السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لقد
انتشر عبر رسائل الجوال وعبر الرسائل البريدية وفي المنتديات موضوع ( آية
57 من سورة الأحزاب الذي يطابق الرقم التسلسلي التجاري لجميع المنتجات
الدانماركية ) .
هذه صورة من الصور التي انتشرت عبر رسائل الجوال , وهي :
(
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي
الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ) هذه الآية
(57 ) في سورة الأحزاب وهو الرقم التسلسلي التجاري لجميع المنتجات
الدانماركية ! فهل بعد القرآن من بيان ؟
السؤال:
نريد الحكم في هذا الأمر الذي انتشر بين الناس وجزاكم الله خيراً .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً
يُخشى على قائل هذا القول من الْكُفر بالله ، لأنه اتّخذ القرآن هُزواً .
وهذا عبث لا يليق بالقرآن ، ولا يَدلّ عليه القرآن .
لأن ترقيم آيات القرآن ليس مَحلّ إعجاز .
ولأن ترقيم الآيات مُختَلَف فيه بين علماء القراءات .
قال
الإمام أبو عمرو الداني : أجمعوا على أن عدد آيات القرآن ستة آلاف آية ،
ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك ؛ فمنهم من لم يَزِد ، ومنهم من قال : ومائتا
آية وأربع آيات . وقيل : وأربع عشرة . وقيل : وتسع عشرة . وقيل : وخمس
وعشرون . وقيل : وست وثلاثون . اهـ .
وقال
الإمام القرطبي : وأما عدد آي القرآن في المدني الأول ؛ فقال محمد بن عيسى
: جميع عدد آي القرآن في المدني الأول ستة آلاف آية . قال أبو عمرو : وهو
العدد الذي رواه أهل الكوفة عن أهل المدينة ، ولم يُسَمُّوا في ذلك أحدا
بعينه يسندونه إليه . وأما المدني الأخير فهو في قول إسماعيل بن جعفر ستة
آلاف آية ومائتا آية وأربع عشرة آية . وقال الفضل : عدد آي القرآن في قول
المكيين ستة آلاف آية ومائتا آية وتسع عشرة آية . قال محمد بن عيسى : وجميع
عدد آي القرآن في قول الكوفيين ستة آلاف آية ومائتا آية وثلاثون وست آيات ،
وهو العدد الذي رواه سليم والكسائي عن حمزة ، وأسنده الكسائي إلى علي رضي
الله عنه . قال محمد : وجميع عدد آي القرآن في عدد البصريين ستة آلاف
ومائتان وأربع آيات ، وهو العدد الذي مضى عليه سلفهم حتى الآن . وأما عَدد
أهل الشام فقال يحيى بن الحارث الذماري : ستة آلاف ومائتان وست وعشرون في
رواية ستة آلاف ومائتان وخمس وعشرون . قال ابن ذكوان : فظننت أن يحي لم
يَعُدّ (بسم الله الرحمن الرحيم) قال أبو عمرو : فهذه الأعداد التي
يتداولها الناس تأليفا ، ويَعُدّون بها في سائر الآفاق قديما وحديثا . اهـ .
فهذا يَدلّ على أن أرقام الآيات ليست محل إعجاز ولا تَحدٍّ ، ولا يجوز الاستدلال بها على شيء .
كما أن الإعجاز العددي أصلا سبب في زلل بعض العلماء الذين اعتبروا عدد الآيات .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبدالرحمن السحيم