تعريفه
العَروض : على وزن فَعُول ، كلمة مؤنثة ، تعني القواعد التي تدل على
الميزان الدقيق الذي يُعرفُ به صحيح أوزان الشعر العربي من
فاسدها .
وقد اختلف علماء العربية في معنى كلمة
(العَرُوض) ، وسبب تسمية هذا العلم بها على خمسة أقوال :
(1)
فقيل :
هي مشتقة من العَرْض ؛ لأن الشعر يُعرضُ ويقاس على ميزانه . وإلى هذا الرأي ذهب
الإمام الجوهري . ويعزِّز هذا القولَ ماجاء في اللغة العربية من قولهم : (( هذه
المسألة عَروض هذه )) أي نظيرها .
(2)
وقيل :
إن الخليل أراد بها (مكة) ، التي من أسمائها (العَرُوض) ، تبركا ؛ لأنه وضع هذا
العلم فيها .
(3)
وقيل :
إن معاني العَروض الطريق في الجبل ، والبحور طرق إلى
النظم .
(4)
وقيل :
إنها مستعارة من العَروض بمعنى الناحية ؛ لأن الشعر ناحية من نواحي علوم العربية
وآدابها .
(5)
وقيل :
إن التسمية جاءت تَوَسُّعًا من الجزء الأخير من صدر البيت الذي يسمى
(عَروضا) .
وأقرب
هذه الأقوال إلى الصواب ( والله أعلم ) الرأي الأول ، فالكلمة مشتقة من العَرْض ؛
لأن الشعر يُعرَض ويقاسُ على ميزانه .
واضعه :
هو
الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي البصري (100هـ- 175 هـ) ، والخليل من أكبر عظماء
أمتنا وأجل علمائها العباقرة ؛ فهو أول من فكَّر في صون لغتنا ، فألف معجمَه
المسمَّى بكتاب (العين) كما يقال ، وهو أول من سارع لضبط ألفاظها باختراع النقط
والشكل .
وللخليل كتب نفيسة ، منها : كتاب العَروض ، وكتاب النغم ، وكتاب
الإيقاع ، وكتاب النقط والشكل . ومعظم ما في (الكتاب) الذي جمعه تلميذه سيبويه
منقول عنه بألفاظه .
استقرى
الخليل الشعر العربي ، فوجد أوزانه المستعملة أو بحوره خمسة عشر بحرا ، ثم جاء
الأخفش الأوسط فزاد عليه بحرَ (المتدارك) .
فائدته :
لعلم
العَروض ودراسته أهمية بالغة لا غنى عنها لمن له صلة بالعربية ، وآدابها ومن
فوائده :
(1)
صقلُ
موهبة الشاعر ، وتهذيبها ، وتجنيبها الخطأَ والانحرافَ في قول
الشِّعر .
(2)
أمنُ
قائل الشعر على شعره من التغييرِ الذي لا يجوز دخوله فيه ، أو ما يجوز وقوعه في
موطن دون آخر .
(3)
التأكد
من معرفة أن القرآن الكريم ، والحديث النبوي الشريف ليسا بشعر معرفةَ دراسةٍ لا
تقليد ؛ إذ الشعر : ما اطردت فيه وحدته الإيقاعية التزاما . أي (كلامٌ موزون قصدا
بوزن عربي) . وبذا يدرك أن ما ورد منهما على نظام الشعر وزنا لا يحكم عليه بكونه
شعرا ؛ لعدم قصده ؛ يقول ابن رشيق : ((لأنه لم يقصد به الشعر ولا نيته ، فلذلك لا
يعد شعرا ، وإن كان كلاما مُتَّزِنا )) .
(4)
التمكينُ من المعيار الدقيق للنقد ؛ فدارس العَروض هو مالك الحكم الصائب
للتقويم الشعري وهو المميز الفطن بين الشعر و النثر الذي قد يحمل بعض سمات
الشعر .
(5)
معرفةُ
ما يرد في التراث الشعري من مصطلحات عَروضية لا يعيها إلا من له إلمام بالعَروض
ومقاييسه .
(6)
الوقوفُ على ما يتسم به الشعر من اتساق الوزن ، وتآلف النغم ، ولذلك أثر
في غرس الذوق الفني ، وتهذيبه .
(7)
التمكينُ من قراءة الشعر قراءةً سليمة ، وتوقِّي الأخطاء الممكنة بسبب
عدم الإلمام بهذا العلم .