منتديات زمن العزه الجديده
مرحبا بكم فى منتديات زمن العزه
منتديات زمن العزه الجديده
مرحبا بكم فى منتديات زمن العزه
منتديات زمن العزه الجديده
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات زمن العزه الجديده

منتديات اسلاميه ثقافيه تعنى بنشر الثقافه الدينيه الصحيحه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الانعام من 63 الى 99

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ebrehim
مدير
ebrehim


عدد المساهمات : 2239
تاريخ التسجيل : 19/10/2011

الانعام من 63 الى 99 Empty
مُساهمةموضوع: الانعام من 63 الى 99   الانعام من 63 الى 99 Emptyالأحد 13 نوفمبر 2011, 13:48

إنجاء
الله المضطرين من ظلمات البر والبحر





{قُلْ
مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
}أي قل يا محمد لهؤلاء الكفرة من ينقذكم ويخلصكم في أسفاركم من شدائد وأهوال
البر والبحر؟ {تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} أي تدعون ربكم عند معاينة
هذه الأهوال مخلصين له الدعاء مظهرين الضراعة، تضرعاً بألسنتكم وخفية في أنفسكم قال
ابن عباس المعنى: تدعون ربكم علانيةً وسراً قائلين {لَئِنْ أَنجَانَا مِنْ
هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ
} أي لئن خلّصتنا من هذه الظلمات
والشدائد لنكوننَّ من المؤمنين الشاكرين والغرض: إِذا خفتم الهلاك دعوتموه فإِذا
نجّاكم كفرتموه قال القرطبي: وبّخهم الله في دعائهم إِيّاه عند الشدائد وهم
يدعون معه في حالة الرخاء غيره {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ
كَرْبٍ
}أي الله وحده ينجّيكم من هذه الشدائد ومن كل كربٍ وغمّ
{ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} تقريعٌ وتوبيخ أي ثم أنتم بعد معرفتكم بهذا
كله وتحققه تشركون به ولا تؤمنون.


ألوان
مختلفة من العذاب





{قُلْ
هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ
فَوْقِكُمْ
}أي قل يا محمد لهؤلاء الكفرة إِنه تعالى قادر على إِهلاككم بإِرسال الصواعق من
السماء وما تلقيه البراكين من الأحجار والحُمَم وكالرجم بالحجارة والطوفان والصيحة
والريح كما فُعل بمن قبلكم {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} بالخسف والزلازل
والرجفة كما فُعل بقارون وأصحاب مدين {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ
بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ
}أي يجعلكم فرقاً متحزبين يقاتل بعضكم بعضاً
قال البيضاوي: أي يخلطكم فرقاً متحزبين على أهواء شتّى فينشب القتال بينكم
وقال ابن عباس: أي يبث فيكم الأهواء المختلفة فتصيرون فرقاً، والكل متقارب
والغرض منه الوعيد {انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيات لَعَلَّهُمْ
يَفْقَهُونَ
} أي انظر كيف نبيّن ونوضّح لهم الآيات بوجوه العِبَر والعظات
ليفهموا ويتدبروا عن الله ءاياته وبراهينه وحججه، عن جابر بن عبد الله قال: لما
نزلت هذه الآية {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا
مِنْ فَوْقِكُمْ
} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعوذ بوجهك {أَوْ مِنْ
تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ
} قال: أعوذ بوجهك {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ
بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ
} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذه أهون وأيسر
{وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ} أي وكذَّب بهذا القرآن قومك يا
محمد - وهم قريش - وهو الكتاب المنزّل بالحق {قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ
بِوَكِيلٍ
} أي لستُ عليكم بحفيظ ومتسلّط إِنما أنا منذر {لِكُلِّ نَبَإٍ
مُسْتَقَرٌّ
} أي لكل خبرٍ من أخبار الله عز وجل وقتٌ يقع فيه من غير خُلْفٍ ولا
تأخير {وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} مبالغة في الوعيد والتهديد أي سوف تعلمون ما
يحل بكم من العذاب.


النهي
عن مجالسة المستهزئين بالقرآن وأهل الكبائر



{ وَإِذَا
رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي ءاياتنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا
فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ
الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(68)وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ
حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(69)وَذَرِ
الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ
الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ
دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ
مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ
حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا
يَكْفُرُونَ(70)}.



