منتديات زمن العزه الجديده
مرحبا بكم فى منتديات زمن العزه
منتديات زمن العزه الجديده
مرحبا بكم فى منتديات زمن العزه
منتديات زمن العزه الجديده
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات زمن العزه الجديده

منتديات اسلاميه ثقافيه تعنى بنشر الثقافه الدينيه الصحيحه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سوره المائده من 27 الى 50

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ebrehim
مدير
ebrehim


عدد المساهمات : 2239
تاريخ التسجيل : 19/10/2011

سوره المائده من 27 الى 50 Empty
مُساهمةموضوع: سوره المائده من 27 الى 50   سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011, 15:57

بَين
يَدَيْ السُّورَة



* سورة
المائدة

من السور المدنية الطويلة، وقد تناولت كسائر السور المدنية جانب التشريع بإِسهاب
مثل سورة البقرة، والنساء، والأنفال، إِلى جانب موضوع العقيدة وقصص أهل الكتاب، قال
أبو ميسرة: المائدة من آخر ما نزل من القرآن ليس فيها منسوخ وفيها ثمان عشرة
فريضة.



* نزلت
هذه السورة منصرفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية، وجِمَاعها يتناول
الأحكام الشرعية لأن الدولة الإِسلامية كانت في بداية تكوينها وهي بحاجة إِلى
المنهج الرباني الذي يعصمها من الزلل، ويرسم لها طريق البناء
والاستقرار.




* أما
الأحكام التي تناولتها السورة فنلخصها فيما يلي: "أحكام العقود، الذبائح، الصيد،
الإِحرام، نكاح الكتابيات، الردة، أحكام الطهارة، حدّ السرقة، حدّ البغي والإفساد
في الأرض، أحكام الخمر والميسر، كفارة اليمين، قتل الصيد في الإِحرام، الوصية عند
الموت، البحيرة والسائبة، الحكم على من ترك العمل بشريعة الله" إِلى آخر ما هنالك
من الأحكام التشريعية.



* وإِلى
جانب التشريع قصَّ تعالى علينا في هذه السورة بعض القصص للعظة والعبرة، فذكر قصة
بني إِسرائيل مع موسى وهي قصة ترمز إِلى التمرد والطغيان ممثلة في هذه الشرذمة
الباغية من "اليهود" حين قالوا لرسولهم {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا
إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ
} [المائدة: 24] وما حصل لهم من التشرد والضياع إِذ
وقعوا في أرض التيه أربعين سنة.




*ثم
قصة ابني آدم وهي قصةٌ ترمز إِلى الصراع العنيف بين قوتي الخير والشر، ممثلة في قصة
"قابيل وهابيل" حيث قتل قابيل أخاه هابيل وكانت أول جريمة نكراء تحدث في الأرض أريق
فيها الدم البريء الطاهر، والقصة تعرض لمنوذجين من نماذج البشرية: نموذج النفس
الشريرة الأثيمة، ونموذج النفس الخيّرة الكريمة {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ
قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ
} [المائدة: 30] كما
ذكرت السورة قصة "المائدة" التي كانت معجزة لعيسى بن مريم ظهرت على يديه أمام
الحواريين.

والسورة
الكريمة تعرض أيضاً لمناقشة "اليهود والنصارى" في عقائدهم الزائفة، حيث نسبوا إِلى
الله ما لا يليق من الذرية والبنين، ونقضوا العهود والمواثيق، وحرفوا التوراة
والإِنجيل، وكفروا برسالة محمد عليه السلام إِلى آخر ما هنالك من ضلالات وأباطيل،
وقد ختمت السورة الكريمة بالموقف الرهيب يوم الحشر الأكبر حيث يُدْعى السيد المسيح
عيسى بن مريم على رؤوس الأشهاد ويسأله ربه تبكيتاً للنصارى الذين عبدوه من دون الله
{ءأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ
قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ
}
[المائدة: 116] ويا له من موقف مخزٍ لأعداء الله، تشيب لهوله الرؤوس، وتتفطر من
فزعه النفوس!!


فضــلهَــا:


عن
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: أُنزلت على رسول الله صلى الله عليه
وسلم سورة المائدة وهو راكب على راحلته فلم تستطع أن تحمله فنزل
عنها.




التسميَة:


سميت
سورة "المائدة" لورود ذكر المائدة فيها حيث طلب الحواريون من عيسى عليه السلام آية
تدل على صدق نبوته وتكون لهم عيداً وقصتها أعجبُ ما ذكر فيها لاشتمالها على آيات
كثيرة ولطفٍ عظيم من الله العليّ الكبير.


