منتديات زمن العزه الجديده
مرحبا بكم فى منتديات زمن العزه
منتديات زمن العزه الجديده
مرحبا بكم فى منتديات زمن العزه
منتديات زمن العزه الجديده
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات زمن العزه الجديده

منتديات اسلاميه ثقافيه تعنى بنشر الثقافه الدينيه الصحيحه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة البقرة من الايه 208 الى 220

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ebrehim
مدير
ebrehim


عدد المساهمات : 2239
تاريخ التسجيل : 19/10/2011

سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Empty
مُساهمةموضوع: سورة البقرة من الايه 208 الى 220   سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011, 15:26

الدعوة
إلى الدخول في الإسلام


{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا
خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ(208)فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ
بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمْ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ
حَكِيمٌ(209)هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ
الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ
الأُمُورُ(210)سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ
وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ
شَدِيدُ الْعِقَابِ(211) زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ
حِسَابٍ(212)}




سبب
نزول الآية [208]:


نزلت
في عبد الله بن سَلاَم وأصحابه من اليهود لما عظموا السبت وكرهوا الإبل بعد قبول
الإسلام، قالوا: يا رسول الله، يوم السبت يوم نعظمه، فدعنا فلنُسِبت فيه، وإن
التوراة كتاب الله، فدعنا فلنقم بها بالليل، فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً
} الآية. هذا ما رواه ابن جرير عن
عكرمة.

وروى
عطباء عن ابن عباس: نزلت هذه الآية في عبد الله بن سَلام وأصحابه، وذلك أنهم حين
آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فآمنوا بشرائعه وشرائع موسى، فعظموا السبت،
وكرهوا لحمان الإبل وألبانها بعدما أسلموا، فأنكر ذلك عليهم المسلمون، فقالوا: إنا
نقوى على هذا وهذا، وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن التوراة كتاب الله، فدعنا
فلنعمل بها، فأنزل الله تعالى هذه الآية.



ثم
أمر تعالى المؤمنين بالانقياد لحكمه والاستسلام لأمره والدخول في الإِسلام الذي لا
يقبل الله ديناً سواه فقال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي
السِّلْمِ كَافَّةً
} أي ادخلوا في الإِسلام بكليته في جميع أحكامه وشرائعه، فلا
تأخذوا حكماً وتتركوا حكماً، لا تأخذوا بالصلاة وتمنعوا الزكاة مثلاً فالإسلام كلٌ
لا يتجزأ، ويريد الله تعالى بهذه الدعوة أن يعصم الناس من فتنة اختلاف أهوائهم، ثم
حذرنا الحق جل وعلا من اتباع الشيطان لأنه هو الذي يعمل على إبعادنا عن منهج الله،
فقال تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ
مُبِينٌ
} أي لا تتبعوا طرق الشيطان وإغواءه فإنه عدوَ لكم ظاهر العداوة،
وعداوته لكم قديمة، وقد توعدكم بالإغواء جميعاً، فقال تعالى على لسانه:
{لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} [ص:
82-83].

فائدة:
ضابط التفريق بين ما يزينه الشيطان وما تزينه النفس: أن النفس تصر على معصية من لون
واحد، فهي تريد من صاحبها لوناً واحداً من المعصية يتبع نقصها، كحب تجميع المال من
حله وحرامه، أو الركض وراء الجنس وما إلى ذلك. وأما الشيطان فلا يصر على معصية
بعينها، فكلما تفطن الإنسان لإغوائه من باب انتقل إلى باب آخر ولون آخر من المعصية
حتى يوقع صاحبه، ولا لذا قال تعالى: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان}، فسبله
متعددة، فإذا وفّق الله عبده وغلق على الشيطان الباب الذي أتاه منه فلا يطمئن إلى
جانبه،وعليه أن ينتظر مجيئه من باب آخر.

{فإِنْ
زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءتْكُمْ الْبَيِّنَاتُ

الزلة هي المعصية، وهي مأخوذة من "زال"، وذاك الشيء إذا خرج عن استقامة، فكل شيء له
استقامة والخروج عنها يعتبر زللاً وانحرافاً، أي إن انحرفتم عن الدخول في الإسلام
من بعد مجيء الحجج الباهرة والبراهين القاطعة على أنه حق {فَاعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
} أي اعلموا أن الله غالب لا يعجزه الانتقام ممن عصاه
حكيم في خلقه وصنعه {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي
ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ
} أي ما ينتظرون شيئاً، وما الذي يؤجل
دخولهم في الإسلام كافة؟ فهل ينتظرون إِلا أن يأتيهم الله يوم القيامة لفصل القضاء
بين الخلائق حيث تنشق السماء وتظهر آيات الله العظام وأمره وتأتي ظللٍ من الغمام
وحملة العرش والملائكة الذين لا يعلم كثرتهم إِلا الله ولهم زجل من التسبيح يقولون:
سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي العزة والجبروت، سبحان الحي الذي لا يموت، سبحان
الذي يميت الخلائق ولا يموت، سبوح قدوس رب الملائكة والروح {وَقُضِيَ الأَمْرُ
وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ
} أي انتهى أمر الخلائق بالفصل بينهم فريق
في الجنة وفريق في السعير، وإِلى الله وحده مرجع الناس جميعاً. والمقصود تصوير عظمة
يوم القيامة وهولها وشدتها وبيان أن الحاكم فيها هو ملك الملوك جل وعلا الذي لا
معقب لحكمه ولا رادّ لقضائه وهو أحكم الحاكمين. والمراد من هذا الخطاب والتقريع أن
ينتهزوا الفرصة ويندفعوا لهذا الدين الحق قبل أن يفوت
الأوان.