{وَإِذَا
رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي ءاياتنَا
}أي إِذا رأيت هؤلاء الكفار يخوضون في القرآن بالطعن والتكذيب والاستهزاء
{فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}أي لا
تجالسهم وقم عنهم حتى يأخذوا في كلامٍ آخر ويدعوا الخوض والاستهزاء بالقرآن قال
السدي
: كان المشركون إِذا جالسوا المؤمنين وقعوا في النبي صلى الله عليه وسلم
والقرآن فسبّوه واستهزؤوا به فأمرهم الله ألاّ يقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره
{وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ}أي إِن أنساك الشيطان النهي عن
مجالستهم فجالستهم ثم تذكرت {فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ
} أي لا تجلس بعد تذكر النهي مع الكفرة والفسّاق الذين يهزؤون
بالقرآن والدين قال ابن عباس: أي قم إِذا ذكرت النهي ولا تقعد مع المشركين
{وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}أي
ليس على المؤمنين شيء من حساب الكفار على استهزائهم وإِضلالهم إِذا تجنبوهم فلم
يجلسوا معهم {وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} أي ولكنْ عليهم أن
يذكّروهم ويمنعوهم عمّا هم عليه من القبائح بما أمكن من العظة والتذكير، ويُظهروا
لهم الكراهة لعلهم يجتنبون الخوض في القرآن حياءً من المؤمنين إِذا رأوهم قد تركوا
مجالستهم قال ابن عطية: ينبغي للمؤمن أن يتمثل حكم هذه الآية مع الملحدين وأهل
الجدل والخوض فيه {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا
وَلَهْوًا
}أي اترك هؤلاء الفجرة الذين اتخذوا الدين الذي كان ينبغي
احترامه وتعظيمه لعباً ولهواً باستهزائهم به {وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ
الدُّنْيَا
} أي خدعتهم هذه الحياة الفانية حتى زعموا أن لا حياة بعدها أبداً
{وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ} أي وذكّر بالقرآن
الناس مخافة أن تُسْلم نفسٌ للهلاك وتُرهن بسوء عملها {لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ
اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ
}أي ليس لها ناصرٌ ينجيها من العذاب ولا
شفيع يشفع لها عند الله{وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا}
أي وإِن تُعْط تلك النفس كل فدية لا يقبل منها قال قتادة: لو جاءت بملء
الأرض ذهباً لم يُقبل منها{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا
كَسَبُوا
} أي أُسلموا لعذاب الله بسبب أعمالهم القبيحة وعقائدهم الشنيعة
{لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ}
أي لهؤلاء الضالين شرابٌ من ماء مغليّ يتجرجر في بطونهم وتتقطع به أمعاؤهم، ونارٌ
تشتعل بأبدانهم بسبب كفرهم المستمر فلهم مع الشراب الحميم العذاب الأليم والهوان
المقيم.


الثبات
على الحق والهداية، والبعد عن الضلال والشرك



{قُلْ
أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى
أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ
فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ
إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ
الْعَالَمِينَ(71)وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ
تُحْشَرُونَ(72) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ
وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ
يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ
الْخَبِيرُ(73)}.



{قُلْ
أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا
}الاستفهام للإِنكار والتوبيخ أي قل لهم يا محمد أنعبد ما لا ينفعنا إِن دعوناه
ولا يضرنا إِن تركناه؟ والمراد به الأصنام {وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا}
أي نرجع إِلى الضلالة بعد الهدي{بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ}أي بعد أن هدانا الله للإِسلام {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي
الأَرْضِ
}أي فيكون مثلنا كمثل الذي اختطفته الشياطين وأضلته وسارت به
في المفاوز والمهالك فألقته في هوّة سحيقة {حَيْرَانَ}أي متحيراً لا
يدري {لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا} أي إِلى الطريق
الواضح يقولون أئتنا فلا يقبل منهم ولا يستجيب لهم {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ
هُوَ الْهُدَى
}أي قل لهؤلاء الكفار إِنَّ ما نحن عليه من الإِسلام هو
الهدى وحده وما عداه ضلال {وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
أي أُمرنا بأن نستسلم لله عز وجل ونخلص له العبادة في جميع أمورنا وأحوالنا، وهذا
تمثيلٌ لمن ضلّ عن الهدى وهو يُدْعى إِلى الإِسلام فلا يُجيب قال ابن عباس: هذا
مثلٌ ضربه الله للآلهة ومن يدعو إِليها وللدعاة الذين يدعون إِلى الله، كمثل رجلٍ
ضلّ عن الطريق تائهاً ضالاً إِذ ناداه منادٍ يا فلان بن فلان هلُمَّ إِلى الطريق
وله أصحاب يدعونه يا فلان هلُمَّ إِلى الطريق، فإِن اتبع الداعي الأول انطلق به حتى
يلقيه في الهلكة وإِن أجاب من يدعوه إِلى الهدى اهتدى إلى الطريق يقول: مثل من يعبد
هؤلاء الآلهة من دون الله فإِنه يرى أنه في شيء حتى يأتيه الموت فيستقبل الهَلَكة
والندامة {وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ}أي وأُمرنا
بإِقامة الصلاة وبتقوى الله في جميع الأحوال {وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ
تُحْشَرُونَ
} أي تجمعون إِليه يوم القيامة فيجازي كل عاملٍ بعمله {وَهُوَ
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ
}أي هو سبحانه
الخالق المالك المدبر للسماوات والأرض ومن فيهما خلقهما بالحق ولم يخلقهما باطلاً
ولا عبثاً {وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ} أي واتقوه واتقوا عقابه
والشدائد يوم يقول كن فيكون قال أبو حيان: وهذا تمثيلٌ لإِخراج الشيء من
العدم إِلى الوجود وسرعته لا أنَّ ثَمَّ شيئاً يؤمر {قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ
الْمُلْكُ
} أي قوله الصدق الواقع لا محالة وله الملك يوم القيامة {يَوْمَ
يُنفَخُ فِي الصُّورِ
} أي يوم ينفخ إِسرافيل في الصور النفخة الثانية وهي نفخة
الإِحياء {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} أي يعلم ما خفي وما ظهر وما
يغيب عن الحواس والأبصار وما تشاهدونه بالليل والنهار {وَهُوَ الْحَكِيمُ
الْخَبِيرُ
} أي الحكيم في أفعاله الخبير بشؤون عباده.


