ebrehim مدير
عدد المساهمات : 2239 تاريخ التسجيل : 19/10/2011
| موضوع: الاستعداد للقاء الله د/ رعد عبد الرزاق الدليمي الجمعة 21 أكتوبر 2011, 10:59 | |
| إنّ الحَمدَ لله نَحمُدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونتوبُ إليه ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102) } . أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلّم وإن شر الأمور محدثاتها وإن كل محدثة بدعة وإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار . قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(56)الاحزاب } . فإنكم أمرتم بالصلاة عليه ، أللهم صلي على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . عباد الله : تكلمنا في الجمعة الماضية عن أولى خطوات الموت ألا وهو الاحتضار واليوم لنا وقفات فيما يحدث في حالات الاحتضار فان للناس فيها أحوال بالإضافة لما فيها من الأهوال فمنهم من يُختم له بحسن الخاتمة ومنهم من يُختم له بسوء الخاتمة عافانا الله منها ولكلٍ منهما علامات تدل على وقوعها كالموت بالمكابدة والألم كموت المرأة أثناء المخاض أو الغريق أو الحريق أو المطعون أو المبطون أو الموت بتعرق الجبين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلّم في مرض موته كان جبينه يتفصد من العرق وكان يمسح جبينه من العرق ويقول ( لا إله إلا الله إن للموت سكرات ) كما ان إبيضاض الوجه بعد خروج الروح من الجسد تعد من علامات حسن الخاتمة. ولا يُختم للعبد بحسن الخاتمة إلا من صلُح باطنه واستقام ظاهره وصدّق قوله عمله وألتزم بالكتاب منهاجا ودستورا وبالسنّة إتباعا وتطبيقا . حيث يكون للعبد عاجل بشرى له عند الموت وذلك ان يرى ملك الموت بصورته نورٌ على نور وهذا من الكرامة العاجلة للمؤمنين .
أما من يُختم له بسوء الخاتمة فقد ساء صباحه وقد فسد باطنه وظاهره وأنكر وجحد وابتدع وقلّد من كفر وأحتقر الدين وأهله في حياته فكان لابد من الخزي والذلّة والصغار عند مماته . وهذه عاجل نقمة وازدراء له فيرى صورة ملك الموت على غير صورته التي يراها العبد المؤمن . فيزداد بذلك يقينا انه من أهل النار فيقول { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِي(99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)المؤمنون } هو الان أدرك انه مذنب بعدما رأى من العذاب ما لم يسمى بالعذاب فكيف إذا رأى العذاب لتراه يدعو ثبورا { لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا }(14)الفرقان. ومن علامات سوء الخاتمة عدم التلفظ بكلمة التوحيد وان لُقن . وهذا ما شاهده الكثير من الناس عند ساعات الاحتضار . فكل لسان يعبر ما يكنُّ في القلب فإن أحب أعداء الله تعالى وآثرهم على المسلمين تجده يتلفظ بكلامهم بدل كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " وان كان ممن يؤثر المال فستجده يردد العملات ومن كان يؤثر الغناء على القرآن فستراه يكون هكذا عند ساعة الاحتضار . فمن خُتم له بالخير فهو رابح ومن خُتم له بالشر فهو خاسر تلك هي التجارة الحقيقية . فمن استطاع منكم أن يؤثر الله تبارك وتعالى في كل أمور حياته فليفعل فهو في رضىً من الله تعالى حتى يلقاه وإياكم الوقوع في قوله صلى الله عليه وسلّم كما عند البخاري ( ان الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وان الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة ) . فيما يبدو للناس وهذا هو الخطر الشرك الخفي الرياء فيما يبدو للناس . فالخاتمة تكون على أخر العمل فمن كان ملبيا يموت ملبيا ويبعث ملبيا ومن اكن صائما ويموت صائما ويبعث صائما ومن كان مصليا ومات وهو ساجد أو في صلاته بعث ساجدا هكذا أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلّم ( يبعث العبد على أخر عمل مات عليه ) أو كما قال صلى الله عليه وعلى آله وسلّم . وقال صلى الله عليه وسلّم ( من كان أخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ) وهذا لا يحصل إلا لمن ثبته الله تبارك وتعالى فمن قالها ومات بُعثَ عليها يرددها ويُجزى بها { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)إبراهيم.} وذلك لا يحصل إلا لمن أكرمه الله تعالى { وَمَنْ يُهِنْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ (18)الحج.} .
