يتباهى محرِّر دائرة المعارف اليهودية العام بأنّ التلمود له أسلوب أدبي ممتاز ،
وأنه "دائرة معارف تشمل كل نواحي الحياة الإنسانية" ، وأنَّ الذي لم يقض سنين
طويلة.
في دراسة التلمود لا يمكنه اكتشاف أغواره ، وأنَّ التلمود المترجم لا
يعطي فكرة صحيحة عن عظمته ، وأن التلمود بدون شروحه العديدة "كشرح الحاخام راشي
Rashi" "لا يعدو أن يكون كتابًا مغلقًا بقفل"!!
ويضيف قائلًا
:
"سلطة التلمود -كمستودع للقانون الشفهي- تعتبر سماوية إلهية عند اليهود
الأرثوذكس "مستقيمي العقيدة" ، ومن هنا تعتبر "تعاليم" التلمود إلزامية وثابتة غير
متغيرة ، أمَّا اليهود المحافظون والإصلاحيون فلا يقبلون السلطة الإلزامية الكلية
للتلمود ، رغم اعترافهم بالدور العظيم الذي لعبه التلمود في تحديد وحسم عقائد
اليهودية أو نظرياتها"1.
أمَّا القانون الشفهي ، ويسمَّى بالعبرية
Torah
Shebe'al peh فجزء من القانون اليهودي المعترف به ، غير موجود
في
___________
1 يذكر كتاب literature herew "ص8" أنَّ الفصل الرابع من الرسالة الرابعة في التلمود ، الذي
يسمَّى سنهدرين Senhedrin ، يوجب على اليهود إقامة "مجمع قومي عظيم" Great
National Senate يسمَّى سنهدرين ، والفصل العاشر من نفس الرسالة يسمَّى "العقاب"
Punishment ويتضمن وسائل العقاب والردع ضد اليهود الخارجين على
السنهدرين.
29 | 36939
التوراة ، اختلقه الحاخامات بحجة تنظيم الحياة والمعاملات الداخلية لليهود
؛ لزيادة تماسكهم وتسلطهم على المجتمع بالتالي.
وقد ابتدع حكماء اليهود ابتداء
من الفريسيين قوانين أخرى مروية عن موسى ، غير تلك المدونة في التوراة ، وسموها
بالقانون الشفهي ، زاعمين أنه حيث أن موسى لم يكتب هذه القوانين فلا يجوز لأحد
كتابتها ، وكان الحاخامات يتناقلونها سرًّا من جيل إلى جيل ، وبعد التمرد اليهودي
الفاشل على اليونانيين سنة 135م بقيادة باركوخبا Barilchba بدأ اليهود يجمعون هذه القوانين السرية في كتاب "التلمود" خشية
ضياعها.
وكان القانون "المكتوب الموسوي والشفهي الحاخامي" يعتبران مماثلين في
حكام الأحكام عند اليهود الذين لم يفرقوا بينهما
___________
= وبما يجدر
ذكره أن السنهدرين موجود الآن فعلًا تحت ستار شركة تمويل يهودية
Jewish fomamcirs ، ويسيطر "مباشرة أو بالتوجيه" على ما لا يقل عن ثلث رأسمال العالم
، ولم يقتصر عمله على ردع اليهود فحسب ، وإنما تجاوز -حسب الخطة اليهودية الجديدة-
ليكون رادعًا للنظم والحكومات التي لا تتماشى سياستها والسياسة الصهيونية ،
والسنهدرين حكومة عالمية خفية ، تعمل بالاشتراك مع وكالات المخابرات الغربية ونظمها
وصحافتها التي يهيمن عليها اليهود وأصحاب السنهدرين. "عن مقال المعلق البريطاني
الميجر اللورد جيمس أي كرائيك في جريدة "ديل نيوز" الكويتية 27 حزيران 1968" "انظر
كذلك فصل سنهدرين في هذا الكتاب".
30 | 36939
أكثر
من التسمية الحرفية ، على ما كتبه محرر دائرة المعارفة اليهودية العامة.
يقول
الدكتور جوزيف باركلي :
الأساس الكلي الذي يقوم عليه القانون الثاني أو الشفهي ،
هو عدم الالتفات لما صرح به موسى في التوراة :
"هذه الكلمات "الوصايا العشر" قد
كلّم الله بها كل جماعتكم في الجبل ، من خارج النارب والسحب والظلام الكثيف بصوت
الملك : وهو لم يزد عليه شيئا آخر" "DEUT.
V. 22".
وقال أيضًا : "إن تدمير الهيكل أعطى اليهود محركًا لحماس ديني شديد ،
أثير أحيانًا بالخطأ ، وبالصواب أحيانًا أخرى ، ولكن هذا الحماس الديني يزداد
وسيزداد ؛ لأن النهاية العظمى تقترب" "الأدب العبري ، ص40".
31 |
36939