العرافة من الأعمال المفضلة لدى الحاخامات ، ويذكرها التلمود كثيرًا ، فيقول : إنَّ
بعض الحاخامات كانوا قادرين على خلق الإنسان والبطيخ Melon "!"
وجاء أن أحد الحاخامات أحال أمرأة إلى أتان ، ثم ركبها وذهب
إلى السوق ، وهناك قام حاخام آخر بإعادتها إلى صورتها الأصلية.
ويزعم الحاخامات
أنّ إبراهيم -عليه السلام- أيضًا كان يعرف "العرافة" لأنه أعطى بعض الهدايا لأبنائه
كانت فيها قوة السحر ، وكان هو نفسه يعلق حول عنقه عقدًا يتوسطه حجر يشفي كل من
رآه!
وهناك قصص وخرافات لا نهاية لها عن معجزات الحاخامات وأساطير الأفاعي ،
والضفادع ، والأوز والطيور والأسماك.
والتلمود يقص علينا أسطورة سبع غابة "الآي"
الذي أراد قيصر روما رؤيته ، فلما وصل على بعد 400 ميل من
81 |
36939
روما
زأر فسقطت جدران روما ، وحين بلغ على مسافة 300 ميل زأر مرة أخرى فسقط الناس على
ظهورهم وخرجت أسنانهم ساقطة على الأرض ، أما القيصر فسقط عن عرشه ، وعندئذ ألحّ
القيصر بإعادة السبع إلى مكان مأمون!!
ويقول التلمود : إن هناك ثورًا وحشًا
Unicorn في اليوم الأول من عمره ، حجمه مثل حجم الطور Mount
tabor ، ولذلك كان من الصعب على سيدنا نوح أن ينقذ أحدًا من هذه الثيران
؛ لأنه لم يكن في وسعه وضع أحدها في السفينة ، فربط ثورًا واحدًا بقرنه إلى
السفينة!
وفي نفس الوقت كان عوج og ملك الباشان1 king
of Bashan ، من مخلوقات ما قبل الطوفان Antediluvian يواجه مشكلة عويصة تتعلق بنجاته من الطوفان ، فلم يتمكن من ركوب
السفينة بسبب جسمه الكبير ، فركب على ظهر الثور ، ويقول التلمود : إن الملك عوج كان
من العمالقة الذين ولدوا نتيجة زواج بين أحد الملائكة وإحدى بنات الإنسان!". وكان
طول قدمه أربعين ميلًا ، واستعان إبراهيم بإحدى أسنانه سريرًا له ، وحين واجهه
الإسرائيليون بقيادة موسى ، سأل رجاله عن مساحة معسكر الإسرائيليين بقيادة موسى ،
فقيل له : إن طوله ثلاثة أميال ، فاقتلع جبلًا طوله ثلاثة أميال ليرمي به
بني
___________
1 الباشان هو الإسم القديم للأرض التي تقع شمال شرقي فلسطين
، وتسمّى الآن بالجولان.
82 | 36939
إسرائيل ، فأرسل فوج من الجندب Grasshopper" فظل يعمل حتى نحت في الجبل ثقبًا كبيرًا سقط حول عنق الملك عوج ،
ثم نبتت له أنياب طويلة حالت دون خروج الجبل من حول عنقها".
وكل ما جاء في
التلمود عن هذه الواقعة يختلف اختلافًا كليًّا عمَّا أورده كتاب
Jerusalerm targum حول قصة كتاب العدد " Book
of Numbers xxi. 34 " 1.
ويرى التلمود أن الله خلق آدم ذا وجهين ، رجلًا من ناحية وامرأة من
ناحية أخرى ، ثم قطعه من النصف ، وأنَّ طوله كان يصل القبة الزرقاء
Firmament ، ولكن بعد خطيئته وضع الله يده على رأس آدم وكبسه حتى صار صغيرًا
، وأنه أتى الخطيئة في الساعة العاشرة بعد خلقه ، ثم طرد من الجنة في الساعة
الثانية عشر.
والتلمود يحتوي خرافات وأساطير كثيرة عن إبراهيم -عليه السلام-
وزوجته سارة "التي أضاء الله جمالها العالم حين فتح إبراهيم الصندوق الذي هي كانت
فيه أمام رجال الجمرك المصريين". وعن الحجارة الكريمة التي كان يلبسها حول عنقه
"وقد مرّ بنا ذكرها". وخادمه إليعاذر الذي كان يأتي بالمعجزات!
___________
1
الأدب العبري ، ص21-22.
83 | 36939
وكذلك
يروي خارقة صدرت عن موسى وسليمان -عليهما السلام ، وعن الشمس وعن معجزة "المن
والسلوى" الطعام الذي أنزل لبني إسرائيل ، وأن طعمه كان يطابق الطعم الذي يتصوره
الإسرائيلي!! وكذلك عن الجن والروح والشيطان.
وقال الحاخام يوشوا
Joshua : إن بني إسرائيل كانوا يتراجعون اثنى عشر ميلًا كلما أعطى الله
لهم وصية واحدة ، وكان الملائكة القائمون بأمر النظام على جبل سيناء يزحزحونهم مرة
أخرى نحو الجبل!
ويزعم التلمود أنّ سبب نجاسة الأجانب أنهم لم يقوموا على جبل
سيناء ، بعد أن نجس الإبليس "حواء" ، أما الإسرائيليون فقد تظهروا وحدهم بوقوفهم
على الجبل.
ومن أساطيرهم أن طيطوس النجس دخل الهيكل وبهزة سيفه مزق ستار الهيكل
، فسال من "الستار" الدم ، فأرسلت بعوضة لعقابه ودخلت مخه ، وأخذت تكبر حتى صارت
مثل الحمامة - وحين فتحت جمجمته وجدوا أن البعوضة لها فم من النحاس ومخالب
حديدية!
والتلمود يحدثنا عن كثيرين من الحاخامات الأكولين السكارى
glutton and druken وجاء أن أكراش بعض الحاخامات طالت بحيث كان من الممكن لو أخرج
كرش
___________
1 Hebrew Literature ، ص25 ، 26.
84 | 36939
أحدهم
لمشى تحته زوج من الثيران ، وجاء على أحد الحاخامات أنه قتل حاخامًا آخر في حالة
سكر ، ثم أتى بمعجزة فأعاد الحاخام القتيل إلى الحياة. وفي السنة التالية دعا
الحاخام صاحبه لحفل خمر ، ولكنه رفض قائلًا : "المعجزات لا تحدث كل يوم".
85 |
36939