فائدة:
قوله تعالى: {ترجع الأمور} فيها قراءتان بفتح التاء وضمها، فعلى الفتح فإن الأمور
تكون مندفعة إلى الله بذاتها، وعلى الضم فإنها تساق إلى سوقاً، فكذلك الإنسان ففاعل
الخيرات يرغب في لقاء ربه وينساق إليه، وفاعل الموبقات يكره لقاء الله ولكنه يُساق
إليه سوقاً، فمن لم يأت راغباً جاء راهباً.

ثم
قال تعالى مخاطباً رسوله الكريم {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ
مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ
} "كم" هنا كناية عن الإخبار عن الأمر الكثير بخلاف "كم"
الاستفهامية. أي سلْ يا محمد بني إِسرائيل - توبيخاً لهم وتقريعاً - كم شاهدوا مع
موسى من معجزات باهرات وحجج قاطعات تدل على صدقه، ألم يفلق لهم البحر ونجاهم من
فرعون؟ ألم يظللهم الله بالغمام؟ ألم يعطهم الله المنّ والسلوى؟ وغير ذلك من نعمه
التي لا تعد ولا تُحصى، ومع ذلك كفروا ولم يؤمنوا، فحل عليهم غضب الله وأخذهم
بالسنين وألوان العذاب، {وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
} أي من يبدل نعم الله بالكفر
والجحود بها فإِن عقاب الله له أليم وشديد، والعقاب كما يكون في الآخرة يكون في
الدنيا أيضاً وبألوان شتى وما هذه الزلازل والبراكين والعواصف والأمراض والأزمات
وغيرها ببعيد عنا، {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} أي
زينت لهم شهوات الدنيا ونعيمها حتى نسوا الآخرة وأشربت محبتها في قلوبهم حتى
تهافتوا عليها وأعرضوا عن دار الخلود. {وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ
آمَنُوا
} أي وهم مع ذلك يهزؤون ويسخرون بالمؤمنين يرمونهم بقلة العقل لتركهم ما
حرمه الله عليهم من الدنيا وإِقبالهم على الآخرة كقوله {إِنَّ الَّذِينَ
أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ
} قال تعالى رداً عليهم
{وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} أي والمؤمنون
المتقون لله فوق أولئك الكافرين منزلةً ومكانة، فهم في أعلى علّيين وأولئك في أسفل
سافلين، والمؤمنون في الآخرة في أوج العز والكرامة والكافرون في حضيض الذل
والمهانة.

فائدة:
قال تعالى: {والذين اتقوا فوقهم} ولم يقل {والذين آمنوا فوقهم يوم
القيامة}
حتى لا يؤخذ الإيمان على أنه اسم مجرد عن مسماه الذي هو الالتزام
بمقتضياته، فالدرجة العالية يوم القيامة لا تنال بمجرد الادعاء بل لا بد من التقوى.


{وَاللَّهُ
يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
} أي والله يرزق أولياءه رزقاً واسعاً
رغداً، لا فناء له ولا انقطاع كقوله {يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا
بِغَيْرِ حِسَابٍ
} أو يرزق في الدنيا من شاء من خلقه ويوسع على من شاء مؤمناً
كان أو كافراً، براً أو فاجراً على حسب الحكمة والمشيئة دون أن يكون له محاسب
سبحانه وتعالى.

فائدة:
من الخطأ أن نحصر الرزق فيما هو شائع كالمال والأولاد، لأن الزرق يشمل كل ما ينتفع
به، فالعلم رزق والخلق رزق، والصبر رزق، والصحة رزق والمكانة في المجتمع رزق وغير
ذلك من الأرزاق التي لا تعد ولا تحصى، فمن ابتلى في نوع واحد من الرزق كالمال مثلاً
فتضجر ونسي الأرزاق الكثيرة التي متعه الله بها فهو من
اللؤماء.



ما
يستخلص من الآيات [208-212]:


1-
الإسلام كل متكامل لا يقبل التجزء، فمن آمن به وجب عليه أن يلتزم بجميع تعاليمه
ونبذ ما سواه مما يتعارض معه، فمن لم يستجب لذلك دخل تحت قوله تعالى: {أفتؤمنون
بعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم
القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون}
[البقرة: 85].


2-
ودل قوله تعالى: {فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات} على أن عقوبة العالم
بالذنب أعظم من عقوبة الجاهل به، ومن لم
تبلغه دعوة الإسلام لا يكون كافراً بترك الشرائع.

3-
ودل قوله تعالى: {زيّن للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون ...} على أن ميزان
التفضيل عند غالبية الناس هو المال والجاه والسلطان، وهو ميزان خاسر لأنه يعود على
أصحابه بالخزي في الدنيا والعذاب الشديد في الآخرة، وأن ميزان العدل والإنصاف هو
ميزان التقوى {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} وأما المال والجاه والسلطان فقد
يرفع صاحبه إذا اقترن بالتقوى وسخر فيما يرضي الله ويخدم عباده، وقد يهوي بصاحبه في
أسفل السافلين.

4-
ودل قوله تعالى {والله يرزق من يشاء بغير حساب} على أن الله تعالى يعطي
الدنيا للمؤمن وللكافر {كلا نمد هؤلاء وهؤلاء وما كان عطاء ربك محظوراً}
[الإسراء: 20] ولكنه تعالى لا يعطي الآخرة إلا للمؤمن
الطائع.

وأن
تعالى تقسم هذه الدنيا بين عباده كيفما يشاء من غير أن يخضع عطاؤه لمحاسب، فلا يجوز
للعبد العاقل أن يعترض على مولاه، لما أعطيت فلاناً وأغدقت عليه بالمال
وحرمتني؟

وقد
نسي هذا الغفل المسكين أن الله حرمه لوناً واحداً من الرزق لحكمة هي في صالحه،
وأغدق عليه بألوان كثيرة من الأرزاق، وأعطى ذلك –الذي ظنه محظوظاً- لوناً واحداً من
الرزق وحرمه ألواناً كثيرة لِحِكَم هي في صالحه، نعوذ بالله من أن نعود إلى الكفر
بعد الإيمان.



