روى الذهبي فى السير وابن كثير فى البداية والنهاية قصة أتذكرها كلما جَد شىء فى
زمان الهوان هذا وأقول رحمك الله يا هارون الرشيد, فاقرأ هذه القصة عن جهاد الرشيد
هارون -الذى افتروا عليه فى الإعلام الفاسد وأظهروه بمظهر الفاسق الذى ليس له هم فى
الدنيا إلا الخمر والنساء (والله المستعان)- وابكِ على حالنا.
لما بلغ
الرشيد هارون ستة عشر عاما أرسله أبوه على رأس جيش لغزو الروم فهزمهم شر هزيمة
فطلبت ملكتهم أغسطا السلام على أن تدفع الجزية عن يد و هى صاغرة فقبل هارون - رحمه
الله-
ثم بعد سنوات عدة بعد أن أصبح الرشيد أميراً للمؤمنين ماتت أغسطا فتملك
مكانها ملك يدعى نكفور فأرسل إلى هارون رسالة تقول:
من ملك الروم إلى ملك
المسلمين
إن الملكة التى سبقتنى قد أعزتك و أذلت نفسها و رفعتك و خفضت نفسها و
أنزلتك منزلة الرخ و أنزلت نفسها منزلة البيزق -هو عسكرى الشطرنج- وأرسلت إليك
بالأمرال الطائلة وهذا لضعف النساء وحماقتهن, أما أنا فأقول لك يا هارون إما أن
ترسل لى بالأموال التى دفعتها إليك و إلا فالسيف بينى و بينك.
فلما و صلت
الرسالة إلى الرشيد هارون قلبها و كتب على ظهرها:
من هارون
الرشيد إلى كلب الروم
أما بعد فقد وصلنى خطابك يابن الكافرة و الرد ما سوف ترى
لا ما سوف تسمع.
ثم خرج على رأس جيش و هزمهم شر
هزيمة و لم يرض حتى جلس على عرش ملك الروم.
رحمك الله يا هارون و بعث
فينا من يعيد إلى دينه العزة.