عن قيس بن طلق عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم«لا تمنع
المرأة زوجها حاجته وإن كان على ظهر قتب، وإن كانت على ظهر قتب».
وعنه أيضاً
قال: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: الرجل منّا تكون له الحاجة إلى
امرأته فقال: «ليس لها أن تمنعه. وإن كانت على رأس تنور».
وعنه أيضاً قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن دعا الرجل زوجته فلتأته، وإن كانت على
التنُّور».
وعن حصين بن
محصن عن عمّةٍ له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجةٍ لها، ففرغت من حاجتها،
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلّم «أذات زوج أنت؟» قالت: نعم. قال: «فكيف أنت
له»؟ قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: «انظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك
ونارك».
وعن قيس بن سعد بن عبادة قال: أتيت الحيرة، فرأيتهم يسجدون لأساقفتهم
ورهبانهم، فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله، أنت أحق أن
نسجد لك، فإني رأيتهم يسجدون لرهبانهم وأساقفتهم. فقال: «لو كنت آمراً أحداً أن
يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها».
وعن معاذ بن جبل ـــ رضي الله عنه ـــ
أنه لما رجع من اليمن قال: يا رسول الله، رأيت رجالاً باليمن يسجد بعضهم لبعض، أفلا
نسجد لك؟ قال: «لو كنت آمراً بشراً أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد
لزوجها».
وعن فضال بن
جبير قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«لو جاز لأحد أن يسجد لأحد من دون الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه
عليها».
وعن أنس بن مالك ـــ رضي الله عنه ـــ قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلّم «لو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها،
والذي نفسي بيده، لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح، والصديد، ثم
استقبلته تلحسه ما أدت حقه».
وعن عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان في نفر من المهاجرين والأنصار، فجاء بعير، فسجد له، فقال
أصحابه: يا رسول الله، تسجد لك البهائم والشجر، فنحن أحق أن نسجد لك، فقال: «اعبدوا
ربكم، وأكرموا أخاكم، ولو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد
لزوجها، ولو أمرها أن تنقل من جبل أصفر إلى جبل أسود، ومن جبل أسود إلى جبل أصفر،
كان ينبغي لها أن تفعل».
(وعن أبي عبد الله الشامي) عن تميم الداري ـــ رضي الله
عنه ـــ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حق الزوج على زوجته أن تطيع أمره، وأن
تبر قسمه، ولا تهجر فراشه، ولا تخرج إلا بإذنه، ولا تدخل عليه من يكره».
وعن ابن عمر
قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ما حقُ الزوج
على الزوجة؟ قال: «لا تتصدّق من بيته بشيء إلا بإذنه، فإن فعلت، كان له الأجر،
وعليها الوزر»، قالت: يا رسول الله، ما حق الزوج على الزوجة؟ قال: «لا تصوم يوماً
إلا بإذنه، فإن فعلت لعنتها ملائكة الله، وملائكة الرحمة، وملائكة الغضب، حتى تفيء
أو ترجع».
وقد روي هذا الحديث من طريق ابن عباس أيضاً، عن عطاء عن ابن عباس قال:
سألت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: ما حق الرجل على المرأة قال: «لا
تمنعه نفسها، وإن كانت على رأس قتب»، قالت: وما حق الرجل على امرأته؟» قال: «لا
تصوم يوماً تطوعاً إلا بإذنه، فإن فعلت أثمت ولم يتقبل منها»، قالت: وما حق الرجل
على امرأته؟ قال: «لا تخرج من بيتها إلا بإذنه، فإن فعلت لعنتها ملائكة الرحمة،
وملائكة الغضب حتى تتوب وترجع»، قالت: لا جرم، والله لا يملك على أمري رجل
أبداً.
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نساؤكم أهل الجنة،
الودود، الولود، التي إذا أذت أو أُوذيت، أتت زوجها حتى تضع يدها في كفه فتقول: لا
أذوق غمضاً حتى ترضى».
وعن عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ قالت: «يا معشر النساء،
لو تعلمن بحق أزواجكن عليكن، لجعْلتُ المرأة منكن تمسح الغبار عن قدمي زوجها بحرّ
وجهها».