حالة
الرسل مع الناس


{كَانَ
النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ
وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ
فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ
بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ
يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(213)أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ
تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ
قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ
الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ
اللَّهِ قَرِيبٌ(214)}




سبب
النزول:


نزول
الآية (214):


قال
قتادة والسُّدِّي: نزلت هذه الآية في غزوة الخندق (الأحزاب) حين أصاب المسلمين ما
أصابهم من الجهد والشدة، والحر والبرد، وسوء العيش، وأنواع
الأذى.

وقال
عطاء: لما دخل رسول الله عليه وسلم وأصحابه المدينة، اشتد الضر عليهم، بأنهم خرجوا
بلا مال، وتركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين، وآثروا رضاء الله ورسوله، وأظهرت
اليهود العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأَسَرّ قوم من الأغنياء النفاق،
فأنزل الله تعالى تطييباً لقلوبهم: {أم حسبتم}.



{كَانَ
النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً
}
أي كانوا على الإِيمان والفطرة المستقيمة فاختلفوا وتنازعوا، وسبب الخلاف هو
التنافس على الدنيا، ففي بداية الأمر كانوا أمة واحدة على منهج آدم الذي علمه
لذريته، لأنهم كانوا قلائل والأرض واسعة وخيراتها كثيرة ثم بدأ النزع حول أو قضية
ذكرها لنا القرآن بين هابيل وقابيل فأراد قابيل أن يستأثر بأخته التي ولدت معه في
بطن واحد وهي لا تحل له. فالناس كانوا أمة واحدة ولكنهم اختلفوا لحظة الاستئثار
بالمنافع لأجل ذلك بعث الله النبيين ليذكروهم ويردوهم إلى منهج الله القويم.
{فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ} أي بعث الله
الأنبياء لهداية الناس مبشرين للمؤمنين بجنات النعيم ومنذرين للكافرين بعذاب الجحيم
{وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا
اخْتَلَفُوا فِيهِ
} أي وأنزل معهم الكتب السماوية لهداية البشرية حال كونها
منزلة بين الناس في أمر الدين الذي اختلفوا فيه {وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَ
الَّذِينَ أُوتُوهُ
} أي وما اختلف في الكتاب الهادي المنير المنزل لإِزالة
الاختلاف {إلا الذين أوتوه} وهم الذين أرسل الله إليهم رسله وأنزل فيهم كتبه
كاليهود والنصارى، {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ} أي من بعد
ظهور الحجج الواضحة والدلائل القاطعة على صدق الكتاب فقد كان خلافهم عن بيّنة وعلم
لا عن غفلةٍ وجهل، ومن هنا نعلم أن الاختلاف لا ينشأ إلا من إرادة البغي، والبغي هو
إرادة الإنسان أخذ غير حقه، وبسبب ذلك ينشأ البغض والتنازع. {بَغْيًا
بَيْنَهُمْ
} أي ظلماً وحسداً من الكافرين للمؤمنين {فَهَدَى اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ
} الهداية
من الله ترد على معنيين: الأول هو الدلالة على الطريق الموصل، والثاني هو
المعونة.

فالهداية
بالمعنى الأول تشمل جميع الناس وبذا نفعهم قوله تعالى: {وأما ثمود فهديناهم
فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب بما كانوا يكسبون}
أي دلهم الله
ولكنهم استحبوا العمى على الهدى.

وبالمعنى
الثاني تشمل كل من أذن وأراد السير على الطريق المستقيم الذي بينه الله لعباده،
وهؤلاء هم المؤمنون الذين هداهم الله بمعنى أعانهم على سلوك الطريق المستقيم. أي
هدى الله المؤمنين للحق الذي اختلف فيه أهل الضلالة بتيسيره ولطفه {وَاللَّهُ
يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
} أي يهدي من يشاء هدايته إِلى
طريق الحق الموصل إِلى جنات النعيم. فلا يبررن أحد ضلاله بأن الله لم يشأ أن يهديه،
لأنا نقول له: الهداية نوعان: هداية دلالة وهداية إعانة، فالأولى لكل الناس،
والثانية لمن أراد أن يسلك طريق الحق بعد ما بينه الله له، وهي المرادة بقوله
{والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} ثم قال تعالى: {أَمْ
حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ
}
أي بل ظننتم يا معشر المؤمنين أن تدخلوا الجنة بدون ابتلاءٍ وامتحان واختبار،
والعلاقة بين هذه الآية وما سبقها أن بني إسرائيل حسبوا أنهم يدخلون الجنة بدون أي
محنة فأراد الله أن ينبه أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن الابتلاء سنة الله في
الكون والجنة محفوفة بالمكاره. {وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا
مِنْ قَبْلِكُمْ
} أي والحال لم ينلكم مثل ما نال من سبقكم من المؤمنين من المحن
الشديدة، ولم تُبتلوا بمثل ما ابتلوا به من النكبات، إلى الآن إلا أن هذا النفي
متوقع الحدوث فاستعدوا له. {مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ} أي
أصابتهم الشدائد والمصائب والنوائب {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ
آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ
}؟ أي أزعجوا إِزعاجاً شديداً شبيهاً
بالزلزلة حتى وصل بهم الحال أن يقول الرسول والمؤمنون معه متى نصر الله؟ أي متى
يأتي نصر الله وذلك استبطاءً منهم للنصر لتناهي الشدة عليهم، وهذا غاية الغايات في
تصوير شدة المحنة، فإِذا كان الرسل - مع علو كعبهم في الصبر والثبات - قد عيل صبرهم
وبلغوا هذا المبلغ من الضجر والضيق كان ذلك دليلاً على أن الشدة بلغت منتهاها قال
تعالى جواباً لهم {أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} أي ألا فأبشروا
بالنصر فإِنه قد حان أوانه {ولينصرنَّ الله من ينصره إِن الله لقوي
عزيز}.