استعمال
الحجج العقلية في إبطال مزاعم المشركين


{ وَإِذْ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ ءازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا ءالِهَةً إِنِّي
أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ(74)وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ(75)فَلَمَّا جَنَّ
عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا
أُحِبُّ الآفِلِينَ(76)فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي
فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ
الضَّالِّينَ(77)فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا
أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا
تُشْرِكُونَ(78)إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ(79)}.



{وَإِذْ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ ءازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا
آلِهَةً
}
أي واذكر يا محمد لقومك عبدة الأوثان وقت قول إِبراهيم - الذي يدّعون أنهم على
ملّته - لأبيه آزر منكراً عليه أتتخذ أصناماً آلهة تعبدها وتجعلها رباً دون الله
الذي خلقك فسوّاك ورزقك؟ {إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} أي
فأنت وقومك في ضلال عن الحق مبين واضح لا شك فيه {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ
مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
} أي نُري إِبراهيم المُلْك العظيم والسلطان
الباهر {وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} أي وليكون من الراسخين في اليقين
أريناه تلك الآيات الباهرة قال مجاهد: فُرجت له السماوات والأرض فرأى ببصره
الملكوت الأعلى والملكوت الأسفل{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ
رَأَى كَوْكَبًا
}أي فلما ستر الليلُ بظلمته كل ضياء رأى كوكباً مضيئاً
في السماء هو الزهرة أو المشتري {قَالَ هَذَا رَبِّي}أي على زعمكم
قاله على سبيل الرد عليهم والتوبيخ لهم واستدراجاً لهم لأجل أن يعرّفهم جهلهم
وخطأهم في عبادة غير الله قال الزمخشري: كان أبوه وقومه يعبدون الأصنام
والكواكب فأراد أن ينبههم على ضلالتهم ويرشدهم إِلى الحق من طريق النظر والاستدلال،
ويعرّفهم أن النظر الصحيح مؤدٍّ إِلى ألا يكون شيء منها إِلهاً وأن وراءها محدثاً
أحدثها، ومدبراً دبّر طلوعها وأفولها وانتقالها ومسيرها وقوله {هَذَا
رَبِّي
} قول من ينصف خصمه مع علمه بأنه مبطلٌ، فيحكي قوله كما هو غير متعصب
لمذهبه لأن ذلك أدعى إِلى الحق ثم يكرُّ عليه فيبطله بالحجة {فَلَمَّا أَفَلَ
قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ
} أي فلما غاب الكوكب قال لا أحب عبادة من كان
كذلك، لأن الرب لا يجوز عليه التغيّر والانتقال لأن ذلك من صفات الأجرام
{فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي} أي فلما رأى القمر
طالعاً منتشر الضوء قال هذا ربي على الأسلوب المتقدم لفتاً لأنظار قومه إِلى فساد
ما يعبدونه وتسفيهاً لأحلامهم {فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي
رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ
} أي فلما غاب القمر قال
إِبراهيم لئن لم يثبتني ربي على الهدى لأكوننَّ من القوم الضالين، وفيه تعريضٌ
لقومه بانهم على ضلا ل {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي
هَذَا أَكْبَرُ
} أي هذا أكبر من الكوكب والقمر {فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا
قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ
}أي فلما غابت الشمس قال أنا بريء من
إشراككم وأصنامكم قال أبو حيان: لمّا أوضح لهم أن هذا الكوكب الذي رآه لا يصلح أن
يكون رباً ارتقب ما هو أنور منه وأضوأ فرأى القمر أول طلوعه، ثم لما غاب ارتقب
الشمس إِذ كانت أنور من القمر وأضوأ، وأكبر جرماً وأعمّ نفعاً، فقال ذلك على سبيل
الاحتجاج عليهم وبيّن أنها مساوية للنجم في صفة الحدوث وقال ابن كثير: والحق
أن إبراهيم عليه السلام كان في هذا المقام مناظراً لقومه مبيناً لهم بطلان ما كانوا
عليه من عبادة الأصنام والكواكب السيارة وأشدهن إضاءة الشمس ثم القمر ثم الزهرة
فلما انتفت الإِلهية عن هذه الأجرام الثلاثة التي هي أنور ما تقع عليه الأبصار
وتحقق ذلك بالدليل القاطع {قال يا قوم إني بريء مما تشركون} {إِنِّي
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ
} أي قصدت بعبادتي وتوحيدي {لِلَّذِي فَطَرَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
} أي الله الذي ابتدع العالم وخلق السماوات والأرض
{حَنِيفاً} أي مائلاً عن الأديان الباطلة إِلى الدين الحق {وَمَا أَنَا
مِنَ الْمُشْرِكِينَ
} أي لست ممن يعبد مع الله غيره.


