استعرضنا دورة الحياة حيث أشعة الشمس تمتصها البحار والمحيطات والمسطحات المائية، فيحدث البخر فالتكثيف وتكوين السحب ودور الرياح المؤثر في ذلك، ودور الكربون في تبادل الطاقة بالنسبة للهواء، ثم تساق السحب إلى المنطقة التي يريد الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ أن يسقطه فيه حيث أخراج النبات والثمرات وإحياء الأرض بعد موتها(وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبهاً وغير متشابه انظروا إلى ثمره وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون)[سورة الأنعام].
وفي سورة النحل هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون). وفي سورة العنكبوت : (ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون). ثم نجد أن ماء السماء للطهارة ويجوز الوضوء به على المذاهب الأربعة. ففي سورة الأنفال: (وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام). أو ليكون عيوناً أو ينابيع، في سورة الزمر ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعاً مختلفاً ألوانه).
كما أن للماء قدرة هائلة على النحت وبخاصة للجبال والصخور وإذابتها، لاحتوائه على ثاني أكسيد الكربون ذائباً فيه، ثم لاحتوائه على مواد أخرى وذلك في طريقه للنزول، وبما يكسبه تفاعلات أيونية نشطة كيميائياً مما يجعل جميع العناصر المعروفة على وجه الأرض موجودة وذائبة في مياه البحر، هو سبب تجمع ثروات الخلجان ودلتات ملتقى الأنهار والبحر وكذلك، تسقط معظم الأمطار أيضاً على البحار والمحيطات لتعيد التوازن لها من جديد لذا فهي مصدر مياه الأرض كلها سواء في بحارها أو جوفها أو أنهارها.
وسبحانه عز من قائل (وجعلنا من الماء كل شيء حي)صد الله العظيم