الوفاء
بالعقود ومنع الاعتداء والتعاون على الخير وتعظيم شعائر
الله



{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ ءامنوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ
الأَنْعَامِ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ
حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ(1)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا
تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا
الْقَلائِدَ وَلا ءامِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ
رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ
شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ(2)}



{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ
}
الخطاب بلفظ الإِيمان للتكريم والتعظيم أي يا معشر المؤمنين أوفوا بالعقود وهو لفظ
يشمل كل عقدٍ وعهد بين الإِنسان وربه وبين الإِنسان والإِنسان، قال ابن
عباس
: العقود العهود وهي ما أحلَّ الله وما حرّم وما فرض في القرآن كله من
التكاليف والأحكام {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلا مَا يُتْلَى
عَلَيْكُمْ
} أي أُبيح لكم أكل الأنعام وهي الإِبل والبقر والغنم بعد ذبحها إِلا
ما حُرّم عليكم في هذه السورة وهي الميتة والدم ولحم الخنزير إلخ { غَيْرَ
مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ
} أي أُحلت لكم هذه الأشياء من غير أن
تستحلوا الصيد وأنتم محرمون {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ} أي يقضي
في خلقه بما يشاء لأنه الحكيم في أمره ونهيه .

{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ
}
أي لا تستحلوا حُرمات الله ولا تعتدوا حدوده، قال الحسن: يعني شرائعه التي
حدها لعباده، وقال ابن عباس: ما حرّم عليكم في حال الإِحرام {وَلا
الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ
} أي ولا تستحلوا الشهر
الحرام بالقتال فيه، ولا ما أُهدي إِلى البيت أو قُلّد بقلادة ليعرف أنه هدي
بالتعرض له ولأصحابه { وَلا ءاِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً
مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا
} أي ولا تستحلوا قتال القاصدين إِلى بيت الله
الحرام لحج أو عمرة، نهى تعالى عن الإِغارة عليهم أو صدهم عن البيت كما كان أهل
الجاهلية يفعلون {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} أي إِذا تحللتم من
الإِحرام فقد أُبيح لكم الصيد .

{وَلا
يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ
تَعْتَدُوا
}
أي لا يحملنكم بغضُ قوم كانوا قد صدوكم عن المسجد الحرام على أن تعتدوا عليهم
{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ
} أي تعاونوا على فعل الخيرات وترك المنكرات، وعلى ما يقرب إِلى
الله {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} أي خافوا عقابه
فإِنه تعالى شديد العقاب لمن عصاه.


بيان
الأطعمة المحرمة وإكمال الدين وبيان حال وأحكام
الضرورة



{حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ
اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ
وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ
تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا
مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا
فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ
غَفُورٌ رَحِيمٌ(3)}



{حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ
}
أي حُرّم عليكم أيها المؤمنون أكل الميتة وهي ما مات حتف أنفه من غير ذكاة والدم
المسفوح ولحم الخنزير، قال الزمخشري: كان أهل الجاهلية يأكلون هذه المحرمات:
البهيمة التي تموت حتف أنفها والفصيد وهو الدم في الأمعاء يشوونه ويقولون لم يحرم
من فُزد - أي فصد - له وإِنما ذكر لحم الخنزير ليبيّن أنه حرام بعينه حتى ولو ذبح
بالطريق الشرعي {وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ} أي ما ذكر عليه غير اسم
الله أو ذبح لغير الله كقولهم باسم اللات والعزّى.

{وَالْمُنْخَنِقَةُ}
هي التي تُخنق بحبلٍ وشبهه {وَالْمَوْقُوذَةُ} هي المضروبة بعصا أو حجر
{وَالْمُتَرَدِّيَةُ} هي التي تسقط من جبل ونحوه {وَالنَّطِيحَةُ} هي
التي نطحتها بهيمة أُخرى فماتت بالنطح {وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ} أي أكل
بعضَه السبع فمات {إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ} أي إِلا ما أدركتم فيه الروح من
هذه الأشياء فذبحتموه الذبح الشرعي قبل الموت قال الطبري: معناه إِلاّ ما
طهرتموه بالذبح الذي جعله الله طهوراً {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} أي
وما ذُبح على الأحجار المنصوبة، قال قتادة: النُّصبُ حجارةٌ كان أهل
الجاهلية يعبدونها ويذبحون لها فنهى الله عن ذلك، قال الزمخشري: كانت لهم
حجارة منصوبة حول البيت يذبحون عليها ويشرحون اللحم عليها، يعظمونها بذلك ويتقربون
به إِليها فنهى الله المؤمنين عن هذا الصنيع.

{وَأَنْ
تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ
}
أي وحُرّم عليكم الاستقسام بالأزلام أي طلب معرفة ما قُسم له من الخير والشر بواسطة
ضرب القداح قال في الكشاف: كان أحدهم إِذا أراد سفراً أو غزواً أو تجاره أو نكاحاً
أو أمراً من معاظم الأمور ضرب بالقداح وهي مكتوبة على بعضها: نهاني ربي، وعلى بعضها
أمرني ربي، وبعضُها غُفْلٌ فإِن خرج الآمر مضى لغرضه وإِن خرج الناهي أمسك وإِن خرج
الغفل أعاد {ذَلِكُمْ فِسْقٌ} أي تعاطيه فسقٌ وخروجٌ عن طاعة الله لأنه
دخولٌ في علم الغيب الذي استأثر الله به علاّم الغيوب .