أثر
الإيمان الخالص في جلب الأمن والاستقرار



{وَحَآجَّهُ
قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَآجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلا أَخَافُ مَا
تُشْرِكُونَ بِهِ إِلا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ
عِلْمًا أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ(80)وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا
تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ
سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ
تَعْلَمُونَ(81)الَّذِينَ ءامنوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ
أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ(82)وَتِلْكَ حُجَّتُنَاءاتَيْنَاهَا
إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ
حَكِيمٌ عَلِيمٌ(83)}.



{وَحَآجَّهُ
قَوْمُهُ
}
أي جادلوه وناظروه في شأن التوحيد قال ابن عباس: جادلوه في آلهتهم وخوّفوه
بها فأجابهم منكراً عليهم {قَالَ أَتُحَآجُّونِي فِي اللَّهِ}أي
أتجادلوني في وجود الله ووحدانيته {وَقَدْ هَدَان}أي وقد بصّرني
وهداني إِلى الحق {وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ}أي لا أخاف
هذه الآلهة المزعومة التي تعبدونها من دون الله لأنها لا تضر ولا تنفع، ولا تُبصر
ولا تسمع وليست قادرة على شيء مما تزعمون {إِلا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي
شَيْئًا
} أي إِلا إذا أراد ربي أن يصيبني شيءٌ من المكروه فيكون {وَسِعَ
رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا
} أي أحاط علمه بجميع الأشياء {أَفَلا
تَتَذَكَّرُونَ
} استفهام للتوبيخ أي أفلا تعتبرون وتتعظون؟ وفي هذا تنبيهٌ لهم
على غفلتهم التامة حيث عبدوا ما لا يضر ولا ينفع وأشركوا مع ظهور الدلائل الساطعة
على وحدانيته سبحانه {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ} أي كيف أخاف
آلهتكم التي أشركتموها مع الله في العبادة! {وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ
أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا
} أي
وأنتم لا تخافون الله القادر على كل شيء الذي أشركتم به بدون حجة ولا برهان
{فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} أي
أيّنا أحقُّ بالأمن أنحن وقد عرفنا الله بأدلة وخصصناه بالعبادة أم أنتم وقد أشركتم
معه الأصنام وكفرتم بالواحد الديان؟ {الَّذِينَ ءامنوا وَلَمْ يَلْبِسُوا
إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ
} أي لم يخلطوا إِيمانهم بشرك {أُوْلَئِكَ لَهُمُ
الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ
} أي لهم الأمن من العذاب وهم على هداية ورشاد، روي
أن هذه الآية لما نزلت أشفق منها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: وأيُّنا
لم يظلم نفسه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ليس كما تظنون وإِنما هو كما قال لقمان
لأبنه {يا بُنيَّ لا تشرك بالله إِن الشرك لظلمٌ عظيم} {وَتِلْكَ
حُجَّتُنَا ءاَتيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ
} الإِشارة إِلى ما تقدم
من الحجج الباهرة التي أيّد الله بها خليله عليه السلام أي هذا الذي احتج به
إِبراهيم على وحدانية الله من أفول الكواكب والشمس والقمر من أدلتنا التي أرشدناه
لها لتكون له الحجة الدامغة على قومه {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} أي
بالعلم والفهم والنبوّة {إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} أي حكيم يضع الشيء
في محله عليم لا يخفى عليه شيء.


مهام
الأنبياء وتفضيلهم على العالمين



{وَوَهَبْنَا
لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاً هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ
ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ
وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(84)وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ
كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ(85)وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا
وَكُلاً فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ(86)وَمِنْ ءابَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ
وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ(87)ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(88)أُوْلَئِكَ
الَّذِينَ ءاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ
بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا
بِكَافِرِينَ(89)أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ
لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرَى
لِلْعَالَمِينَ(90)}



