت
الروح عندما تغادر الجثة ينتج عنها صوت صارخ ، ولكن الحاخامات دعو الله وصلوا ،
فامتنع هذا الصوت الذي لا مثيل له إلا صوت الشمس حين تدور حول مدارها ، وصوت
الجماهير في مدينة روما1.
أما مسألة الجحيم والجنة ، فيراها التلمود كما يلي
:
"مساحة مصر أربعمائة ميل طولًا وعرضًا ، وأرض الموريين Morians تكبر مصر ستين مرة ، والمعمورة تكبر أرض الموريين ستين مرة ،
والجنة تكبر المعمورة ستين مرة ، والجحيم أكبر من الجنة ستين مرة" ، واستنتج
الحاخامات من ذلك أن الارض كلها لا تعدو أن تكون مثل "غطاء الإناء"
pot-lid بالنسبة للجحيم.
وبعض الحاخامات ذهبوا إلى أنّ الجحيم لا يمكن
قياسها ، وذهب البعض الآخر إلى أن الجنة لا يمكن قياسها.
وقال أحد الحاخامات :
"الجنة ليست مثل هذه الأرض ؛ لأنه لا أكل فيها ولا شرب ، ولا زواج ولا تناسل ، ولا
تجارة Trafficking ولا حقد ولا ضغينة ، ولا حسد بين النفوس ، بل الصالح سوف يجلس وعلى
رأسه تاج ، وسيتمتع برونق السكينة. "splendour of schechinah".
___________
1 الأدب العبري ، ص26-27.
انظر كذلك :
The
talmud للدكتور جوزيف باركلي ، ص28 ، 29.
78 |
36939
ويرى
الحاخامات أنَّ الجحيم له أبواب ثلاث ، باب في البرية وباب في البحر وباب في
أورشليم.
ويعلم التلمود أيضًا أن نار جهم لا سلطان لها على مذنبي "بني" إسرائيل
، ولا سلطان لها على تلامذة الحكماء "الحاخامات".
ولكن بعض الحاخامات قالوا : إن
الإسرائيليين الذين اقترفوا الذنوب سيذهبون مع الأجانب إلى نار جهنم ، وسيمكثون
فيها اثنى عشر شهرًا ، وسوف تحرق روحهم ، وسوف تثير الرياح أجزاءهم تحت نعال
الصالحين.
أما الهراطقة Heretics الذين ينكرون القيامة ، وأتباع أبيقور Epicurians والمذنبون الآخرون ، فسوف يعذبون عذابًا دائمًا ، "حيث دورة جسمهم
لن تموت "تبقى حياتهم" ونارهم لن تطفأ".
وقال أحد الحاخامات أنّه لا حساب بعد
انفصال الروح عن الجسد الذي فني ، فالجسد المسئول عن الذنوب ، لا يمكن مساءلة الروح
بشأنه ، ولكن حاخامًا آخر نفى مزاعمه بشدة1.
أما الملائكة فالرؤية التلمودية
عنهم غريبة ، ومنها أن
___________
1 The
talmud الدكتور باركلي ، ص30-31.
79 | 36939
جبرائيل وحده على علم بكل اللغات ، وهو الذي علم "يوسف" كل لغات الدنيا
السبعين.
وأنّ "ميتاترون "Metatron هو رئيس الملائكة ، ولكن ملكًا آخر يسمى أميائيل
Ampiel ضربة بالنار.
ومن القصص التي يرويها التلمود أن نمرود الكافر
عندما ألقى بإبراهيم -عليه السلام- في النار تقدَّم جبرائيل أمام الله يقول : "رب
العالم! أنا سوف أنزل إلى أرض ، وأبرد النار وأنقذ "الرجل الصالح" من كور النار".
ولكن الله قال له : "أنا الواحد في عالمي ، وهو الواحد في عالمه ، أنه من واجب
الواحد أن ينقذ الواحد الآخر" ، ولكن حيث أنّ الله لا يحرم أحدًا من بركاته
وإنعاماته ، قال لجبرائيل : "إنك تستطيع أن تنقذ ثلاثة من ذريتي"!" فيقول الحاخام
سيمون الشيلوني Simon, the Shilonite : عندما ألقى "نبوخذ نضر" الكافر الحاخامات حنانياه وميشائيل
وأزارياه Hananiah, mishael and Azariah في أتون النار ، تقدم جركيمو أمير البرد Jockemo the Prince of Hail يطلب من الله السماح له بإخماد النار ، ولكن جبرائيل قاطعه قائلًا
: "إن قوة الله ليست كذلك ، إنك أمير البرد وكل الناس يعرفون أن المياه تخمد النار
، ولكني أنا -أمير النار- سأذهب
80 | 36939
وأخمد
النار في الداخل وأشعلها في الخارج. وسأقوم بمعجزة داخل معجزة "فأذن له
الله"1.
___________
1 الأدب العبري ، ص27-28.
81 |
36939