{الْيَوْمَ
يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ
}
أي انقطع طمع الكافرين منكم ويئسوا أن ترجعوا عن دينكم، قال ابن عباس: يئسوا
أن ترجعوا إِلى دينهم أبداً {فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ} أي لا تخافوا
المشركين ولا تهابوهم وخافون أنصركم عليهم وأجعلكم فوقهم في الدنيا والآخرة
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} أي أكملت لكم الشريعة ببيان الحلال
والحرام {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} بالهداية والتوفيق إِلى أقوم
طريق {وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} أي اخترت لكم الإِسلام ديناً من
بين الأديان وهو الدين المرضي الذي لا يقبل الله ديناً سواه {ومن يبتغ غير الإِسلام
ديناً فلن يُقبل منه} {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ
لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
} أي فمن ألجأته الضرورة إِلى تناول
شيء من المحرمات المذكورة، في مجاعة حال كونه غير مائل إِلى الإِثم ولا متعمد لذلك،
فإِن الله لا يؤاخده بأكله، لأن الضرورات تُبيح المحظورات.


المطعومات
الحلال والزواج بالكتابيات



{يَسْأَلُونَكَ
مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ
الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا
مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللهَ
إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(4)الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ
وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا ءاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ
غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ
فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ
الْخَاسِرِينَ(5)}



{يَسْأَلُونَكَ
مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ
}
أي يسألونك يا محمد ما الذي أُحل لهم من المطاعم والمآكل؟ {قُلْ أُحِلَّ لَكُمْ
الطَّيِّبَاتُ
} أي قل لهم أُبيح لكم المستلذات وما ليس منها بخبيث، وحُرّم كل
مستقذر كالخنافس والفئران وأشباهها .

{وَمَا
عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ
}
أي وأُحل لكم صيد ما علمتم من الجوارح وهي الكلاب ونحوها مما يُصطاد به
{مُكَلِّبِينَ} أي مُعلمين للكلاب الاصطياد، قال الزمخشري: المكلِّب
مؤدبُ الجوارح ورائضها واشتقاقه من الكَلَب لأن التأديب أكثر ما يكون في الكلاب
{تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمْ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ
عَلَيْكُمْ
} أي تعلمونهنَّ طرق الاصطياد وكيفية تحصيل الصيد، إِذا لم تأكل منه،
فإِن أكلت فلا يحل أكله لحديث (إِذا أرسلتَ كلبَك المُعلَّم فقتل فكلْ، وإِذا أكل
فلا تأكل فإِنما أمسكه على نفسه) وعلامة المعلَّم أن يسترسل إِذا أُرسل، وينزجر
إِذا زُجر، وأن يُمسك الصيد فلا يأكل منه، ويشترط أن يذكر اسم الله عند إِرساله
فهذه أربع شروط لصحة الأكل من صيد الكلب المعلَّم {وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ
عَلَيْهِ
} أي عند إِرساله {وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ
الْحِسَابِ
} أي راقبوا الله في أعمالكم فإِنه سريع المجازاة للعباد
.

{الْيَوْمَ
أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ
}
أي أبيح لكم المستلذات من الذبائح وغيرها {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ
} أي ذبائح اليهود والنصارى حلالٌ لكم
{وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} أي ذبائحكم حلالٌ لهم فلا حرج أن تُطعموهم
وتبيعوه لهم {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ} أي وأُبيح لكم أيها
المؤمنون زواج الحرائر العفيفات من المؤمنات {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ
} أي وزواج الحرائر من الكتابيات (يهوديات
أو نصرانيات) وهذا رأي الجمهور، وقال عطاء: قد أكثر الله المسلمات وإِنما
رخص لهم يومئذٍ {إِذَا ءاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} أي إِذا دفعتم لهن
مهورهن {مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ} أي حال كونكم أعفاء بالنكاح غير
مجاهرين بالزنى {وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} أي وغير متخذين عشيقات وصديقات
تزنون بهن سراً، قال الطبري: المعنى ولا منفرداً ببغية قد خادنها وخادنته
واتخذها لنفسه صديقةً يفجر بها .

{وَمَنْ
يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ
الْخَاسِرِينَ
}
أي ومن يرتد عن الدين ويكفر بشرائع الإِيمان فقد بطل عمله وهو من
الهالكين.


فرضية
الوضوء والغسل من الجنابة والتيمم



{يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ ءامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ
وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى
الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ
عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ
النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا
بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ
مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(6)وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ
الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(7)}



ثم
أمر تعالى بإِسباغ الوضوء عند الصلاة فقال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا
إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ
} أي إِذا أردتم القيام إِلى الصلاة وأنتم
محدثون {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} أي
اغسلوا الوجوه والأيدي مع المرافق {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ
إِلَى الْكَعْبَيْنِ
} أي امسحوا رؤوسكم واغسلوا أرجلكم إِلى الكعبين أي
معهما قال الزمخشري: وفائدة المجيء بالغاية {إِلَى الْكَعْبَيْنِ}
لدفع ظن من يحسبها ممسوحة لأن المسح لم تُضرب له غاية في الشريعة وفي الحديث (ويلٌ
للأعقاب من النار) وهذا الحديث يردُّ على الإِمامية الذين يقولون بأن الرجلين
فرضهما المسحُ لا الغسل، والآية صريحة لأنها جاءت بالنصب {وَأَرْجُلَكُم}
فهي معطوفة على المغسول وجيء بالمسح بين المغسولات لإِفادته
الترتيب.