ما
يستخلص من الآيات [213-214]:


1-
دلت الآية [213] على أن الناس كانوا أمة واحدة والحرص على الاستئثار بلذات الدنيا
فرقهم وشتتهم، ولذا قال عليه الصلاة والسلام: "حب الدنيا رأس كل خطيئة" وقال أيضاً
محذراً أصحابه وأمته: "ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا
كما بسطت على الذين من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم"، وتحصيل
لذات الدنيا المباحة شرعاً ليس ممنوعاً شرعاً، وإنما المحظور هو البغي في تحصيلها
بأن يتجاوز المرء حقوقه ليلتهم حقوق الآخرين، أو أنه يستخدم ما أكرمه الله به من
نعم في الترفع على الناس واحتقارهم واستغلالهم.

2-
ودلت أيضاً على سعة رحمة الله بعباده إذ أرسل إليهم رسله وأنبيائه ليذكروهم بطريق
الله القويم الذي حادوا عنه وتاهوا في ظلمات أهوائهم ونزعات شهواتهم التي زادتهم
شقاء إلى شقاء بسب ما نتج عنها من تحاسد وتدابر وتقاتل وما إلى
ذلك.

3-
ودل قوله تعالى: {أم حسبتم أن تتركوا ...} على أن هذه الدنيا هي دار ابتلاء
واختبار، وأنها لا تصفو لأحد، ولو صفت لأحد لصفت للأنبياء والمرسلين عليهم السلام،
فلا بد من التمحيص ليتميز الصادق في إيمانه من المدعي الكاذب، مصداقاً لقوله تعالى:
{الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من
قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}
[العنكبوت:
1-3].



مقدار
نفقة التطوع ومصرفها


{يَسْأَلُونَكَ
مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ
وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا
تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ
عَلِيمٌ(215)}




سبب
النزول:


قال
ابن عباس: نزلت في عمرو بن الْجَمُوح الأنصاري، وكان شيخاً كبيراً ذا مال كثير،
فقال: يا رسول الله، بماذا أتصدق، وعلى من أنفق؟ فنزلت هذه
الآية.



{يَسْأَلُونَكَ
مَاذَا يُنفِقُونَ
} أي يسألونك يا محمد ماذا ينفقون وعلى من ينفقون؟ وقد نزلت
لمّا قال بعض الصحابة يا رسول الله: ماذا ننفق من أموالنا وأين نضعها؟ {قُلْ مَا
أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ
} أي قل لهم يا محمد اصرفوها في هذه الوجوه،
وقوله تعالى {من خير} فيه إشارة إلى أمرين مهمين:

الأول:
أن الخير يشمل أشياء كثيرة فمن أعطى ماله فقد أنفق، ومن أعطى علمه فقد أنفق، ومن
أعطى ضحى بوقته من أجل الآخرين فقد أنفق، ومن واسى منكوباً مهموماً بكلمة طيبة فقد
أنفق، فهي عامة في كل خير، فلو حصر الله الإنفاق في المال فقط لعجز عنه كثير من
الناس، ولكنه تعالى وسع الدائرة لتشمل جميع المسلمين.

الثاني:
ينبغي أن يكون هذا المنفق مما يصدق عليه بين العقلاء أنه من الخير، "فإن الله طيب
ولا يقبل إلا طيباً" كما جاء في الحديث. {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ
اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ
} أي وكل معروف تفعلونه يعلمه الله وسيجزيكم عليه أوفر
الجزاء. وبناء على ذلك فقدموا المعروف للناس ولا تنتظروا منهم جزاء ولا مدحاً، لأن
الله المتفضل عليكم بهذا الخير هو الذي سيجازيكم عليه الجزاء الأولى {ويطعمون
الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء
ولا شكوراً إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً فوقاهم الله شر ذلك اليوم
ولقاهم نضرة وسروراً وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً}
[الإنسان:
8-12].



ما
يستخلص من الآية [215]:


1-
دلت الآية على أن أبواب الخير كثيرة، وبإمكان أي مسلماً ولو كان فقيراً، أن ينفق في
سبيل الله من وقت، ومن علمه، ومن بسطة وجهه، ومن صحته وإلى
ذلك.

2-
ودلت أيضاً على أن الكثير والقليل يستحق به المسلم الثواب عند الله إذا ابتغى بذلك
وجه الله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره} [الزلزلة:
7].

3-
الإنفاق يكون على حسب الأقرب فالأقرب، للآية ولقوله صلى الله عليه وسلم "ابدأ بمن
تعول: أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك".



فرضية
القتال وإباحته في الأشهر الحرم


{كُتِبَ
عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ
خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ
يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ(216)يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ
قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ
بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ
اللَّهِ والْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ
حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ
عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ(217)إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَت اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ
رَحِيمٌ(218)}




سبب
نزول الآية (216):


قال
ابن عباس: لما فرض الله الجهاد على المسلمين شق عليهم وكرهوا، فنزلت هذه
الآية.



سبب
نزول الآية (217):


أخرج
ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير والبيهقي في سننه عن جندب بن
عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رهطاً وبعث عليهم عبد الله بن جحش
الأسدي، فلقوا ابن الحضرمي، ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو من جمادى فقاتلوهم
وقتلوا منهم، فقال المشركون للمسلمين: قتلتم في الشهر الحرام، فأنزل الله تعالى:
{يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} فسبب نزولها قصة
عبد الله بن جحش باتفاق المفسرين.