وعن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: قالت ابنة سعيد بن المسيب: ما كنا
نكلِّم أزواجنا إلا كما تكلمون أمراءكم.
وعنه أيضاً قال: قالت امرأة سعيد بن
المسيِّب: ما كنا نكلم أزواجنا إلا كما تكلمون أمراءكم، أصلحك الله، عافاك
الله.
(
المرأة كالمملوك للزوج)
وينبغي للمرأة أن تعرف أنها كالمملوك للزوج، فلا تتصرف في نفسها ولا في
ماله إلا بإذنه، وتقدم حقّه على حقّ نفسها، وحقوق أقاربها. وتكون مستعدة لتمتعه بها
بجميع أسباب النظافة، ولا تفتخر عليه بجمالها، ولا تعيبه بقبيح إن كان فيه.
قال
الأصمعي: دخلت البادية فإذا امرأة حسناء لها رجل قبيح، فقلت لها: كيف ترضين لنفسك
أن تكوني تحت مثله؟ فقالت: لعله أحسن فيما بينه وبين خالقه، فجعلني ثوابه، ولعلي
أسأت، فجعله عقوبتي.
وينبغي للمرأة أن تصبر على أذى الزوج كما يصبر المملوك، وقد
رُوِّيْنا أن عبد الملك بن مروان وصفت له جارية اجتمعت فيها مناقب، فلما حضرت سألها
عن حالها، فقالت: إني لا أنس نفسي أني لك مملوكة. فقال: هذه المنقبة تساوي جميع
الثمن.
( بيان
حقّ الزوج ووصايا الوالدين)
وينبغي لأبوي المرأة
خصوصاً الأم أن تعرِّفها حق الزوج، وتبالغ في وصيتها، عن عمرو بن سعيد قال: كان في
عليّ شدّة على فاطمة ـــ سلام الله عليهما ـــ فقالت: والله لأشكونك إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلّم فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فانطلق عليّ، فقام
حيث يسمع كلامها، فشكت غلظ عليّ عليها، وشدته، فقال: يا بنيّة استمعي واسمعي
واعقلي، فإنه لا امرأة لا تأتي هوى زوجها، وهو ساكت، قال عليّ: فرجعت، فقال: (والله
لا آتي شيئاً تكرهينه أبداً، فقالت: والله لا آتي شيئاً تكرهه أبداً).
قال
القرشي: وحدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا عبد الله بن بكر السهمي قال: حدثني بشر
أبو نصر أن أسماء بن خارجة زوّج ابنته، فلما أراد أن يهديها إلى زوجها، أتاها فقال:
يا بنية، إنّ النساء أحق بأدبك مني، ولا بد لي من تأديبك، كوني لزوجك أمة يكن لك
عبداً، ولا تدني منه فيملّك، ولا تباعدي منه فتثقلي عليه، ويثقل عليك، وكوني كما
قلت لأمك:
خُذي العفوَ منّي تَسْتديمي مودَّتي
ولا تنطقي في سورتي حين أغضبُ
فإنّي رأيتُ الحبَّ في القلبِ والأذى
إذا اجتمعا، لم يلبث الحبّ
يذهبُ
قال القرشي: وحدثني إبراهيم بن سعيد قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: ثنا
غسان قال: ثنا سعيد بن يزيد، أن أبا الأسود الدؤلي زوّج ابنه له، فأتته الجارية
فقالت: يا أبت إني لم أن أحب أن أفارقك، فأما إذ زوجتني فأوصني. قال: إنك لن تنالي
ما عنده إلا باللطف، واعلمي أنَّ أَطْيب الطيب الماء.
وعن أبي عبيدة قال: زوَّج
رجل من العرب أربع بنات له، فزار أولاهن فقال: كيف ترين بعلك يا بنيّة؟ فقالت:
السهل بأرض محل، إن سألت أعطى، وإن سكت ابتدأ من غير مَنّ ولا أذى. فقال: أي بنية،
رزقته بجدّك لا بكدّك.