{وَإِنْ
كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا
}
أي إِن كنتم في حالة جنابة فتطهروا بغسل جميع البدن {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى
أَوْ عَلَى سَفَرٍ
} أي إِن كنتم مرضى ويضركم الماء، أو كنتم مسافرين ولم تجدوا
الماء {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} أي أتى من مكان قضاء
الحاجة {أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ} أي جامعتموهنَّ { فَلَمْ تَجِدُوا
مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا
} أي ولم تجدوا الماء بعد طلبه فاقصدوا
التراب الطاهر للتيمم به.

{فَامْسَحُوا
بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ
}
أي امسحوا وجوهكم وأيديكم بالتراب بضربتين كما وضحّت السنة النبوية {مَا يُرِيدُ
اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ
} أي ما يُريد بما فرض عليكم من
الوضوء والغسل والتيمم تضييقاً عليكم {وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ
وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
} أي يطهركم من
الذنوب وأدناس الخطايا بالوضوء والتيمم، وليتم نعمته عليكم ببيان شرائع الإِسلام
ولتشكروه على نعمه التي لا تحصى .

{وَاذْكُرُوا
نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ
سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا
}
الخطاب للمؤمنين والنعمةُ هنا الإِسلام وما صاروا إِليه من اجتماع الكلمة والعزة أي
اذكروا يا أيها المؤمنون نعمة الله العظمى عليكم بالإِسلام وعهده الذي عاهدكم عليه
رسوله حين بايعتموه على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره
{وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} أي اتقوا
الله فإِنه عالم بخفايا نفوسكم فيجازيكم عليها.


الشهادة
بالقسط والحكم بالعدل ووعد المؤمنين بالمغفرة والكافرين
بالعذاب





{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ
}
أي كونوا مبالغين في الاستقامة بشهادتكم لله وصيغة قوّام للمبالغة {شُهَدَاءَ
بِالْقِسْطِ
} أي تشهدون بالعدل {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى
أَلا تَعْدِلُوا
} أي لا يحملنكم شدة بغضكم للأعداء على ترك العدل فيهم
والاعتداء عليهم { اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} أي العدل مع من
تبغضونهم أقرب لتقواكم لله {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا
تَعْمَلُونَ
} أي مطلع على أعمالكم ومجازيكم عليها، قال الزمخشري: وفي
هذا تنبيه عظيم على أن العدل إِذا كان واجباً مع الكفار الذين هم أعداء الله وكان
بهذه الصفة من القوة، فما الظن بوجوبه مع المؤمنين الذين هم أولياؤه وأحباؤه؟!

{وَعَدَ
اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
}
أي وعد الله المؤمنين المطيعين {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} أي لهم
في الآخرة مغفرة للذنوب وثواب عظيم وهو الجنة {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا
بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
} لما ذكر مآل المؤمنين المتقين
وعاقبتهم ذكر مآل الكافرين المجرمين وأنهم في دركات الجحيم دائمون في العذاب،
قال أبو حيان
: وقد جاءت الجملة فعلية بالنسبة للمؤمنين متضمنة الوعد بالماضي
الذي هو الدليل على الوقوع، وفي الكافرين جاءت الجملة إِسمية دالة على ثبوت هذا
الحكم لهم وأنهم أصحاب النار فهم دائمون في عذاب الجحيم.



أراد
بنو النضير أن يلقوا على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحى وأن يغدروا به
وبأصحابه فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ
اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ
..} الآية.


التذكير
بنعمة الله ونقض اليهود والنصارى للميثاق



{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ
قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ
وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ(11)وَلَقَدْ
أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ
نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ
وَءاتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَءامَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ
اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ
فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ(12)فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ
وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ
وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ
مِنْهُمْ إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ(13)وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا
مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ
الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ
اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ(14)}


سبب
النزول:



{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ
}
أي اذكروا فضل الله عليكم بحفظه إِياكم من أعدائكم {إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ
يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ
} أي يبطشوا بكم بالقتل والإِهلاك
{فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} أي عصمكم من شرهم وردَّ أذاهم عنكم
{وَاتَّقُوا اللَّهَ} بامتثال أوامره واجتناب نواهيه {وَعَلَى اللَّهِ
فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
} أي فليثقْ المؤمنون بالله بإِنه كافيهم
وناصرهم.

