وقول الله تعالى { وَقَالُوا
لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ
وَيَعُوقَ وَنَسْراً } وقوله تعالى { قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ
لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً }.
عن جندب رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور
أنبيائهم وصالحيهم مساجد, ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك ).
أخرجه مسلم برقم 532.
وعن جابر بن عبد الله
رضي الله عنه قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر, وأن يقعد
عليه, وأن يبنى عليه ).
أخرجه مسلم برقم 970.
وعن أبي الهياج
الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب: ( ألا أبعثك على ما بعثني رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته ).
أخرجه مسلم برقم 969.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في
الاقتضاء (2/762):
لم يكن على عهد
الصحابة والتابعين وتابعيهم في بلاد الإسلام لا الحجاز, ولا الشام, ولا اليمن, ولا
العراق, ولا خراسان, ولا مصر, ولا المغرب مسجد مبني على قبر, ولا مشهد يقصد
للزيارة أصلاً, ولم يكن أحد من السلف يأتي إلى قبر نبي من الأنبياء لأجل الدعاء
عنده, ولا كان الصحابة يقصدون الدعاء عند قبر النبي, ولا عند قبر غيره من الأنبياء,
وإنما كانوا يصلون ويسلمون على النبي وصاحبيه.اهـ