استمر حكم عمر بن الخطاب عشر سنين وستة أشهر وتسعة عشر يوما تمت خلالها معظم أوائل
الفتوحات الإسلامية خصوصا
فتح بلاد الشام و
بلاد الرافدين و
مصر داحرين الوجود
البيزنطي و
الساساني في كلا من بلاد الشام والعراق ومصر. اقتحم المسلمون غمار البحار في عهد عمر بن الخطاب وهزموا البيزنطيين في
معركة ذات الصواري.
كل هذا جعل من الدولة الإسلامية تتحول إلى بداية إمبراطورية مترامية
الأطراف تشمل العديد من الأراضي والأقوام والشعوب. تدفقت الأموال على
المدينة المنورة وانتعشت الحياة الاقتصادية مما أثار فعليا مخاوف أمير المؤمنين الذي عرف بزهده وعدله، ورغم ما عرف به
عمر من عدل يتجلى في قصص كثيرة (قصة ابن عمرو بن العاص مع القبطي : متى
استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) فإن انهيار الدولة الساسانية
الكامل شكل غيظا شديدا عند بعض الفرس، مما سيجعل ابن الخطاب يلقى حتفه على
يد
أبو لؤلؤة.
خليفة عمر بن الخطابقبل وفاة
ابن الخطاب يفطن إلى طريقة جديدة في اختيار الخليفة القادم تخلصه من مسؤولية الاختيار والتي ستكون تطبيقا فريدا لمبادئ
الشورى التي يحض عليها الإسلام : ما كان من عمر إلا أن اختار مجموعة من ستة أشخاص (هم من بقي من
العشرة المبشرين بالجنة) أي إنهم أشخاص قد حازوا رضا الله ورسوله وأمرهم أن يجتمعوا بعد موته لاختيار خليفة المسلمين.
انحصر أمر الخلافة بعد أول جلسة شورى بين
علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و
عثمان بن عفان رضي الله عنه، مما دفع بالأمر لإجراء استفتاء في المدينة قام به
عبد الرحمن بن عوف وكانت نتيجته لصالح
عثمان بن عفان،
ويشير الكثير من المؤرخين أن الناس كانت قد ملت سياسات ابن الخطاب
التقشفية وكانت تخشى أن زاهدا جديدا مثل ابن أبي طالب سيستمر بزجرهم من
الاستمتاع بالثروات الجديدة، أما ابن عفان فهو ثري أصلا وتقوا فهو لا يرى
ضيرا من التمتع بما آتاه الله من نعم.
[بحاجة لمصدر]