ثم
ذكر تعالى أحوال اليهود وما تنطوي عليه نفوسهم من الخيانة ونقض الميثاق فقال
{وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} أي عهدهم المؤكد
باليمين {وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا} أي وأمرنا موسى بأن
يأخذ اثني عشر نقيباً - والنقيبُ كبير القوم القائم بأمورهم - من كل سبطٍ نقيبٌ
يكون كفيلاً على قومه بالوفاء بالعهد توثقةً عليهم، قال الزمخشري: لما استقر
بنو إِسرائيل بمصر بعد هلاك فرعون أمرهم الله تعالى بالسير إِلى "أريحاء" بأرض
الشام كان يسكنها الكنعانيون الجبابرة وقال لهم: إِني كتبتها لكم داراً وقراراً
فجاهدوا من فيها فإِني ناصركم، وأمر موسى بأن يأخذ من كل سِبْطٍ نقيباً فاختار
النقباء وسار بهم فلما دنا من أرض كنعان بعثهم يتجسّسون الأخبار فرأوا قوماً
أجسامهم عظيمة ولهم قوةٌ وشوكة فهابوهم ورجعوا وحدثوا قومهم وكان موسى قد نهاهم أن
يتحدثوا بما يرون فنكثوا الميثاق وتحدثوا إِلا اثنين منهم .

{وَقَالَ
اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ
}
أي ناصركم ومعينكم {لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَءاتَيْتُمْ الزَّكَاةَ}
اللام للقسم أي وأقسم لكم يا بني إِسرائيل لئن أديتم ما فرضتُ عليكم من إِقامة
الصلاة وإِيتاء الزكاة {وَءامَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ} أي
وصدقتم برسلي ونصرتموهم ومنعتموهم من الأعداء {وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا
حَسَنًا
} أي بالإِنفاق في سبيل الخير ابتغاء مرضاة الله {لأُكَفِّرَنَّ
عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
} أي لأمحونَّ عنكم ذنوبكم، وهذا جواب القسم، قال
البيضاوي
: وقد سدَّ مسدَّ جواب الشرط {وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
} أي تجري من تحت غرفها وأشجارها أنهار الماء واللبن
والخمر والعسل {فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ
السَّبِيلِ
} أي من كفر بعد ذلك الميثاق، فقد أخطأ الطريق السويّ وضلّ ضلالاً لا
شبهة فيه {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ} أي بسبب نقضهم
الميثاق طردناهم من رحمتنا {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} أي جافة
جافية لا تلين لقبول الإِيمان {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}
قال ابن كثير: تأولوا كتابه - التوراة - على غير ما أنزله وحملوه على غير
مراده وقالوا على الله ما لم يقلْ، ولا جُرْم أعظمُ من الاجتراء على تغيير كلام
الله عز وجل {وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} أي تركوا نصيباً
وافياً مما أُمروا به في التوراة .

{وَلا
تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلاً
مِنْهُمْ
}
أي لا تزال يا محمد تظهر على خيانةٍ منهم من نقض العهود وتدبير المكايد، فالغدرُ
والخيانة عادتُهم وعادةُ أسلافهم إِلا قليلاً منهم ممن أسلم {فَاعْفُ عَنْهُمْ
وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
} أي لا تعاقبوا واصفح عمن أساء
منهم، وهذا منسوخ بآية السيف والجزية كما قال الجمهور {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا
إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ
} أي ومن الذين ادّعو أنهم أنصار الله
وسمّوا أنفسهم بذلك أخذنا منهم أيضاً الميثاق على توحيد الله والإِيمان بمحمد رسول
الله {فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} أي فتركوا ما أُمروا به في
الإِنجيل من الإِيمان بالأنبياء ونقضوا الميثاق .

{فَأَغْرَيْنَا
بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
}
أي ألزمنا وألصقنا بين فِرَق النصارى العداوة والبغضاء إِلى قيام الساعة، قال
ابن كثير
: ولا يزالون متباغضين متعادين، يكفِّر بعضهم بعضاً، ويلعن بعضهم
بعضاً، وكل فرقةٍ تمنع الأخرى دخول معبدها .. وهكذا نجد الأمم الغربية - وهم أبناء
دين واحد - يتفنّن بعضهم في إِهلاك بعض، فمن مخترعٍ للقنبلة الذرية إِلى مخترع
للقنبلة الهيدروجينية وهي مواد مدّمرة لا يمكن أن يتصور العقل ما تحدثه من تلفٍ
بالغ وهلاك شامل {إِنما يريد الله أن يعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم
وهم كافرون
} ثم قال تعالى {وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا
يَصْنَعُونَ
}تهديد لهم أي سيلقون جزاء عملهم
القبيح.


كشف
الرسول صلى الله عليه وسلم لما كان يخفيه أهل الكتاب، وهداية القرآن
للحق







{يَا
أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا
كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ
}
الخطاب لليهود والنصارى أي يا معشر أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا محمد صلى الله عليه
وسلم بالدين الحق يبيّن لكم الكثير مما كنتم تكتمونه في كتابكم من الإِيمان به، ومن
آية الرجم، ومن قصة أصحاب السبت الذين مسخوا قردة وغير ذلك مما كنتم تخفونه
{وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} أي يتركه ولا يُبيّنه وإِنما يبيّن لكم ما فيه
حجة على نبوته وشهادة على صدقه، ولو ذكر كل شيء لفضحكم، قال في التسهيل: وفي
الآية دليل على صحة نبوتهلأنه بيّن ما أخفوه في كتبهم وهو أميٌّ لم يقرأ
كتبهم.

