سنتحدث هنا
عن انفصال الجنسين ، وتحمل المسؤولية ، ثم نرجئ الحديث عن جماعة الأقران إلى فصل
مستقل قادم .
أ- انفصال
الجنسين :
عن أبي
هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( مروا أولادكم
بالصلاة وهم أبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع
))
([1]) . والمضاجع جمع ، مضجع وهو الفراش ، وفي القديم
كانت الأسرة تضع عدة أطفال من الجنسين في فراش واحد ، ومازال هذا في بعض الأسر
الفقيرة ، ويفرق الآباء بين أطفالهم في المضاجع بعد السابعة ، فينام كل واحد في
فراش وحده ، وبعد العاشرة يفضل أن ينام الذكور في غرفة ، وتنام الإناث في غرفة أخرى
، وعندما يتعذر وجود الغرفتين تقسم الغرفة أثناء النوم ، بوسائد وستائر ، أو آرائك
بحيث لا يرى الذكور الإناث أثناء النوم ، وفي معظم الأسر المسلمة اليوم تستطيع
الأسرة أن توفر غرفة للذكور وأخرى للإناث ، وهذا أفضل لأنه استجابة لأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وهذا الأمر المتوافق مع الفطرة ، لأن حديث رسول الله صلى
الله عليه وسلم وحي من الله { إن هو إلا وحي يوحى } ، وسنرى في تحمل المسؤولية أن
الأسرة تكلف الصبي بأعمال ، تختلف عن الأعمال التي تكلف بها البنت .
ب- تحمل
المسؤولية :
( الولد
يريد أن يحس أنه رجل . والبنت تريد أن تحس أنها أنثى ناضجة ... ، وعندما يلمس الأب
أو الأم أن الولد بدأ يحس بأنه أكبر من طفل ، فعليهما أن يسارعا – بفرح – إلى
إعلانه : إن إبننا – فلاناً – لم يعد الآن طفلاً ، إنه أصبح رجلاً ، كم يثلج صدر
الصبي هذا الإعلان ن ويغذي إحساسه بذاته ويطمئنه على ذاته ، ثم يشركه في شؤون
الأسرة ، يرسله نائباً عنه يقابل أحد معارفه ، أو يقضي عملاً في السوق ، أو مكتب
البريد ... كما أن الأم تستطيع أن تعهد إليه ببعض المسؤوليات كأن يرافقها أو يرافق
أخته إلى المدرسة ، أو يشتري شيئاً لأخيه الصغير ... كما تعلن الأم أن ابنتها –
فلانة – لم تعد اليوم طفلة ، إنها صارت (( ست بيت )) ، ثم تشركها في تدبير المنزل ، كإعداد المائدة
مثلاً ، أو إعداد (( السلاطة )) ، أو الجلوس مع الضيفات ... )
([2])وهكذا يتدرب الطفل على الحياة ، ويشبع حاجته النفسية إلى تحمل المسؤولية .
84- جامع الأصول 18735.
85- محمد قطب ، (2/203) وما بعدها بتصرف .