ثم زار الثانية، فقال: أي بعل بعلك؟ فقالت: جبار عنيد، من
الخيرات بعيد، لا توقد له نار، ولا يؤمن له جار. فقال: أي بنيّة، صبَّتْ عليك
بليَّة، فليكن الصبر منك سجيّة حتى تأتيك المنيّة.
ثم زار الثالثة فقال: كيف
زوجك؟ فقالت: ذو خلق نزق، وشر غلق، يجود لي في الغنى، ويحرمني إذا افتقر. فقال: أي
بنية، تذمّين وتحمدين، وكذا الدهر يكون حين وحين، ويحمل الغث والثمين.
ثم زار
الرابعة فقال: أي بعل بعلك؟ فقالت: ذو خلق جميل، ورأي أصيل، مقبل على أهله، متكرم
في رحله. فقال: أي بنية، رزقتيه ماجداً، فامنحيه ودّك، وألطفيه جهدك.
وعن عبد
الملك بن عُمَيْر قال: لما زوّج عوف بن محلِّم الشيباني ابنته أم إياس بن الحارث بن
عمرو الكندي، فجهزت، وحضرت لتحمل إليه، دخلت عليها أمها أمامة لتوصيها فقالت: يا
بنية، إنَّ الوصية لو تركت لفضل في الأدب أو مكرمة في الحسب لتركت ذلك منك،
ولزويتها عنك، ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل، أي بنيّة، لو استغنت المرأة عن
زوجها بغنى أبيها، وشدّة حاجتها إليه، لكنت أغنى الناس عنه، إلا أنهنّ خُلقن
للرجال، كما لهن خُلق الرجال.
أي بنيّة، إنك قد فارقت الجوّ الذي منه خرجت، والعش الذي فيه درجت، إلى
وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، أصبح بملكه عليك مليكاً، فكوني له أمة يكن لك
عبداً.g
احفظي له خصالاً عشراً، تكن لك دركاً وذكراً.
أما الأولى،
والثانية: فالصحبة له بالقناعة، والمعاشرة له بحسن السمع والطاعة، فإنّ في القناعة
راحة القلب، وفي حسن السمع والطاعة رضى الرب.
وأمّا الثالثة والرابعة: فالتفقد
لموضع أنفه، والتعاهد لموضع عينه، فلا تقع عينه منك على شيء قبيح، ولا يشمّ أنفه
منك إلا أطيب ريح، وإن الكحل أحسن الحسن الموجود، والماء أطيب المفقود.
وأما
الخامسة والسادسة: فالتعاهد لموضع طعامه، والتفقّد له حين منامه، فإنَّ حرارة الجوع
ملهبة، وإنّ تنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالإرعاء على حشمه
وعياله، والاحتفاظ بماله، فإنَّ أصل الاحتفاظ بالمال حسن التقدير، والإرعاء على
الحشم والعيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تفشي له سراً، ولا تعصي
له في حال أمراً، فإنك إنْ أفشيت سره، لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره، ثم
اتقي يا بنيّة الفرح لديه، إذا كان ترحاً، والاكتئاب إذا كان فرحاً، فإنَّ الخصلة
الأولى من التقصير، والثانية من التكدير، وكوني أشدّ ما يكون لك إكراماً، أشد من
تكونين له إعظاماً، وأشدّ ما تكونين له موافقة، وأطول ما تكونين له مرافقة، واعلمي
يا بنية، أنك لن تصلي إلى ما تحبين منه حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك،
فيما أحببت وكرهت، والله يخيِّر لك ويحفظك. فحملت إليه، فعظم موقفها منه، فولدت له
الملوك الذي ملكوا بعده.
قال المصنّف رحمه الله: وقد رويت لنا هذه الحكاية
مبسوطة، فقد روى أبو روق الهمداني، عن أبي حاتم السجستاني قال: قالوا: كان ملك من
ملوك اليمن يقال له: الحارث بن عمرو الكندي بلغه أنَّ ابنة لعوف الكندي أنها ذات
جمال وكمال، فبعث إلى امرأة من قومها يقال لها: عصام.
فقال: إنه بلغني عن بنت عوف جمال وكمال، فاذهبي واعلمي لي عليها.
فانطلقت حتى دخلت على أمها، وهي أمامة بنت الحارث، فأخبرتها، ما جاءت له، وإذا أمها
كأنها خاذل من الظباء، وحولها بنات لها، كأنهن شوادن الغزلان.