{كُتِبَ
عَليْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ
}
أي فرض عليكم قتال الكفار أيها المؤمنون وهو شاق ومكروه على نفوسكم لِما فيه من بذل
المال وخطر هلاك النفس {وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ
لَكُمْ
} أي ولكن قد تكره نفوسكم شيئاً وفيه كل النفع والخير {وَعَسَى أَنْ
تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ
} أي وقد تحب نفوسكم شيئاً وفيه كل الخطر
والضرر عليكم، فلعل لكم في القتال - وإِن كرهتموه - خيراً لأن فيه إِما الظفر
والغنيمة أو الشهادة والأجر، ولعل لكم في تركه - وإِن أحببتموه - شراً لأن فيه الذل
والفقر وحرمان الأجر، وقد شرح ابن عطاء الله السكندري رحمه الله هذه الآية بحكمته
المشورة: "ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك، ولو أدركت حكمة المنع لعرفت أنه عين
العطاء" والمعنى أن الله تعالى قد يعطيك شيئاً أنت تراه عطاء ولكنه في حقيقة الأمر
منع لأن ذلك الشيء يكون سبباً في حرمانك من أشياء هي أفضل منه، كمن يتمنى الولد
فيكرم به فيكون سبباً في شقائه في الدنيا والآخرة، وربما يمنعك الله من شيء فيكون
ذلك المنع سبباً في سعادتك في الدنيا والآخرة ولو أعطيته لشقيت، ولو كشف الله لك
الحجاب وأدركت حكمة المع لتيقنت أنه عين العطاء وهو السعادة بعينها، فما على المؤمن
العاقل إلا أن يأخذ بالأسباب ثم يسلم الأمر لله يفعل به ما يشاء، فهو وحده الذي
يعلم ما يُصلحه وما يفسده، {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}
أي الله أعلم بعواقب الأمور منكم وأدرى بما فيه صلاحكم في دنياكم وآخرتكم فبادروا
إِلى ما يأمركم به. وهذا تأكيد منه تعالى لعباده المؤمنين حتى يتيقنوا من تلك
الحقيقة ويسلموا الأمر لله تعالى.

{يَسْأَلُونَكَ
عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ
}
أي يسألك أصحابك يا محمد عن القتال في الشهر الحرام أيحل لهم القتال فيه؟ {قُلْ
قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ
} أي قل لهم القتال فيه أمره كبير ووزره عظيم ولكن هناك
ما هو أعظم وأخطر وهو {وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ
وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ
اللَّهِ
} أي ومنع مشركي قريش المؤمنين عن دين الله وكفرُهم بالله وصدُّهم عن
المسجد الحرام - يعني مكة - وإِخراجكم من البلد الحرام وأنتم أهله وحماته، كلُّ ذلك
أعظم وزراً وذنباً عند الله من قتل من قاتلكم من المشركين، فإِذا استعظموا قتالكم
لهم في الشهر الحرام فليعلموا أنَّ ما ارتكبوه في حق النبي صلى الله عليه وسلم
والمؤمنين أعظم وأشنع {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} أي فتنة
المسلم عن دينه حتى يردوه إِلى الكفر بعد إِيمانه أكبر عند الله من القتل. ثم بيّن
تعالى أن قتال الكفار للمسلمين مستمر، فقال: {وَلا
يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ
اسْتَطَاعُوا
}أي ولا يزالون جاهدين في قتالكم حتى يعيدوكم إِلى الكفر والضلال إِن قدروا،
و"إن" تأتي دائماً في الأمر المشكوك فيه، والمعنى: ولن يستطيعوا أبداً أن يردوكم
جميعاً عن دينكم، فهم غير راجعين عن كفرهم وعدوانهم، ولذا عليكم أن تحذروا من
مكايدهم حتى لا ترجعوا عن دينكم، ومن رجع عن دينه فمصيره: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ
مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ
أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
} أي ومن يستجب لهم منكم فيرجع عن
دينه ويرتد عن الإِسلام ثم يموت على الكفر فقد بطل عمله الصالح في الدارين وذهب
ثوابه {وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} أي وهم
مخلدون في جهنم لا يخرجون منها أبداً.

فائدة:
قد يتساءل بعض الناس عن مصير بعض الكفار الذين قدموا خدمات إنسانية راقية لا يزال
العالم ينتفع بها، كيف لا ينالون جزاءهم يوم القيامة على تلك الأعمال النافعة؟
والجواب: أن الذي يعمل عملاً يطلب الأجر ممن عمل له، وهؤلاء لم يضعوا في حسبانهم أن
ينالوا الثواب من الله، وإنما كان همهم الإنسانية والشهرة والمجد، وقد أعطتهم
الإنسانية الشهرة والمجد والتخليد، وما داموا قد نالوا جزاءهم في الدنيا فلي لهم أن
ينتظروا أجرة في الآخرة لأنهم لا يؤمنون بها. ولذا قال فيهم الحق تعالى: {والذين
كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله
عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب}
[النور: 39].

{إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ
اللَّهِ
}
أي إِن المؤمنين الذين فارقوا الأهل والأوطان وجاهدوا الأعداء لإِعلاء دين الله
{أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَت اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} أي الذين
يطمعون أن تصيبهم رحمة الله، فإن قال قائل: أو يقدمون كل تلك الأعمال الجليلة ثم لا
يتيقنون من رحمة الله؟ والجواب: أن ليس للعبد عند الله شيء متيقن لأنه لا يدري ما
قدمت يداه، أأعماله كاملة أم ناقصة؟ أتاب من جميع ذنوبه أم غفل عن بعضها؟ أتوبته
نصوحاً أم لا؟ أأعماله مقبولة أم مردودة؟ فهذا سيد الخلق عليه الصلاة والسلام يقول:
"اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وعمل لا يرفع ودعاء لا يسمع" [رواه أحمد والحاكم
وابن حبان].

إن
الإنسان لو عبد الله واشتغل بالطاعة طوال حياته لن يستطيع أن يرد مقابل جزء يسير من
النعم التي أكرمه الله بها سابقاً كنعمة الإيجاد والحياه والسمع والبصر وغير ذلك
فضلاً عن أن يرد مقابل النعم التي تأتيه لاحقاً لحظة لحظة إلى أن يفارق الحياة، فما
أتاه سابقاً فهو فضل زائد عن أعماله وأتاه لاحقاً فهو كذلك، فأنى للعاقل أن يتيقن
من رحمة الله تعالى؟ فهذا سيد الخلق عليه الصلاة والسلام يقول: "لن يدخل أحدكم
الجنة بعمله. فقالوا: ولا أنت يا رسول الله. قال: ولا أنا حتى يتغمدني الله برحمته"
[رواه الشيخان وغيرهما].