{قَدْ
جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ
}
أي جاءكم نور هو القرآن لأنه مزيل لظلمات الشرك والشك وهو كتاب مبين ظاهر الإِعجاز
{يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ} أي يهدي
بالقرآن من اتبع رضا الله طرق النجاة والسلام ومناهج الاستقامة {وَيُخْرِجُهُمْ
مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ
} أي يخرجهم من ظلمات الكفر إِلى
نور الإِيمان بتوفيقه وإِرادته {وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
هو دين الإِسلام.


الرد
على معتقدات اليهود والنصارى



{لَقَدْ
كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ
فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ
مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ(17)وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ
وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ
مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ(18)يَا أَهْلَ
الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ
الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ
بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ(19)}



ثم
ذكر تعالى إِفراط النصارى في حق عيسى حيث اعتقدوا ألوهيته فقال {لَقَدْ كَفَرَ
الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ
} أي جعلوه
إِلهاً وهم فرقةٌ من النصارى زعموا أن الله حلَّ في عيسى ولهذا نجد في كتبهم "وجاء
الرب يسوع" وأمثاله، ويسوع عندهم هو عيسى {قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ
شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ
فِي الأَرْضِ جَمِيعًا
} أي قل لهم يا محمد لقد كذبتم فمن الذي يستطيع أن يدفع
عذاب الله لو أراد أن يهلك المسيح وأمه وأهل الأرض جميعاً؟ فعيسى عبد مقهور قابلٌ
للفناء كسائر المخلوقات ومن كان كذلك فهو بمعزل عن الألوهية ولو كان إِلهاً لقدر
على تخليص نفسه من الموت {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا
بَيْنَهُمَا
} أي من الخلق والعجائب {يخْلُقُ مَا يَشَاءُ} أي هو قادر
على أن يخلق ما يريد ولذلك خلق عيسى من غير أب {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ
} أي لا يعجزه شيء.

ثم
حكى عن اليهود والنصارى افتراءهم فقال {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى
نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ
} أي نحن من الله بمنزلة الأبناء من
الآباء ونحن أحباؤه لأننا على دينه، قال ابن كثير: أي نحن منتسبون إِلى
أنبيائه وهم بنوه وله بهم عناية وهو يحبنا {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ
بِذُنُوبِكُمْ
}؟ أي لو كنتم كما تدَّعون أبناءه وأحباؤه فلم أعدَّ لكم نار جهنم
على كفركم وافترائكم؟ {بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ} أي أنتم بشر
كسائر الناس وهو سبحانه الحاكم في جميع عباده {يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ
وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ
} أي يغفر لمن شاء من عباده ويعذب من شاء لا اعتراض
لحكمه ولا رادَّ لأمره {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا
بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
} أي الجميع ملكه وتحت قهره وسلطانه وإِليه
المرجع والمآب.

ثم
دعاهم إِلى الإِيمان بخاتم المرسلين فقال {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ
رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ
مِنَ الرُّسُلِ} أي يا معشر
اليهود والنصارى لقد جاءكم محمد صلى الله عليه وسلم يوضّح لكم شرائع الدين على
انقطاع من الرسلِ ودروسٍ من الدين، وكانت الفترة بين عيسى ومحمد ومدتها خمسمائة
وستون سنة لم يُبعث فيها رسول {أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا
نَذِيرٍ
} أي لئلا تحتجوا وتقولوا: ما جاءنا من رسولٍ يبشر بالخير وينذر من الشر
{فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ} هو محمد صلى الله عليه وسلم
{وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} قال ابن جرير: أي قادرٌ على
عقاب من عصاه وثواب من أطاعه.


تذكير
موسى لقومه بنعم الله عليهم، وأمره لهم بدخول بيت
المقدس



{وَإِذْ
قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ
جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَءاتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ
أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ(20)يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ
الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ
فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ(21)قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ
وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا
فَإِنَّا دَاخِلُونَ(22)قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ
غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(23)قَالُوا يَا
مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ
وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ(24)قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ
إِلا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ
الْفَاسِقِينَ(25)قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً
يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ
الْفَاسِقِينَ(26)}



ثم
ذكر تعالى ما عليه اليهود من العناد والجحود فقال {وَإِذْ قَالَ مُوسَى
لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
} أي اذكر يا محمد
حين قال موسى لبني إِسرائيل يا قوم تذكّروا نعمة الله العظمى عليكم واشكروه عليها
{إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} أي حين بعث فيكم
الأنبياء يرشدونكم إِلى معالم الدين وجعلكم تعيشون كالملوك لا يغلبكم غالب بعد أن
كنتم مملوكين لفرعون مقهورين فأنقذكم منه بإِغراقه، قال البيضاوي: لم يُبعث
في أمةٍ ما بعث في بني إِسرائيل من الأنبياء {وَءاتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ
أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ
} أي من أنواع الإِنعام والإِكرام من فلق البحر
وتظليل الغمام وإِنزال المنّ والسلوى ونحوها .