فأرسلت إلى ابنتها
فقالت: يا بنية، إنَّ هذه خالتك أتتك لتنظر إلى بعض شأنك، فاخرجي إليها، ولا تستتري
عنها بشيء، وناطقيها فيما استنطقتك فيه. فدخلت عليها، ثم خرجت من عندها، وهي تقول:
تَركَ الخداعَ مَنْ كشفَ القناعَ، فأرسلتها مثلاً.
فلما جاءت إلى الحارث قال: ما
وراءك يا عصام؟ قالت: أيها الملك، صرح المخضي عن الزبد ـــ فأرسلتها مثلاً، ثم
قالت: أقول حقاً، وأخبرك صدقاً، لقد رأيت وجهاً كالمرآة المضيئة يزينه شعر حالك،
كأذناب الخيل المضفورة إنْ أرسلته خلته سلاسل، وإن مشطته خلته عناقيد كرم جلاها
وابل.
لها حاجبان، كأنما خطا بقلم، أو سُوِّدا بحمم، قد تقوسا على مثل عيني
الظبية العَبْهرة، التي لم تر قانصاً، ولم يذعرها قسورة ببهتان المتوسم، بينهما أنف
كحد السيف المصقول، لم يخنس به قصر، ولم يمعن به طول، حفَّت به وجنتان كالأرجوان في
بياض محض كالجمان، شق فيه فم لذيذ الملثم، فيه ثنايا غر، وأسنان كالدر، ذات أشر،
ينطق فيه لسان ذو فصاحة وبيان، يحركه عقل وافر، وجواب حاضر، تلتقي دونه شفتان
حمروان، كأنهما في لين الزبد يحملان ريقاً كالشهد، نصب ذلك على عنق أبيض، كأنه
إبريق فضة.
لها صدر كصدر التمثال، مدت فيه عضدان مدمجتان ممليتان لحماً، مكسوتان
شحماً، متصلة بهما ذراعان ما فيهما عظم يمس، ولا عرق يجس عصبتهما، يعقد إن شئت
منهما الأنامل، وتركب الفصوص في حفر المفاصل.
نتأ في ذلك الصدر ثديان يخرقان
عليها ثيابها، ويمنعانها أن تقلد سخاباً، أسفل من ذلك بطن، طوي كطي القباطي المدمجة
كسي عكناً كالقراطيس المدرجة، كمدهن العاج.
لها ظهر فيه كالجدول، ينتهي إلى خصر لولا رحمة ربك لانبتر لها كفل، يكاد
يقعدها إذا نهضت، وينهضها إذا قعدت، كأنه حقف من الرمل، لبده سقوط الطل، أسفل من
ذلك فخذان لفاوان، كأنما نصبا على نضد جمان، متصلة بهما ساقان بيضاوان خدلجتان حمل
ذلك كله قدمان كحذو اللسان، تبارك الله، مع لطافتهما كيف يطيقان حمل ما
فوقهما.
وأما ما سوى ذلك، فإني تركت نعته ووصفه لوقته، إلا أنه أكمل وأحسن مما
وصف في شعر أو قول.
قال: فبعث إلى أبيها، فخطبها إليه، فزوّجها إياه، فبعث إليها
من الصداق بمثل مهور نساء الملوك مائة ألف درهم، وألف من الإبل، فلما حان أن تحمل
إليه، دخلت إليها أمها لتوصيها، فقالت: أي بنية، إنَّ الوصية لو تركت لعقل أو أدب
أو مكرمة في حسب، لتركت ذلك منك، ولزويته عنك.
ولكن الوصيّة تذكرة للعاقل،
ومنبهة للغافل. أي بنيّة، إنه لو استغنت المرأة عن زوجها بغنى أبيها، وشدّة حاجتها
إليه، لكنت أغنى الناس عن الزوج، ولكن للرجال خُلِق النساء، كما لهن خُلِق
الرجال.
أي بنيّة: إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، والوكر الذي فيه درجت، إلى وكر
لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك ملكاً، فكوني له أمة يكن لك
عبداً.