فعلى
العبد العاقل أن يتعلق بالخوف والرجاء ليكون قريباً من رحمة الله تعالى فاللهم
عاملنا بفضلك لا بعدلك وبإحسانك لا بميزانك وبجبرك لا بحسابك. {والله غفور
رحيم}
أي: عظيم المغفرة واسع الرحمة وهي تأكيد لما سبق من أن الإنسان مهما قدم
من طاعات فهو مقصر ولا يجبر تقصيره إلا رحمة الله وغفرانه.



ما
يستخلص من الآيات [216-218]:


1-
دل قوله تعالى: {كُتب عليكم القتال وهو كره لكم{ على أن الإسلام دين يحترم
الفطرة الإنسانية ولا يطلب من اتباعه أن يعشوا مثالية أفلاطون، ولذا أقر ما يدور في
أنفسهم وإن لم تنطق به ألسنتهم، فبيّن لهم أن الجهاد أمر تكرهه النفوس لما فيه من
المشقة عليها، كإخراج المال ومفارقة الوطن والأهل، والتعرض بالجسد إلى الجراح أو
الإتلاف وما إلى ذلك ولكن مصالحه أكبر من مفاسده لأنه سبيل العز ودرء الظلم
والاستبداد عن البشرية، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: "وما ترك قوم
الجهاد في سبيل الله إلا ذُلُّوا"، قال عكرمة في هذه الآية: "إنهم كرهوه ثم أحبوه"
لما فيه من فضل وثواب لا يعلمه إلا الله.

2-
ودل قوله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ...} على أن المؤمن
العاقل، يجب عليه أن يأخذ بالأسباب ويمتثل أمر ربه ثم يقف بعد ذلك موقف العبد
الراضي المسلم بكل ما يقدره له مولاه الكريم الرحيم وإن جاء خلاف ما تشتهيه نفسه
لأنه لا يدري حقيقة الخير أين هو، أهو في المنع أم في العطاء، "فربما منعك فأعطاك
وربما أعطاك فمنعك ولو أدركت حكمة المنع لعرفت أنه عين العطاء"، كما قالابن عطاء
الله رحمة الله.

3-
ودل قوله تعالى: {ويسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه ...} على حرمة القتال
في الشهر الحرام، إلا أن العلماء اختلفوا في نسخها:

أ-
فذهب عطاء إلى أنها محكمة غير منسوخة، لأن آية القتال عامة وهذه خاصة والعام لا
ينسخ الخاص.

ب-
وذهب جمهور العلماء إلى نسخها وأن قتال المشركين في الأشهر الحرم مباح، والناس في
قول الزهري {وقاتلوا المشركين كافة} [التوبة: 36] أو {قاتلوا الذين لا
يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر}
[التوبة: 22].

4-
حكم عمل المرتد الذي تاب قبل موته:

اتفق
العلماء على أن من ارتد عن الإسلام ومات على ذلك حبِط جميع عمله، ولكنهم اختلفوا
إذا تاب قبل أن يموت.

أ-
فذهب الإمام الشافعي إلى أن حبوط العمل مشروط بالموت على الكفر استناداً لقوله
تعالى: {ومن يرتدد عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت
أعمالهم في الدنيا والآخرة}
لأن ظاهر الآية دل على أن
الردة لا تحبط العمل حتى يموت صاحبها على الكفر.

ب-
وذهب الإمام مالك وأبو حنيفة أن الردة بمفردها تحبط العمل ولو رجع صاحبها إلى
الإسلام، لورودها في مواضع عدة مجردة عن اشتراط الموت على ذلك لحبوط العمل، كقوله
تعالى: {ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين}
[المائدة: 5]، وقوله: {لئن أشركت ليحبطن عملك} [الزمر: 65]، وقوله: {ولو
أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون}
[الأنعام: 88]، فهذه الآيات في الردة فقط
وقد عُلِّق الحبوط فيها على الشرك، والخطاب وإن كان للنبي صلى الله عليه وسلم
فالمراد به أمته لاستحالة الشرك عليه.

وأما
الآية التي استدل به الشافعي {ومن يرتدد منكم عن دينه ...} فرتبت حكمين:
الحبوط والخلود في النار، ومن شروط الخلود أن يموت على كفره كما ذكر ابن العربي
[أحكام القرآن 1/148].

وتظهر
ثمرة الخلاف فيمن حج ثم ارتد ثم رجع إلى الإسلام قبل أن
يموت.

فعلى
مذهب الشافعي لا يلزمه الحج لأن حجه سبق ردته وقد تاب قبل أن
يموت.

وعلى
رأي مالك وأبي حنيفة: يلزمه الحج لأن ردته أحبطت جميع أعماله بما في ذلك
الحج.



المرحلة
الثانية من مراحل تحريم الخمر وحرمة القمار


{يَسْأَلُونَكَ
عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ
وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ
الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ
تَتَفَكَّرُونَ(219)}




سبب
نزول الآية [219]:


نزلت
آية {يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ..} في عمر بن الخطاب ومعاذ
بن جبل ونفر من الأنصار، أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أفتنا في
الخمر والميسر، فإنهما مذهبة للعقل، مسلبة للمال، فأنزل الله تعالى هذه
الآية.

