asm_a22
عدد المساهمات : 49 تاريخ التسجيل : 25/10/2011
| موضوع: حال المغيرة بن شعبة مع الخوارج : الخميس 10 مايو 2012, 21:51 | |
|
حال المغيرة بن شعبة مع الخوارج :
أما المغيرة بن شعبة فكانت سياسته أرفق وألين. أحب العافية وأحسن في الناس السيرة ولم يفش أهل الأهواء عن أهوائهم وكان يؤتي فيقال إن فلاناً يرى رأي الشيعة وإن فلاناً يرى رأي الخوارج، فكان يقول قضى اللَّه أن لا يزالوا مختلفين وسيحكم اللَّه بين عبادهفيما كانوا فيه يختلفون فأمنه الناس وكانت الخوارج يلقي بعضهم بعضاً، ويتذاكرون مكان إخوانهم بالنهروان، ويرون أن في الإقامة الغبن والوكف وأن في الجهاد أهل القبلة الفضل والأجر.
وقد فزع الخوارج في عهده إلى ثلاثة نفر، منهم المستورد بن علفة التميمي، من تيم الرباب، وحيان بن ظبيان السلمي، ومعاد بن جوين بن حصين الطائي فولوا أمرهم بعد الشورى المستورد بن علفة لأنه كان أسن القوم واتعدوا أن يتجهزوا ويتيسروا ثم يخرجوا في غرة الهلال هلال شعبان سنة 43 فكانوا في جهازهم وعدتهم فجاء رئيس شرطة المغيرة إليه وأخبره أن القوم مجتمعون في منزل حيان بن ظبيان وأنهم اتعدوا الخروج في هلال شعبان فأمره المغيرة أن يسير بالشرطة ويحيط بدار حيان ويأتيه بهم فسار رئيس الشرطة وأحاط بدار حيان وقبض على المجتمعين هناك.
فقال لهم المغيرة ما حملكم على ما أردتم من شق عصا المسلمين فقالوا ما أردنا من ذلك شيئاً ومن الغريب أنهم يكذبون مع أن الخوارج تبورأ من الكاذب. قال المغيرة بلى قد بلغني ذلك عنكم قد صدق ذلك عندي جماعتكم.
قالوا له أما اجتماعنا في هذا المنزل فإن حيان بن ظبيان أقرؤنا للقرآن فنحن نجتمع عنده في منزله فنقرأ القرآن عليه فأمر بهم إلى السجن فلم يزالوا فيه نحواً من سنة وسمع إخوانهم بأخذهم فحذروا وخرج المستورد وأصحابه فبلغ الخبر المغيرة أن الخوارج خارجة عليه في أيامه تلك وأنهم قد اجتمعوا على رجل فقام في أهل الكوفة خطيباً فقال:
أما بعد فقد علمتم أيها الناس أني لم أزل أحب لجماعتكم العافية وأكف عنكم الأذى وإني واللَّه لقد خشيت أن يكون أدب سوء لسفهائكم فأما الحلماء الأتقياء فلا وايم اللَّه لقد خشي أن لا أجد بداً من أن يعصب الحليم التقي بذنب السفيه الجاهل فكفوا أيها الناس سفهاءكم قبل أن يشمل البلاء عوامكم وقد ذكر لي أن رجالاً منكم يريدون أن يظهروا في المصر بالشقاق والخلاف وايم اللَّه لا يخرجون في حي من أحياء العرب في هذا المصر إلا أبدتهم وجعلتهم نكالاً لمن بعدهم فنظر قوم لأنفسهم قبل الندم فقد قمت هذا المقام إرادة الحجة والإعذار.
فقام إليه معقل بن قيس الرياحي فقال أيها الأمير هل سمى لك أحد من هؤلاء القوم فإن كانوا سموا لك فأعلمنا من هم فإن كانوا منا كفياكهم وإن كانوا من غيرنا أمرت أهل الطاعة من أهل مصرنا فأتتك كل قبيلة بسفهائها فقال ما سمي لي أحد منهم ولكن قد قيل لي إن جماعة يريدون أن يخرجوا بالمصر، فقال معقل أصلحك اللَّه، فإني أسير في قومي وأكفيك ما هم فيه فليكفك كل امرىء من الرؤساء قومه. فنزل المغيرة وأرسل إلى الرؤساء وقال لهم لكيفيني كل امرىء من الرؤساء قومه وإلا فوالذي لا إله غيره لأتحولن عما كنت تعرفون إلى ما تنكرون وعما تحبون إلى ما تكرهون فلا يلم لائم إلا نفسه وقد أعذر من أنذر فخرجت الرؤساء إلى عشائرهم فناشدوهم اللَّه والإسلام إلا دلوهم على من يرون أنه يهيج فتنة أو يفارق جماعة. | |
|