اليهودية: هي ديانة العبرانيين المنحدرين من إبراهيم عليه السلام
والمعروفين بالأسباط من بني إسرائيل الذين أرسل الله إليهم موسى عليه السلام مؤيداً
بالتوراة؛ ليكون لهم نبيًّا.
واليهودية ديانة يبدو أنها منسوبة إلى يهود الشعب،
وهذه بدورها قد اختلف في أصلها، وقد تكون نسبة إلى يهوذا أحد أبناء يعقوب، وعممت
على الشعب على سبيل التغليب.
Oالموسوعة الميسرة للندوة العالمية للشباب الإسلامي
اليهودية: مصطلح حادث
يطلق على الديانة الباطلة المحرفة عن الدين الحق الذي جاء به موسى عليه
السلام.
ولعل هذا هو التعريف الصحيح لليهودية، ومن خلاله يتبين الخلل في بعض
التعريفات التي تقول: إنها الدين الذي جاء به موسى - عليه السلام -.
أو: إنها
دين موسى عليه السلام.
وهذا خطأ؛ إذ موسى عليه السلام لم يجئ باليهودية، وإنما
جاء بالإسلام - بمفهومه العام- الذي يعني الاستسلام لله وحده؛ فهو دين جميع
الأنبياء من لدن نوح إلى محمد عليهم السلام.
قال الله عز وجل عن إبراهيم عليه
السلام: مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ
حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [آل عمران: 67].
وقال -
تبارك وتعالى - عن موسى عليه السلام: وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ
آمَنتُم بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ
[يونس:84].
وقال عن عيسى عليه السلام: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ
الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ
أَنصَارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران:
52].
فهذا هو الإسلام العام الذي جاء به جميع الأنبياء. أما الإسلام الخاص فهو:
شريعة القرآن التي جاء بها محمد (1).
وهذا الإسلام الخاص يشترك مع كافة الشرائع
بالتوحيد والأصول، ويختلف في تفصيل بعض الشرائع.
ومن خلال ما مضى يتبين أن
اليهودية ديانة باطلة محرفة عن الدين الحق الذي جاء به موسى عليه
السلام.
Oرسائل في الأديان والفرق والمذاهب، لمحمد الحمد ص 62، 63
_________
(1) انظر ((التدمرية)) لابن تيمية (196 -
175).
سبب التسمية:
سميت اليهودية بذلك نسبة إلى اليهود، وقد تعددت أسباب تسمية اليهود بهذا
الاسم؛ فقيل في ذلك أقوال منها:
-1 أنهم سموا يهوداً نسبة إلى يهوذا بن يعقوب،
الذي ينتمي إليه بنو إسرائيل الذين بعث فيهم موسى عليه السلام فقلبت العرب الذال
دالاً.
-2 نسبة إلى الهَوَد: وهو التوبة، والرجوع، وذلك نسبة إلى قول موسى عليه
السلام لربه: إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ [الأعراف: 156]. أي: تبنا ورجعنا إليك يا
ربنا. قال ابن منظور: الهود: التوبة، هادَ يهود هوداً، وتهوَّد: تاب ورجع إلى الحق؛
فهو هائد، وقومٌ هُوْد مثل حائك وحُوك، وبازل وبُزْل (1).
-3 نسبة إلى التقرب
والعمل الصالح، قال زهير بن أبي سلمى:
سوى رَبَعٍ لم يأتِ فيه مخافةً ... ولا
رهقاً من عابد متهود
فالمتهود: المتقرب، والتهود: العمل الصالح (2).
-4 من
الهوادة، وهي المودة، فكأنهم سموا بذلك؛ لمودة بعضهم بعضاً.
Oرسائل في الأديان والفرق والمذاهب، لمحمد الحمد ص 63، 64
_________
(1) [13])) ((لسان العرب)) (3/ 439)
(2) ([14]) ((لسان
العرب)) (3/ 349)