وروى
أحمد عن أبي هريرة قال: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وهم يشربون
الخمر، ويأكلون الميسر، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما، فنزلت الآية،
فقال الناس: ما حُرِّم علينا، إنما قال: إثمٌ كبير، وكانوا يشربون الخمر، حتى كان
يوم، صلى رجل من المهاجرين، وأمَّ الناس في المغرب، فخلّط في قراءته، فأنزل الله
آية أغلظ منها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ
وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ
} [النساء: 43]. ثم نزلت
آية أغلظ من ذلك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ
وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ
فَاجْتَنِبُوهُ
} [المائدة: 90] إلى قوله: {فهل أنتم منتهون} قالوا:
انتهينا ربَّنا".




وأما
سبب نزول قوله تعالى
:
{وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ}: فهو ما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن
عباس: أن نفراً من الصحابة حين أمروا بالنفقة في سبيل الله، أتوا النبي صلى الله
عليه وسلم فقالوا: إنا لا ندري ما هذه النفقة التي أمرنا في أموالنا، فما ننفق
منها؟ فأنزل الله: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ}
والسائل هم المؤمنون، وهو الظاهر من واو الجماعة، وقيل: السائل: عمرو بن الجموح.
والنفقة هنا: قيل: في الجهاد، وقيل: في الصدقات أي التطوع في رأي الجمهور، وقيل: في
الواجب أي الزكاة المفروضة.



{يَسْأَلُونَكَ
عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ
}
الخمر: مأخوذة من خمر الشيء إذا ستره وغطاه، وسمّيت بذلك لأن تستر العقل وتغطيه،
والميسر هو القمار، وهو مأخوذ من اليسر وهو السهولة لأنه يحصل لصاحبه مالاً بلا جهد
ولا تعب. أي يسألونك يا محمد عن حكم الخمر وحكم القمار {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ
كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ
} أي قل لهم إِن في تعاطي الخمر والميسر ضرراً
عظيماً وإِثماً كبيراً، أما الضرر الخمر فهو بيّن ومتعدد، منه أنه يغطي نعمة العقل
العظيمة التي امتن الله بها على عباده في مواضع عدة، والإنسان شرف بعقله فإذا غاب
عنه تصرف بتصرفات المجانين، ولذا قال عليه الصلاة والسلام "الخمر أم الخبائث" فهي
مفتاح الشرور والمفاسد وأضرارها الاجتماعية والصحية لم تعد خافية على القاصي
والداني. وأما الميسر فإنه يزرع البغض والحسد بين اللاعبين لحرص كل منهم على أخذها
في جيب الآخر بالحيلة والمكر وغالباً ما يؤدي إلى التنازع والشجار وربما إلى القتل،
كما أنه يعود اللاعبين على الكسل ونبذ العمل والسعي لتحصيل المال بالطرق اليسيرة
كالسرقة والرشوة والتدليس والغش وما إلى ذلك. {وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ
نَفْعِهِمَا
} أي وضررهما أعظم من نفعهما فإِن ضياع العقل وذهاب المال وتعريض
البدن للمرض في الخمر، وما يجرُّه القمار من خراب البيوت ودمار الأسر وحدوث العداوة
والبغضاء بين اللاعبين، كلُّ ذلك محسوس مشاهد وإِذا قيس الضرر الفادح بالنفع التافه
ظهر خطر المنكر الخبيث {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ}
أي ويسألونك ماذا ينفقون وماذا يتركون من أموالهم؟ قل لهم: أنفقوا الفاضل عن الحاجة
ولا تنفقوا ما تحتاجون إِليه فتضيعوا أنفسكم {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ
الآيَاتِ
} أي كما يبيّن لكم الأحكام يبيّن لكم المنافع والمضار والحلال والحرام
{لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pride.canadian-forum.com
 
سورة البقرة من الايه 208 الى 220
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة البقرة من الايه 30 الى 54
» سورة البقرة من الايه 55 الى 78
» سورة البقرة من الايه 99 الى 123
» سورة البقرة من الايه 124 الى 144
» سورة البقرة من الايه 168 الى 188

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات زمن العزه الجديده :: &&& منتدى القران الكريم وعلومه &&& :: القران الكريم :: تفسير القرآن-
انتقل الى:  

يا ودود يا ودود يا ودود .. ياذا العرش المجيد .. يا مبدئ يا معيد .. يا فعالا لما يريد .. أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك .... وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك .. وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء .. لا إله إلا أنت .. يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه .. استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ... استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه .. اللهم إنا نسألك زيادة في الأيمان. وبركة في العمر .. وصحة في الجسد .. وذرية صالحه .. وسعة في الرزق .. وتوبة قبل الموت .. وشهادة عند الموت .. ومغفرة بعد الموت .. وعفواً عند الحساب ... وأماناً من العذاب .. ونصيباً من الجنة .. وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم .. اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين .. واشفي مرضانا ومرضا المسلمين .. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات .. والمؤمنين والمؤمنات ... الأحياء منهم والأموات .. اللهم من اعتز بك فلن يذل .. ومن اهتدى بك فلن يضل .. ومن استكثر بك فلن يقل .. ومن استقوى بك فلن يضعف .. ومن استغنى بك فلن يفتقر .. ومن استنصر بك فلن يخذل .. ومن استعان بك فلن يغلب .. ومن توكل عليك فلن يخيب .. ومن جعلك ملاذه فلن يضيع .. ومن اعتصم بك فقد هدي إلى صراط مستقيم .. اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ً... وكن لنا معينا ومجيرا .. إنك كنت بنا بصيرا .. يا من إذا دعي أجاب .. يا رب الأرباب .. يا عظيم الجناب .. يا كريم يا وهّاب .. رب لا تحجب دعوتي .. ولا ترد مسألتي .. ولا تدعني بحسرتي .. ولا تكلني إلى حولي وقوّتي .. وارحم عجزي .. وأنت العالم سبحانك بسري وجهري .. المالك لنفعي وضري ... القادر على تفريج كربي .. وتيسير عسري .. اللهم أحينا في الدنيا مؤمنين طائعين .. وتوفنا مسلمين تائبين ... اللهم ارحم تضرعنا بين يديك .. وقوّمنا إذا اعوججنا .. وكن لنا ولا تكن علينا .. اللهم نسألك يا غفور يا رحمن يا رحيم .. أن تفتح لأدعيتنا أبواب الاجابه .. يا من إذا سأله المضطر أجاب .. يا من يقول للشيء كن فيكون ... اللهم لا تردنا خائبين .. وآتنا أفضل ما يؤتى عبادك الصالحين .. اللهم ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين .. ولا ضالين ولا مضلين .. واغفر لنا إلى يوم الدين .. برحمتك يا أرحم الرحمين .. أستغفر الله العظيم الذي لا اله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ربنا آتنا في الدنيا حسنة... وفي الآخرة حسنة... وقنا عذاب النار اللهم إني اسألك من خير ما سألك به محمد صلى الله عليه وسلم .. واستعيذ بك من شر ما استعاذ به محمد صلى الله عليه وسلم .. اللهم ارزق كاتب وقارىء الرسالة ومن ساهم بنشرها مغفرتك بلا عذاب .. وجنتك بلا حساب ورؤيتك بلا حجاب .. اللهم ارزق كاتب وقارىء الرسالة ومن ساهم بنشرها زهو جنانك .. وشربه من حوض نبيك واسكنه دار تضيء بنور وجهك .. اللهم اجعلنا ممن يورثون الجنان ويبشرون بروح وريحان ورب غير غضبان .. اللهم حرم وجه كاتب و قارىء الرسالة ومن ساهم بنشرها على النار واسكنهم الفردوس الاعلى بغير حساب .. اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين ,, يارب اللهم يا عزيز يا جبار اجعل قلوبنا تخشع من تقواك واجعل عيوننا تدمع من خشياك واجعلنا يا رب من أهل التقوى وأهل المغفرة وأخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