{يَا
قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ
لَكُمْ
}
قال البيضاوي: هي أرض بيت المقدس سميت بذلك لأنها كانت قرار الأنبياء ومسكن
المؤمنين ومعنى {الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} أي التي وعدكموها على لسان
أبيكم إسرائيل وقضى أن تكون لكم {وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ
فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ
} أي ولا ترجعوا مدبرين خوفاً من الجبابرة، قال في
التسهيل
: روي أنه لما أمرهم موسى بدخول الأرض المقدسة خافوا من الجبارين الذين
فيها وهمّوا أن يرجعوا إِلى مصر {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا
جَبَّارِينَ
} أي عظام الأجسام طوال القامة لا قدرة لنا على قتالهم وهم العمالقة
من بقايا عاد {وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا} أي لن
ندخلها حتى يسلّموها لنا من غير قتال { فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا
دَاخِلُونَ
} أي لا يمكننا الدخول ما داموا فيها فإِن خرجوا منها
دخلناها.

{قَالَ
رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا
}
أي فلما جبنوا حرضهم رجلان من النقباء ممن يخاف أمر الله ويخشى عقابه وفيهما الصلاح
واليقين {ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ
غَالِبُونَ
} أي قالا لهم لا يهولنكم عِظَم أجسامهم، فأجسامهم عظيمة وقلوبهم
ضعيفة فإِذا دخلتم عليهم باب المدينة غلبتموهم بإِذن الله {وَعَلَى اللَّهِ
فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ
} أي اعتمدوا على الله فإِنه ناصركم إِن
كنتم حقاً مؤمنين .

{قَالُوا
يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ
وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ
}
وهذا إِفراط في العصيان ومع سوء الأدب بعبارةٍ تقتضي الكفر والاستهانة بالله
ورسوله، وأين هؤلاء من الصحابة الأبرار الذين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
لسنا نقول لك كما قالت بنو إِسرائيل ولكن نقول لك اذهب أنت وربك فقاتلا إِنّا معكما
مقاتلون؟! {قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ
بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ
} أي قال موسى حينذاك معتذراً إِلى
الله متبرءاً من مقالة السفهاء: يا ربّ لا أملك قومي، لا أملك إِلا نفسي وأخي هارون
فافصل بيننا وبين الخارجين عن طاعتك بحكمك العادل .

{قَالَ
فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي
الأَرْضِ
}
استجاب الله دعاءه وعاقبهم في التّيه أربعين سنة والمعنى: قال الله لموسى إِن الأرض
المقدسة محرم عليهم دخولها مدة أربعين سنة يتيهون في الأرض ولا يهتدون إِلى الخروج
منها {فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} أي لا تحزن عليهم فإِنهم
فاسقون مستحقون للعقاب، قال في التسهيل: روي أنهم كانوا يسيرون الليل كله
فإِذا أصبحوا وجدوا أنفسهم في الموضع الذي كانوا فيه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pride.canadian-forum.com
 
سوره المائده من 27 الى 50
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سوره المائده من 1 الى 26
» سوره المائده من 51 الى 86
» سوره المائده من 87 الى 102
» سوره المائده من 103 الى اخر السوره
» سوره ال عمران 31 من الى 58

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات زمن العزه الجديده :: &&& منتدى القران الكريم وعلومه &&& :: القران الكريم :: تفسير القرآن-
انتقل الى:  

