نظام الحكم في العهد العباسي:
أولاً الوزير: والوزارة لم تكن معروفة بهذا الاسم
في عهد الدولة الأموية وأول من سمي بها لعهد أبي العباس السفاح أبو سلمة الخلال شيخ
الدعوة بالكوفة فقد كان يعرف بوزير آل محمد وأصله مولى لبني الحارث بن كعب وكان
سمحاً كريماً مطعاماً كثير البذل مشغوفاً بالتنوف في السلاح والدواب فصيحاً عالماً
بالأخبار والأشعار والسير والجدل والتفسير حاضر الحجة ذا يسار ومروءة
ظاهرة.
ثانياً الحاجب: وهو موظف كبير لا يَمْثُل أحد بين يدي
الخليفة إلا بإذنه وقد وجد الحاجب في عهد بني أمية وقد أحدثوه لما خشوا على أنفسهم
من الفتاكين بعد حادثة الخوارج مع علي وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي
سفيان.
ثالثاً الكاتب: وهو الذي يتولى مخاطبة من بعد عن الحضرة
من الملوك والأمراء وغيرهم وكثيراً ما كان يتولى الخليفة نفسه تلك
الكتابة.
رابعاً صاحب الشرط: وهو المحافظ على الأمن وكان المنصور
يختار صاحب الشرط آمن الرجال وأشدهم وكان له سلطان عظيم على المريبين
والجناة.
خامساً القاضي: وكان ينظر في قضايا مدينة المنصور وحدها
ولم يكن له سلطان على قضاة الأقاليم لأن منصب قاضي القضاة لم يكن أنشىء
بعد.
الجيش:
أهم ما تظهر به الدولة جيشها الذي يذود عن حياضها ويحمي
بيضتها وقد كان الجيش لعهد الدولة الأموية عربياً محضاً جنوده وقواده فلما جاءت
الدولة العباسية كان ظهور نجمها على يد أهل خراسان الذين يرجع إليهم أكبر الفضل في
ثل عرش الدولة الأموية وبالضرورة يكون لهم حظ وافر من الدولة وحمايتها لذلك كان جيش
الديوان في أول عهد العباسيين مؤلفاً من فريقين.
الأول: الجيوش الخراسانية
الثاني: الجيوش العربية.
وقوادهم من الفريقين بعضهم من العرب وبعضهم من الموالي.
وكان أكبر القواد المعروفين في أول عهد الدولة أبو مسلم
الخراساني لجيوش المشرق الخراسانية.
وعبد اللَّه بن علي لجيوش المغرب وأعظمها عربي من الجزيرة
والشام.
ومن مشهوري قواده العرب معن بن زائدة الشيباني وهو قائد
شجاع كان في أيام بني أمية متنقلاً في الولايات.
حاضرة الخلافة: (مدينة السلام- بغداد)
وللمدينة أربعة أبواب كل اثنين منها متقابلان ولكل منها باب
دون باب بينهم دهليز ورحبة تدخل إلى الفصيل الدائر بين السورين فالأول باب الفصيل
والثاني باب المدينة فإذا دخل من باب خراسان عطف على يساره في دهليز معقود بالآجر
والجص عرضه عشرون ذراعاً وطوله ثلاثون المدخل إليه في عرضه والمخرج منه وطوله يخرج
إلى رحبة مادة إلى الباب الثاني طولها60 ذراعاً وعرضها40 ولها في جنبتيها حائطان من
الباب الأول إلى الباب الثاني في صدر هذه الرحبة في طولها الباب الثاني وهو باب
المدينة وعن يمينه وشماله في جنبتي بابان إلى الفصيلين.
والأبواب الأربعة على صورة واحدة في الأبواب والفصيلان
والرحاب والطاقات. ثم الباب الثاني وهو باب المدينة وعليه السور
الكبير فيدخل من الباب الكبير إلى دهليز أزج معقود بالآجر والجص طوله20 ذراعاً
وعرضه12 وعلى كل أزج من آراج هذه الأبواب مجلس له درجة على السور يرتقى إليه منها،
على هذا المجلس قبة عظيمة ذاهبة في السماء سمكها50 ذراعاً مزخرفة وعلى رأس كل قبة
منها تمثال تديره الريح لا يشبه نظائره.
وعلى كل باب من أبواب المدينة الأوائل والثواني باب حديد
عظيم جليل المقدار كل باب منها فردان.