توسعة
النبي صلى الله عليه وسلم لمسجده:
وكان
لا بد أن تعترض دور لتوسعة النبي صلى الله عليه وسلم مسجده ولا بد من انتزاع
ملكيتها ويكون فيما اتخذه الرسول صلى الله عليه وسلم في انتزاع الملكية تشريعاً
لأمته من بعده ومن ذلك أنه اعترضته دار لرجل من الأنصار قيل إنه(منافق )
قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " تتصدقُ بها على المسجد ولك بيت في الجنة
" فأبى الرجل فجاءه عثمان بن عفان رضي الله عنه وجعل يساومه في داره حتى
اشتراها بعشرة ألاف درهم ثم جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول
الله اشتر مني البقعة فإني اشتريتها من الأنصاري بمثل ما كنت تريد شراءها به منه
فاشتراها منه النبي صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة وهكذا تعودنا أن نقرأ عن
عثمان رضي الله عنه الإنفاق في سبيل الله إلى حد اكتسب الجنة كما في هذه القصة وكما
في تمويله لجيش غزوة العسرة (تبوك) وكما فعل في عيرة التجارة عام الرمادة وكما فعل
في شراء بئر رومة وتصدق بها على المسلمين وجعل دلوه فيها كدلو أحد المسلمين. فيا
أثرياءنا وأغنياءنا لكم في أصحاب رسول الله صلى تعالى الله عليه وسلم أسوة حسنة
"أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ".
وهكذا
نرى الصديق رضي الله عنه دفع ثمن مكان المسجد الأول وعثمان رضي الله عنه دفع ثمن
الزيادة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فرضي الله عنهما وعن عامة أصحاب المصطفى
صلى الله عليه وسلم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم أول من وضع لبنة في بناء مسجده
الشريف ثم دعا أبا بكر فوضع لبنة ثم دعا عمر فوضع لبنة ثم جاء عثمان فوضع لبنة ثم
قال للناس ضعوا فوضعوا.