{وَوَهَبْنَا
لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
}
أي وهبنا لإِبراهيم ولداً وولد ولد لتقر عينه ببقاء العقب {كُلاً هَدَيْنَا}
أي كلاً منهما أرشدناه إِلى سبيل السعادة وآتيناه النبوة والحكمة، قال ابن
كثير
: يذكر تعالى أنه وهب لإِبراهيم إِسحاق بعد أن طعن في السنّ وأيس من الولد،
وبُشّر بنبوته وبأن له نسلاً وعقباً وهذا أكمل في البشارة وأعظم في النعمة، وكان هذ
مجازاةً لإِبراهيم حين اعتزل قومه وهاجر من بلادهم لعبادة الله، فعوّضه الله عن
قومه وعشيرته بأولاد صالحين من صلبه لتقرَّ بهم عينه {وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ
قَبْلُ
} أي من قبل إِبراهيم، وذكر تعالى نوحاً لأنه أب البشر الثاني فذكر شرف
أبناء إِبراهيم ثم ذكر شرف آبائه {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ
وَسُلَيْمَانَ
} أي ومن ذرية إِبراهيم هؤلاء الأنبياء الكرام، وبدأ تعالى بذكر
داود وسليمان لأنهما جمعا الملك مع النبوة وسليمان بن داود فذكر الأب والاِبن
{وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ} قرنهما لاشتراكهما في الإِمتحان والبلاء
{وَمُوسَى وَهَارُونَ} قرنهما لاشتركهما في الأخوّة وقدَّم موسى لأنه كليم
الله {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} أي مثل ذلك الجزاء الكريم
لإِبراهيم نجزي من كان محسناً في عمله صادقاً في إِيمانه {وَزَكَرِيَّا
وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ
} قرن بينهم لاشتراكهم في الزهد الشديد
والإِعراض عن الدنيا {كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ} أي الكاملين في الصلاح
{وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا} اسماعيل هو ابن إِبراهيم،
ويونس بن متّى، ولوط بن هاران وهو ابن أخ إِبراهيم {وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى
الْعَالَمِين
} أي كلاً من هؤلاء المذكورين في هذه الآية فضلناه بالنبوة على
عالمي عصرهم {وَمِنْ ءابَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ} أي
وهدينا من آبائهم وذرياتهم وإِخوانهم جماعاتٍ كثيرة {وَاجْتَبَيْنَاهُمْ
وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
} أي اصطفيناهم وهديناهم إِلى الطريق
الحق المستقيم الذي لا عوج فيه قال ابن عباس: هؤلاء الأنبياء كلهم مضافون
إِلى ذرية إِبراهيم وإِن كان فيهم من لا يلحقه بولادةٍ من قبل أمٍ ولا أب
{ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} أي ذلك
الهدى إِلى الطريق المستقيم هو هدى الله يهدي به من أراد من خلقه {وَلَوْ
أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
} أي لو أشرك هؤلاء
الأنبياء مع فضلهم وعلو قدرهم لبطل عملهم فكيف بغيرهم؟ {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ
ءاتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ
} أي أنعمنا عليهم بإِنزال
الكتب السماوية والحكمة الربانية والنبوة والرسالة {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا
هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ
} أي
فإِن يكفر بآياتنا كفار عصرك يا محمد فقد استحفظناها واسترعيناها رسلنا وأنبياءنا
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ}أي
هؤلاء الرسل المتقدم ذكرهم هم الهداة المهديّون فتأس واقتد بسيرتهم العطرة {قُلْ
لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا
} أي قل يا محمد لقومك لا أسألكم على تبليغ
القرآن شيئاً من الأجر والمال {إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} أي
ما هذا القرآن إِلا عظةٌ وتذكير لجميع الخلق.


علاقة
القرآن بالكتب السماوية السابقة



{وَمَا
قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ
مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا
وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا
وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا ءاباؤكم قُلِ اللَّهُ ثُمَّ
ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ(91)وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ
مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ
يُحَافِظُونَ(92)}.



{وَمَا
قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
}
أي ما عرفوا الله حق معرفته ولا عظّموه حقَّ تعظيمه {إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ
اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ
} أي حين أنكروا الوحي وبعثة الرسل، والقائلون
هم اليهود اللعناء تفوهوا بهذه العظيمة الشنْعاء مبالغة في إِنكار نزول القرآن على
محمد عليه السلام {قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى
نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ
} أي قل يا محمد لهؤلاء المعاندين من أنزل التوراة على
موسى نوراً يستضاء به وهداية لبني إِسرائيل؟ {تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ
تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا
} أي تكتبونه في قراطيس مقطعة وورقات مفرقة
تبدون منها ما تشاءون وتخفون ما تشاءون قال الطبري: ومما كانوا يكتمونه
إِياهم ما فيها من أمر محمد صلى الله عليه وسلم ونبوته {وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ
تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا ءاباؤكم
} أي عُلّمتم يا معشر اليهود من دين الله
وهدايته في هذا القرآن ما لم تعلموا به من قبل لا أنتم ولا ءاباؤكم {قُلِ
اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ
} أي قل لهم في الجواب: الله
أنزل هذا القرآن ثم اتركهم في باطلهم الذي يخوضون فيه يهزؤون ويلعبون، وهذا وعيدٌ
لهم وتهديد على إِجرامهم {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} أي وهذا
القرآن الذي أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم مبارك كثير النفع والفائدة
{مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ} أي يصدّق كتب الله المنزّلة كالتوراة
والإِنجيل {وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} أي لتنذر به يا
محمد أهل مكة ومن حولها وهم سائر أهل الأرض قاله ابن عباس {وَالَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ
} أي والذين يصدّقون بالحشر والنشر
يؤمنون بهذا الكتاب لما انطوى عليه من ذكر الوعد والوعيد والتبشير والتهديد
{وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} أي يؤدون الصلاة على الوجه الأكمل
في أوقاتها قال الصاوي: خصّ الصلاة بالذكر لأنها أشرف
العبادات.