يا ودود يا ودود يا ودود .. ياذا العرش المجيد .. يا مبدئ يا معيد .. يا فعالا لما يريد .. أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك .... وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك .. وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء .. لا إله إلا أنت .. يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه .. استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ... استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه .. اللهم إنا نسألك زيادة في الأيمان. وبركة في العمر .. وصحة في الجسد .. وذرية صالحه .. وسعة في الرزق .. وتوبة قبل الموت .. وشهادة عند الموت .. ومغفرة بعد الموت .. وعفواً عند الحساب ... وأماناً من العذاب .. ونصيباً من الجنة .. وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم .. اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين .. واشفي مرضانا ومرضا المسلمين .. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات .. والمؤمنين والمؤمنات ... الأحياء منهم والأموات .. اللهم من اعتز بك فلن يذل .. ومن اهتدى بك فلن يضل .. ومن استكثر بك فلن يقل .. ومن استقوى بك فلن يضعف .. ومن استغنى بك فلن يفتقر .. ومن استنصر بك فلن يخذل .. ومن استعان بك فلن يغلب .. ومن توكل عليك فلن يخيب .. ومن جعلك ملاذه فلن يضيع .. ومن اعتصم بك فقد هدي إلى صراط مستقيم .. اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ً... وكن لنا معينا ومجيرا .. إنك كنت بنا بصيرا .. يا من إذا دعي أجاب .. يا رب الأرباب .. يا عظيم الجناب .. يا كريم يا وهّاب .. رب لا تحجب دعوتي .. ولا ترد مسألتي .. ولا تدعني بحسرتي .. ولا تكلني إلى حولي وقوّتي .. وارحم عجزي .. وأنت العالم سبحانك بسري وجهري .. المالك لنفعي وضري ... القادر على تفريج كربي .. وتيسير عسري .. اللهم أحينا في الدنيا مؤمنين طائعين .. وتوفنا مسلمين تائبين ... اللهم ارحم تضرعنا بين يديك .. وقوّمنا إذا اعوججنا .. وكن لنا ولا تكن علينا .. اللهم نسألك يا غفور يا رحمن يا رحيم .. أن تفتح لأدعيتنا أبواب الاجابه .. يا من إذا سأله المضطر أجاب .. يا من يقول للشيء كن فيكون ... اللهم لا تردنا خائبين .. وآتنا أفضل ما يؤتى عبادك الصالحين .. اللهم ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين .. ولا ضالين ولا مضلين .. واغفر لنا إلى يوم الدين .. برحمتك يا أرحم الرحمين .. أستغفر الله العظيم الذي لا اله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ربنا آتنا في الدنيا حسنة... وفي الآخرة حسنة... وقنا عذاب النار اللهم إني اسألك من خير ما سألك به محمد صلى الله عليه وسلم .. واستعيذ بك من شر ما استعاذ به محمد صلى الله عليه وسلم .. اللهم ارزق كاتب وقارىء الرسالة ومن ساهم بنشرها مغفرتك بلا عذاب .. وجنتك بلا حساب ورؤيتك بلا حجاب .. اللهم ارزق كاتب وقارىء الرسالة ومن ساهم بنشرها زهو جنانك .. وشربه من حوض نبيك واسكنه دار تضيء بنور وجهك .. اللهم اجعلنا ممن يورثون الجنان ويبشرون بروح وريحان ورب غير غضبان .. اللهم حرم وجه كاتب و قارىء الرسالة ومن ساهم بنشرها على النار واسكنهم الفردوس الاعلى بغير حساب .. اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين ,, يارب اللهم يا عزيز يا جبار اجعل قلوبنا تخشع من تقواك واجعل عيوننا تدمع من خشياك واجعلنا يا رب من أهل التقوى وأهل المغفرة وأخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

قاطعوا المنتجات الدنماركية

.: انت الزائر رقم :.

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



المواضيع الأخيرة
» خدمات نقل عفش بجميع انحاء الكويت | نقل سريع ومضمون اتصل الآن
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 16:05 من طرف aliaa

» افضل موقع بيع وشراء اثاث مستعمل واجهزة كهربائية بالكويت بأعلى سعر
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 15:54 من طرف aliaa

» افضل موقع بيع وشراء اثاث مستعمل واجهزة كهربائية بالكويت بأعلى سعر
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 15:41 من طرف aliaa

» شراء اثاث مستعمل بالكويت بأعلى الأسعار من موقع اثاث الكويت
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 15:23 من طرف aliaa

» افضل فني نجار تركيب اثاث ايكيا بالكويت فك وتجميع وتركيب بأقل سعر
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 15:12 من طرف aliaa

» دليلك لشراء اثاث مستعمل بالكويت بأعلى سعر من موقع اثاث الكويت
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 14:59 من طرف aliaa

» مقابر طريق الفيوم للبيع بخصم يصل 13% | مقابر جنة
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 14:40 من طرف aliaa

» مقابر 6 اكتوبر طريق الواحات بخصم 20% | جنة للمقاولات
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 13:48 من طرف aliaa

» مقابر طريق العين السخنة للبيع بخصم يصل إلى 20%
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 13:36 من طرف aliaa

» مقابر وادي الراحة للبيع بأفضل الأسعار
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 13:26 من طرف aliaa

» مقابر القاهرة الجديدة للبيع بتسهيلات في السداد من شركة جنة للمقاولات
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 13:16 من طرف aliaa

» دليلك للحصول على مقابر للبيع جاهزة للتسليم من شركة جنة
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 13:00 من طرف aliaa

» مقابر طريق السويس الكيلو 26 بافضل الاسعار
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 12:47 من طرف aliaa

» مقابر 6 اكتوبر طريق الواحات باقل الاسعار - شركة القاهرة الجديدة
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 12:42 من طرف aliaa

» مقابر 6 اكتوبر طريق الواحات باقل الاسعار - شركة القاهرة الجديدة
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 12:37 من طرف aliaa

» مقابر طريق السخنة للبيع بأفضل الأسعار | القاهرة الجديدة لبناء المقابر
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 12:23 من طرف aliaa

» مقابر وادي الراحة طريق العين السخنة بخصم يصل إلى 15%
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 12:09 من طرف aliaa

» افضل موقع مقابر للبيع بالقاهرة الجديدة 20% خصم
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 11:59 من طرف aliaa

» اغتنم فرصة الحصول على مدافن للبيع بمساحات مختلفة فى كل مكان فى مصر - القاهرة الجديدة
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 11:49 من طرف aliaa

» دليلك للبحث عن مقابر للبيع من شركة القاهرة الجديدة
سوره المائده من 27 الى 50 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 11:38 من طرف aliaa