قاطعوا المنتجات الدنماركية

.: انت الزائر رقم :.

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



المواضيع الأخيرة
» مقابر ومدافن للبيع بخصم 30% من شركة سما الاقصا
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالأربعاء 01 مايو 2024, 17:10 من طرف layansherief

» مدافن للبيع بالقاهرة الجديدة بخصم 15% | الياسمين للمقاولات
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالأربعاء 01 مايو 2024, 16:51 من طرف layansherief

» شركة الياسمين لبيع وشراء المقابر بأفضل الأسعار
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالأربعاء 01 مايو 2024, 16:16 من طرف layansherief

»  افضل قهوجيين بالرياض 30% خصم |
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالثلاثاء 30 أبريل 2024, 17:33 من طرف layansherief

» جلسات خارجيه حديد للبيع 15% خصم
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالثلاثاء 30 أبريل 2024, 17:17 من طرف layansherief

» خيام للبيع بسعر رخيص 20% خصم
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالثلاثاء 30 أبريل 2024, 17:00 من طرف layansherief

» افضل مظلات وسواتر بالرياض بخصم 30%| مؤسسة الظلال الشاملة
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالثلاثاء 30 أبريل 2024, 16:37 من طرف layansherief

» افضل تصميمات مظلات حدائق حديد للبيع | الظلال الشاملة للمظلات والسواتر
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالثلاثاء 30 أبريل 2024, 16:06 من طرف layansherief

» افضل حداد بالكويت رخيص بخصم يصل إلى 30% | دليل شقردي
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالثلاثاء 30 أبريل 2024, 15:26 من طرف layansherief

» كراتين للبيع بخصومات 20% من افضل موقع اثاث بالكويت
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالثلاثاء 30 أبريل 2024, 14:51 من طرف layansherief

» افضل شركة نقل عفش بالكويت رخيص بخصم 20% | اثاث الكويت
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالثلاثاء 30 أبريل 2024, 14:18 من طرف layansherief

» شراء اثاث مستعمل الجهراء وجميع أنحاء الكويت بخصم 20% | اثاث الكويت
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالثلاثاء 30 أبريل 2024, 13:52 من طرف layansherief

» دورة تحسين الانتاجية من خلال تحسين الجودة وخفض-افضل دورات-فى الجودة والانتاجية
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالإثنين 29 أبريل 2024, 20:21 من طرف نانسي منتجع التدريب

» دورة تطبيق أدوات مراقبة العمليات الإحصائية (Spc) وقدرة العمليات والأداء، والأدوات السبع لمراقبة الجودة
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالإثنين 29 أبريل 2024, 20:08 من طرف نانسي منتجع التدريب

» دورة الحزام الأخضر المعتمدة في سداسية سيجما- ورشة عمل فى الجودة والانتاجية
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالإثنين 29 أبريل 2024, 19:53 من طرف نانسي منتجع التدريب

» دورة الأخصائي المعتمد في إدارة نظم الجودة-دورات-فى الجودة والانتاجية
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالإثنين 29 أبريل 2024, 19:40 من طرف نانسي منتجع التدريب

» دورة أدوات منهجية Lean: الحد من الهدر، وتقليل وقت الدورة، ونموذج كايزن-مركزالتدريبitr
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالإثنين 29 أبريل 2024, 19:26 من طرف نانسي منتجع التدريب

» دورة معايير قياس فعالية الموارد البشرية على الأداء التنظيمي ضمن أطر العمل -دورات الموارد البشرية والتدريب في القاهرة #
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالإثنين 29 أبريل 2024, 17:21 من طرف مركز التدريب ITR

» دورة قياس فعالية الموارد البشرية وآليات تحليلها -تعقد في القاهرة #شرم الشيخ #اسطنبول #ITR
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالإثنين 29 أبريل 2024, 17:18 من طرف مركز التدريب ITR

» دورة قياس فعالية الموارد البشرية وآليات تحليلها -تعقد في القاهرة #شرم الشيخ #اسطنبول #ITR
سورة البقرة من الايه 208   الى 220 Emptyالإثنين 29 أبريل 2024, 17:16 من طرف مركز التدريب ITR