عن المسيب بن حزن
قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا
جهل وعبد الله بن أمية بن المغيرة فقال: ( يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك
بها عند الله. فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم
يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه, ويعيدانه بتلك المقالة, حتى قال
أبو طالب آخر ما كلمهم: على ملة عبد المطلب, وأبى أن يقول لا إله إلا الله.
قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
لأستغفرن لك ما لم أنه عنك. فأنزل الله { ما كان للنبي
والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين } وأنزل الله في أبي طالب فقال لرسول الله صلى
الله عليه وسلم {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ
يَهْدِي مَن يَشَاءُ } ).
أخرجه البخاري برقم 4772 ومسلم برقم 24.
قال ابن القيم رحمه
الله في شفاء العليل 141:
أفضل ما يقدر الله
لعبده, وأجل ما يقسمه له الهدى, وأعظم ما يبتليه به ويقدره عليه الضلال, وكل نعمة
دون نعمة الهدى, وكل مصيبة دون مصيبة الضلال. اهـ