قوله تعالى {تَتَجافى جُنوبُهُم
عَنِ المَضاجِعِ} قال مالك بن دينار: سألت أنس بن مالك عن هذه
الآية فيمن نزلت فقال: كان أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصلون من المغرب إلى صلاة العشاء الآخرة فأنزل الله تعالى فيهم هذه
الآية.
أخبرنا أبو إسحاق المقري قال: أخبرني أبو الحسين بن
محمد الدينوري قال: أخبرنا موسى بن محمد قال: أخبرنا الحسين بن علوية
قال: أخبرنا إسماعيل بن عيسى قال: أخبرنا المسيب عن سعيد عن قتادة عن
أنس بن مالك قال: فينا نزلت معاشر الأنصار {تَتَجافى
جُنوبُهُم عَنِ المَضاجِعِ} الآية.
كنا نصلي المغرب فلا نرجع إلى رحالنا حتى نصلي العشاء مع
النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الحسن ومجاهد: نزلت في المتهجدين الذين يقومون
الليل إلى الصلاة ويدل على صحة هذا ما أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الخشاب
قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الأصفهاني قال: أخبرنا محمد بن إسحاق
السراج قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: أخبرنا جدي عن الأعمش عن الحكم
عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ بن جبل قال: بينما نحن مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم في غزوة تبوك وقد أصابنا الحر فتفرق القوم فنظرت فإذا رسول
الله صلى الله عليه وسلم أقربهم مني فقلت: يا رسول الله أنبئني بعمل
يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال: لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من
يسره الله تعالى عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة
المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان وإن شئت أنبأتك بأبواب الخير
فقال: قلت أجل يا رسول الله قال: الصوم جنة الصوم جنة والصدقة تكفر
الخطيئة وقيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله تعالى قال: ثم قرأ هذه
الآية {تَتَجافى جُنوبُهُم عَنِ المَضاجِعِ}.
قوله تعالى {أَفَمَن كانَ
مُؤمِناً كَمَن كانَ فاسِقاً} الآية: نزلت في علي بن أبي طالب
والوليد بن عقبة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأصفهاني قال: أخبرنا عبد
الله بن محمد الحافظ قال: أخبرنا إسحاق بن بيان الأنماطي قال: أخبرنا
حبيش بن مبشر الفقيه قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا ابن
أبي ليلى عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال الوليد بن عقبة
بن أبي معيط لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنا أحد منك سناناً وأبسط
منك لساناً وأملأ للكتيبة منك فقال له علي: اسكت فإنما أنت فاسق فنزل {أفمن
كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون} قال: يعني بالمؤمن علياً
وبالفاسق الوليد بن عقبة.