واحفظي عني خصالاً عشراً تكن لك دركاً وذخراً:
فأما الأولى والثانية:
فالمعاشرة له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة، فإن في القناعة راحة القلب، وحسن
السمع والطاعة رأفة الرب.
وأما الثالثة والرابعة: فلا تقع عيناه منك على قبيح،
ولا يشم أنفه منك إلا أطيب ريح، واعلمي أي بنية، أن الماء أطيب الطيب المفقود، وأن
الكحل أحسن الحسن الموجود.
وأما الخامسة والسادسة: فالتعهد لوقت طعامه، والهدوء
عند منامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة:
فالاحتفاظ بماله والرعاية على حشمه وعياله، فإنّ الاحتفاظ بالمال من حسن التقدير،
والرعاية على الحشم والعيال من حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تفشي له سراً، ولا تعصي له أمراً، فإنك إن
أفشيت سره، لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره، واتقي الفرح لديه إن كان
ترحاً، والاكتئاب إذا كان فرحاً، فإن الأولى من التقصير، والثانية من التكدير،
واعلمي أنك لن تصلي إلى ذلك منه حتى تؤثري هواه على هواك، ورضاه على رضاك، فيما
أحببت وكرهت، والله يخير لك بخيرته، ويصنع لك برحمته.
فلما حملت إليه غلبت على
أمره، وولدت له سبعة أولاد ملكوا بعده.
( السعي
لطلب مرضاة الزوج)
وينبغي للمرأة العاقلة إذا
وجدت زوجاً صالحاً يلائمها أن تجتهد في مرضاته، وتجتنب كل ما يؤذيه، فإنها متى
آذته، أو تعرضت لما يكرهه أوجب ذلك ملالته، وبقي ذلك في نفسه، فربما وجد فرصته
فتركها أو آثر غيرها، فإنه قد يجد، وقد لا تجد هي، ومعلوم أن الملل للمستحسن قد
يقع، فكيف للمكروه؟
ثوابِ طَاعةِ الزوج
عن ابن عباس ـــ رضي الله
عنهما ـــ قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، أنا
وافدة النساء إليك، ما من امرأة تسمع مقالتي إلى يوم القيامة إلا سرّها ذلك، الله
رب الرجال والنساء، وآدم أبو الرجال والنساء، وحواء أم الرجال والنساء، وأنت رسول
الله إلى الرجال والنساء، كتب الله الجهاد على الرجال، فإن استشهدوا كانوا أحياء
عند ربهم يرزقون، وإن ماتوا، وقع أجرهم على الله، وإن رجعوا آجرهم الله، ونحن
النساء نقوم على المرضى ونداوي الجرحى، فما لنا من الآخرة؟ قال رسول الله صلى الله
عليه وسلّم «يا وافدة النساء، أبلغي من لقيت من النساء، أن طاعة الزوج، واعترافها
بحقه، يعدل ذلك كله».
وعنه أيضاً قال: جاءت رسول
الله صلى الله عليه وسلّمامرأةٌ، فقالت: إني وافدة النساء إليك، والله ما من امرأة
سمعت بمخرجي أو لم تسمع، إلا وهي تهوى مقالتي، الله رب الرجال والنساء، وآدم أبو
الرجال والنساء، وأنت رسول الله إلى الرجال والنساء، كتب الله الجهاد على الرجال،
فإن أصابوا أُجروا، وإن ماتوا وقع أجرهم على الله عز وجل، وإن استشهدوا كانوا أحياء
عند ربهم يُرزقون، ونحن نقوم عليهم، ونحْتَش لدوابهم، وليس لنا شيء من ذلك. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلّم «فأبلغي من لقيت من النساء، أنَّ طاعة الزوج
واعترافها بحقه، يعدل ذلك كله، وقليل منكنّ مَن يفعل ذلك».
وعن أمّ سلمة ـــ رضي
الله عنها ـــ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «أيما امرأة ماتت، وزوجها
عنها راضٍ، دخلت الجنة».
وعن أنس بن مالك ـــ رضي الله عنه ـــ قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلّم «إذا صلّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأطاعت زوجها،
وحفظت فرجها، دخلت الجنة».