وأعلموا بارك الله فيكم : ان رسول ال00له صلى الله عليه وسلّم قال ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) كلمة التوحيد ولكن تجدون في هذه الأمة من يلقن الميت الذي خرجت الروح من جسده أو المقبوريلقنه كلمة التوحيد وهذا من البدع والجهل والضلالات لان الله عز وجل يقول { إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى (80)النمل } . وقال عز وجل { وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ(22)فاطر } .اذن فالأمر النبوي ان يلقن الميت ساعة الاحتضار والمحتضر هو أيضا يسمي بالميت كما قال تعالى { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ(21)عبس } ، { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ(19) ق } فالموت يشمل ساعة الاحتضار لان العبد إذا دخل فيها لا يخرج منها إلا جسدا بدون حراك لقوله تعالى { فَلَوْلَا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ(86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(87)الواقعة { وقوله { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ(27) القيامة } . فبّلغوا من تعرفون ومن تشاهدون لعله ينتهي من بدعه وجهله فرب مبلّغ أوعى من سامع . وهل استعدينا نحن الى لقاء الله عز وجل وأحببناه حقا أم إننا لم نفعل ذلك فليحاسب كل منا نفسه . كان أحد السلف تقيا ورعا صائما في النهار قائما في الليل قارئا للقران فقيل له كيف حصلت على هذه النعمة قال صورت نفسي إنها تحتضر فقلت لها يا نفس ماذا تتمنين ؟ قالت ان أعود للدنيا وأتزود من العمل الصالح . ثم صورتها وهي في ضمة القبر فقلت لها يا نفس ماذا تتمنين قالت أتمنى ان أعود الى الدنيا وأتزود من العمل الصالح . ثم صورتها وهي تبعث وتقف بين يدي الرحمن فقلت لها يا نفس ماذا تتمنين قالت ان أعود الى الدنيا وأتزود من العمل الصالح . فقلت لها يا نفس هذه الدنيا وهذه أمنيتك فأعملي فيها واجتهدي . هذا كان حال أسلافنا وانظروا إلى أحوالنا اليوم . يقول الشاعر :
تزود من التقــوى فــإنـــك لا تـــدري | ----
| إذا جن عليك ليل هل تعيش الى الفجر | فكم من صحيح مات مــــن غـــير عــلة | ----
| وكم من سقيم عاش حينا من الـــــدهر | وكم من صبي يُرتجى طــــول عــــمره | ----
| وقد نسجـــت أكفـــانـه وهو لا يــــدري | وروي ان ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال : ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلّم عاشر عشرة فقام رجل من الأنصار فقال يا نبي الله من أكيس الناس وأحزم الناس قال صلى الله عليه وسلّم ، أكثرهم ذكرا للموت وأكثرهم استعدادا للموت أولئك الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الاخرة ) .
قال الدقاق وهو من الزّهاد العُّباد : من أكثر ذكر الموت أُكرم بثلاث تعجيل التوبة وقناعة القلب ونشاط العبادة ، ومن نسي الموت عُوقب بثلاث تسويف التوبة وترك الرضا بالكفاف والتكاسل عن العبادة . وهذا يزيد الرقاشي يقول..ويحك يا يزيد من ذا يصلي عنك بعد الموت من ذا يصوم عنك بعد الموت من ذا يترضى عنك بعد الموت . ثم يقول يا أيها الناس : ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم . من الموت موعده . والقبر بيته . والثرى فراشه . والدود أنيسه . وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر . كيف يكون حاله ؟ ثم بكى رحمه الله تعالى . أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ... أدعوه وانتم موقنون بالإجابةمنقول
| |
|