الزواج:
يعتبر بقاء اليهودي في العزوبة أمراً منافياً للدين، ويحرم الزواج بين
اليهود وغيرهم، والزواج بغير اليهودي أو اليهودية يعتبر فجوراً وزناً مستمرين.
ويجوز لليهودي الزواج ببنت أخيه أو ابنة أخته، ولكن العكس محرم، فلا يتزوج الرجل من
عمته أو خالته. وحرَّم كثير من فقهائهم زواج بنت الأخت.
وتعدد الزوجات جائز عند
اليهود، وليس في الدين حد أقصى لتعدد الزوجات، وإن صدرت فتوى متأخرة ابتداء من
القرن الحادي عشر في الغرب بتحريم التعدد، وبعض اليهود لازالوا يمارسون هذا
الحق.
ومن شرائعهم في الزواج أن أرملة اليهودي الذي مات ولم ينجب منها يجب
تزويجها لأخيه الأعزب على وجه الإجبار، فإذا أنجب منها فإن المولود يحمل اسم أخيه
الميت وينسب إليه، وإذا امتنع الأخ من تزوج أرملة أخيه فإنه يشهر به ويخلع من
المجتمع اليهودي، وتسمى المرأة التي تؤول إلى أخي زوجها الميت
(يبامه).
الطلاق:
الطلاق في التوراة كان حقًّا موضوعاً بيد الرجل، مستخدمين عبارة (طرد
الزوجة من البيت)، لكن فيما بعد أفتى الحاخام جرشوم بن يهودا المتوفى سنة (1040) م
بتحريم طرد المرأة من بيت الزوجية إلا إذا أفتى القاضي بطلاقها، أو اتفقت مع زوجها
بالتراضي على الطلاق. ولا يعتبر الطلاق نافذاً حتى تصدر فيه وثيقة من الحاخام،
وبهذه الوثيقة تستطيع المطلقة الزواج، أما إذا لم تحصل عليها فلا يحق لها الزواج،
ويعتبر زواجها بغير الوثيقة غير صحيح، وأولادها من ذلك الزواج غير
شرعيين.
المأكل والمشرب:
من شرائعهم في المطعومات أنه لا يجوز لهم من الحيوانات ذوات الأربع إلا
كل ماله ظلف مشقوق، وليس له أنياب، ويأكل العشب ويجتر، فالخيل والبغال والحمير
والجمال كلها محرمة، وكذلك الخنزير والسباع والأرانب. ويحرم من الطيور كل ما له
منقار معقوف أو مخلب، أو كان من أوابد الطير التي تأكل الجيف والرمم. ويحل أكل
الدجاج والأوز والبط والطيور البرية آكلة العشب والحب، أما الأحياء المائية فيحل
منها السمك الذي له زعانف وعليه قشور، وما عدا ذلك فكل صيد البحر حرام. ولا يجوز
لهم الجمع بين اللحم واللبن والحليب في طعام واحد.
O دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية لسعود بن عبد
العزيز الخلف – ص 139