عاقبة
المفترين والمشركين



{وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ
وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ
وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ
بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ
الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ
ءاياتهِ تَسْتَكْبِرُونَ(93)وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ
أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى
مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ
تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ(94)}



{وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
}
استفهام معناه النفي أي لا أحد أظلم ممن كذب على الله فجعل له شركاء وأنداداً
{أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} أي زعم أن الله
بعثه نبياً كمسيلمة الكذاب والأسود العنسي مع أن الله لم يرسله {وَمَنْ قَالَ
سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ
} أي ومن ادعى أنه سينظم كلاماً يماثل ما
أنزله الله كقول الفجار {لو نشاء لقلنا مثل هذا} قال أبو حيان: نزلت
في النضر بن الحارث ومن معه من المستهزئين لأنه عارض القرآن بكلام سخيف لا يُذكر
لسخفه {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} أي ولو
ترى يا محمد هؤلاء الظلمة وهم في سكرات الموت وشدائده، وجواب {لَوْ} محذوف
للتهويل أي لرأيت أمراً عظيماً {وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ
أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ
} أي وملائكة العذاب يضربون وجوههم وأدبارهم لتخرج
أرواحهم من أجسادهم قائلين لهم: خلّصوا أنفسكم من العذاب قال الزمخشري:
المعنى يقولون هاتوا أرواحكم أخرجوها إِلينا من أجسادكم، وهذه عبارة عن العنف في
السياق والإِلحاح الشديد في الإِزهاق من غير تنفيس وإِمهال {الْيَوْمَ
تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ
} أي تُجزون العذاب الذي يقع به الهوان الشديد مع
الخزي الأكيد {بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ} أي
بافترائكم على الله ونسبتكم إِليه الشريك والولد {وَكُنتُمْ عَنْ ءاياتهِ
تَسْتَكْبِرُونَ
} أي تتكبرون عن الإِيمان بآيات الله فلا تتأملون فيها ولا
تؤمنون {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ
مَرَّةٍ
} أي جئتمونا للحساب منفردين عن الأهل والمال والولد حفاةً عراة غرلاً
كما ورد في الحديث (أيها الناس إِنكم محشورون إِلى الله حفاةً عُراةً غرلاً كما
بدأنا أول خلق نعيده ..) {وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ
ظُهُورِكُمْ
} أي تركتم ما أعطيناكم من الأموال في الدنيا فلم تنفعكم في هذا
اليوم العصيب {وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ
أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ
} أي وما نرى معكم آلهتكم الذين زعمتم أنهم يشفعون
لكم والذين اعتقدتم أنهم شركاء لله في استحقاق العبادة {لَقَدْ تَقَطَّعَ
بَيْنَكُمْ
} أي تقطّع وصلكم وتشتّت جمعكم {وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ
تَزْعُمُونَ
} أي ضاع وتلاشى ما زعمتوه من الشفعاء
والشركاء.


الأدلة
الدامغة التي تثبت وجود الله وعلمه وإرادته



{إِنَّ
اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ
الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ(95)فَالِقُ
الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ
تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(96)وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ
لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيات
لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(97)وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيات لِقَوْمٍ
يَفْقَهُونَ(98)وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ
نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا
مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ
أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا
إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيات لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ(99)}.



