وقول الله تعالى { والَّذِي
قَدَّرَ فَهَدَى } وقوله تعالى { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }
وقوله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ
عَنْهَا مُبْعَدُونَ }.
وسأل جبريل عليه
السلام النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه
ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ).
أخرجه مسلم في صحيحه من
حديث عمر رضي الله عنه برقم 1.
وعن أبي الدرداء رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لكل شيء حقيقة, وما
بلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه, وما أخطأه لم يكن
ليصيبه ).
أخرجه أحمد في المسند (6/442)
وحسنه شيخنا المحدث العلامة
مقبل بن هادي الوادعي رحمه
الله في الصحيح المسند.
باب ما جاء في مراتب القدر التي من لم
يؤمن بها لم يؤمن بالقدر المرتبة الأولى:
علم الرب سبحانه بالأشياء قبل كونها.قال الله تعالى {
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ
شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ
لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } وقوله تعالى{ إِنَّ اللّهَ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }.
عن علي رضي الله عنه
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالساً وفي يده عود ينكت به فرفع
رأسه فقال: ( ما منكم من نفس إلا وقد عُلم منزلها من الجنة والنار. قالوا: يا رسول
الله فلم نعمل؟ أفلا نتكل. قال: لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له, ثم قرأ { فَأَمَّا مَن
أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا
مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } ).
أخرجه مسلم برقم 2647.
قال الإمام الشافعي
رحمه الله: ناظروا القدرية بالعلم فإن أقروا به خُصموا وإن أنكروه كفروا.
المرتبة الثانية:
كتابة الله للأشياء قبل كونها.
قال الله تعالى { وَكُلُّ
شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ } وقوله
تعالى { وَكُلَّ
شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } وقوله تعالى {
مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ
مِن شَيْءٍ }.
عن عبد الله بن عمرو
رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كتب الله مقادير الخلق
قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة, قال: وعرشه على الماء ).
أخرجه مسلم برقم 2653.
المرتبة الثالثة:
المشيئة النافذة فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.قال الله تعالى :{ وَمَا تَشَاؤُونَ
إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } وقال الله تعالى:{ يَمْحُو اللّهُ مَا
يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } وقوله تعالى { قُلِ اللَّهُمَّ
مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن
تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ
عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .
عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى
الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير, احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز, وإن
أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لم يصبني كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل,
فإن لو تفتح عمل الشيطان ).
أخرجه مسلم برقم 2664.
المرتبة
الرابعة: خلق الله لكل شيء من الأعيان
والأوصاف.قال الله تعالى { اللّهُ
خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } وقال تعالى { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ }
وقال تعالى { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا
خَلَقَ }.