عاد
الكلام إلى الاحتجاج على المشركين بعجائب الصنع ولطائف التدبير فقال سبحانه: {إِنَّ
اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} أي يفلق الحبَّ تحت الأرض لخروج النبات منها
ويفلق النوى لخروج الشجر منها قال القرطبي: أي يشق النواة الميتة فيُخرج
منها ورقاً أخضر وكذلك الحبة {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ
الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ
}أي يخرج النبات الغضَّ الطريّ من الحبّ
اليابس، ويخرج الحبَّ اليابس من النبات الحيّ النامي وعن ابن عباس: يخرج
المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن، وعلى هذا فالحي والميت استعارة عن المؤمن
الكافر {ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} أي ذلكم الله الخالق المدبر
فكيف تُصرفون عن الحق بعد هذا البيان! {فَالِقُ الإِصْبَاحِ} أي شاقُّ
الضياء عن الظلام وكاشفه قال الطبري: شقَّ عمود الصبح عن ظلمة الليل وسواده
{وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا} أي يسكن الناس فيه عن الحركات ويستريحون
{وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا} أي بحساب دقيق يتعلق به مصالح العباد،
ويُعرف بهما حساب الأزمان والليل والنهار {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ
الْعَلِيمِ
} أي ذلك التسيير بالحساب المعلوم تقدير الغالب القاهر الذي لا
يستعصي عليه شيء العليم بمصالح خلقه وتدبيرهم {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ
النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
} أي خلق لكم
النجوم لتهتدوا بها في أسفاركم في ظلمات الليل لمقاصدهم بها {قَدْ فَصَّلْنَا
الآيات لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
} أي بيّنا الدلائل على قدرتنا لقوم يتدبرون عظمة
الخالق {وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} أي خلقكم
وأبدعكم من نفسٍ واحدة هي آدم عليه السلام {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ}
قال ابن عباس:المستقرُّ في الأرحام والمستودع في الأصلاب، أي لكم استقرار في
أرحام أمهاتكم وأصلاب آبائكم، وقال ابن مسعود: مستقر في الرحم ومستودع في الأرض
التي تموت فيها {قَدْ فَصَّلْنَا الآيات لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ} أي بينا
الحجج لقوم يفقهون الأسرار والدقائق قال الصاوي: عبّر هنا بـ
{يَفْقَهُونَ} إشارة إلى أن أطوار الإِنسان وما احتوى عليه أمرٌ خفيٌّ تتحير
في الألباب، بخلاف النجوم فأمرها ظاهر مشاهد، ولذا عبّر فيها بـ
{يَعْلَمُونَ} {وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ
} أي أنزل من السحاب المطر فأخرج به كل
ما ينبتُ من الحبوب والفواكه والثمار والبقول والحشائش والشجرَ قال القرطبي:
أي أخرجنا به ما ينبتُ به كل شيء وينمو عليه ويصلح {فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ
خَضِرًا
} أي أخرجنا من النبات شيئاً غضّاً أخضر {نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا
مُتَرَاكِبًا
} أي نُخرج من الخضر حباً متراكماً بعضُه فوق بعض كسنابل الحنطة
والشعير قال ابن عباس: يريد القمح والشعير والذرة والأرز {وَمِنَ
النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ
} أي وأخرجنا من طلع النخل -
والطلعُ أول ما يخرج من التمر في أكمامه - عناقيد قريبة سهلة التناول قال ابن
عباس
: يريد العراجين التي قد تدلّت من الطلع دانيةً ممن يجتنيها {وَجَنَّاتٍ
مِنْ أَعْنَابٍ
} أي وأخرجنا بالماء بساتين وحدائق من أعناب {وَالزَّيْتُونَ
وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ
} أي وأخرجنا به أيضاً شجر
الزيتون وشجر الرمان مشتبهاً في المنظر وغير متشابه في الطعم قال قتادة:
مشتبهاً ورقُه مختلفاً ثمرُه، وفي ذلك دليل قاطع على الصانع المختار العليم القدير
{انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ} أي انظروا أيها الناس
نظر اعتبار واستبصار إلى خروج هذه الثمار من ابتداء خروجها إلى انتهاء ظهورها
ونضجها كيف تنتقل من حال إِلى حال في اللون والرائحة والصغر والكبر، وتأملوا ابتداء
الثمر حيث يكون بعضه مراً وبعضه مالحاً لا يُنتفع بشيء منه، ثم إذا انتهى ونضج فإنه
يعود حلواً طيباً نافعاً مستساغ المذاق! فسبحان القدير الخلاّق!! {إِنَّ فِي
ذَلِكُمْ لآيات لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
} أي إن في خلق هذه الثمار والزروع مع
اختلاف الأجناس والأشكال والألوان لدلائل باهرة على قدرة الله ووحدانيته لقوم
يصدّقون بوجود الله قال ابن عباس: يصدّقون أن الذي أخرج هذا النبات قادرٌ
على أن يحيي الموتى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pride.canadian-forum.com
 
الانعام من 63 الى 99
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الانعام من 100 الى 132
» الانعام من 100 الى 132
» الانعام من 133 الى اخر السوره

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات زمن العزه الجديده :: &&& منتدى القران الكريم وعلومه &&& :: القران الكريم :: تفسير القرآن-
انتقل الى:  

يا ودود يا ودود يا ودود .. ياذا العرش المجيد .. يا مبدئ يا معيد .. يا فعالا لما يريد .. أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك .... وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك .. وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء .. لا إله إلا أنت .. يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه .. استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ... استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه .. اللهم إنا نسألك زيادة في الأيمان. وبركة في العمر .. وصحة في الجسد .. وذرية صالحه .. وسعة في الرزق .. وتوبة قبل الموت .. وشهادة عند الموت .. ومغفرة بعد الموت .. وعفواً عند الحساب ... وأماناً من العذاب .. ونصيباً من الجنة .. وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم .. اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين .. واشفي مرضانا ومرضا المسلمين .. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات .. والمؤمنين والمؤمنات ... الأحياء منهم والأموات .. اللهم من اعتز بك فلن يذل .. ومن اهتدى بك فلن يضل .. ومن استكثر بك فلن يقل .. ومن استقوى بك فلن يضعف .. ومن استغنى بك فلن يفتقر .. ومن استنصر بك فلن يخذل .. ومن استعان بك فلن يغلب .. ومن توكل عليك فلن يخيب .. ومن جعلك ملاذه فلن يضيع .. ومن اعتصم بك فقد هدي إلى صراط مستقيم .. اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ً... وكن لنا معينا ومجيرا .. إنك كنت بنا بصيرا .. يا من إذا دعي أجاب .. يا رب الأرباب .. يا عظيم الجناب .. يا كريم يا وهّاب .. رب لا تحجب دعوتي .. ولا ترد مسألتي .. ولا تدعني بحسرتي .. ولا تكلني إلى حولي وقوّتي .. وارحم عجزي .. وأنت العالم سبحانك بسري وجهري .. المالك لنفعي وضري ... القادر على تفريج كربي .. وتيسير عسري .. اللهم أحينا في الدنيا مؤمنين طائعين .. وتوفنا مسلمين تائبين ... اللهم ارحم تضرعنا بين يديك .. وقوّمنا إذا اعوججنا .. وكن لنا ولا تكن علينا .. اللهم نسألك يا غفور يا رحمن يا رحيم .. أن تفتح لأدعيتنا أبواب الاجابه .. يا من إذا سأله المضطر أجاب .. يا من يقول للشيء كن فيكون ... اللهم لا تردنا خائبين .. وآتنا أفضل ما يؤتى عبادك الصالحين .. اللهم ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين .. ولا ضالين ولا مضلين .. واغفر لنا إلى يوم الدين .. برحمتك يا أرحم الرحمين .. أستغفر الله العظيم الذي لا اله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ربنا آتنا في الدنيا حسنة... وفي الآخرة حسنة... وقنا عذاب النار اللهم إني اسألك من خير ما سألك به محمد صلى الله عليه وسلم .. واستعيذ بك من شر ما استعاذ به محمد صلى الله عليه وسلم .. اللهم ارزق كاتب وقارىء الرسالة ومن ساهم بنشرها مغفرتك بلا عذاب .. وجنتك بلا حساب ورؤيتك بلا حجاب .. اللهم ارزق كاتب وقارىء الرسالة ومن ساهم بنشرها زهو جنانك .. وشربه من حوض نبيك واسكنه دار تضيء بنور وجهك .. اللهم اجعلنا ممن يورثون الجنان ويبشرون بروح وريحان ورب غير غضبان .. اللهم حرم وجه كاتب و قارىء الرسالة ومن ساهم بنشرها على النار واسكنهم الفردوس الاعلى بغير حساب .. اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين ,, يارب اللهم يا عزيز يا جبار اجعل قلوبنا تخشع من تقواك واجعل عيوننا تدمع من خشياك واجعلنا يا رب من أهل التقوى وأهل المغفرة وأخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

قاطعوا المنتجات الدنماركية

.: انت الزائر رقم :.

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



المواضيع الأخيرة
» خدمات نقل عفش بجميع انحاء الكويت | نقل سريع ومضمون اتصل الآن
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 16:05 من طرف aliaa

» افضل موقع بيع وشراء اثاث مستعمل واجهزة كهربائية بالكويت بأعلى سعر
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 15:54 من طرف aliaa

» افضل موقع بيع وشراء اثاث مستعمل واجهزة كهربائية بالكويت بأعلى سعر
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 15:41 من طرف aliaa

» شراء اثاث مستعمل بالكويت بأعلى الأسعار من موقع اثاث الكويت
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 15:23 من طرف aliaa

» افضل فني نجار تركيب اثاث ايكيا بالكويت فك وتجميع وتركيب بأقل سعر
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 15:12 من طرف aliaa

» دليلك لشراء اثاث مستعمل بالكويت بأعلى سعر من موقع اثاث الكويت
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 14:59 من طرف aliaa

» مقابر طريق الفيوم للبيع بخصم يصل 13% | مقابر جنة
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 14:40 من طرف aliaa

» مقابر 6 اكتوبر طريق الواحات بخصم 20% | جنة للمقاولات
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 13:48 من طرف aliaa

» مقابر طريق العين السخنة للبيع بخصم يصل إلى 20%
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 13:36 من طرف aliaa

» مقابر وادي الراحة للبيع بأفضل الأسعار
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 13:26 من طرف aliaa

» مقابر القاهرة الجديدة للبيع بتسهيلات في السداد من شركة جنة للمقاولات
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 13:16 من طرف aliaa

» دليلك للحصول على مقابر للبيع جاهزة للتسليم من شركة جنة
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 13:00 من طرف aliaa

» مقابر طريق السويس الكيلو 26 بافضل الاسعار
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 12:47 من طرف aliaa

» مقابر 6 اكتوبر طريق الواحات باقل الاسعار - شركة القاهرة الجديدة
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 12:42 من طرف aliaa

» مقابر 6 اكتوبر طريق الواحات باقل الاسعار - شركة القاهرة الجديدة
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 12:37 من طرف aliaa

» مقابر طريق السخنة للبيع بأفضل الأسعار | القاهرة الجديدة لبناء المقابر
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 12:23 من طرف aliaa

» مقابر وادي الراحة طريق العين السخنة بخصم يصل إلى 15%
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 12:09 من طرف aliaa

» افضل موقع مقابر للبيع بالقاهرة الجديدة 20% خصم
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 11:59 من طرف aliaa

» اغتنم فرصة الحصول على مدافن للبيع بمساحات مختلفة فى كل مكان فى مصر - القاهرة الجديدة
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 11:49 من طرف aliaa

» دليلك للبحث عن مقابر للبيع من شركة القاهرة الجديدة
الانعام من 63 الى 99 Emptyالخميس 21 نوفمبر 2024, 11:38 من طرف aliaa