تولية زياد بن سمية
والمغيرة بن شعبة بلاد العراق:
ثم توالت
الخوارج حتى أخافوا بلاد العراق فرأى معاوية أنه لا بد من تولية العراق رجالاً ذوي
قدرة وحكمة يأخذون على أيدي السفهاء ويشتدون في طلب المريب فاختار رجلين كلاهما قد
عرف بالسياسة وحسن الرأي وهما زياد بن سمية والمغيرة بن
شعبة.
فأما زياد
فقد كان من شيعة علي وكان والياً على فارس وقُتل علي وهو بها فذكر معاوية اعتصامه
بفارس وأمهم ذلك فجعل المغيرة وسيطاً استقدامه فأتى المغيرة زياداً وقال له إن
معاوية استخفه الوجل حتى بعثني إليك ولم يكن أحد يمد يده إلى هذا الأمر غير الحسن
وقد بايع فخذ لنفسك قبل التوطين فيستغين عنك معاوية فقال زياد أشر علي وأرم الغرض
الأقصى فإن المستشار مؤتمن فقال له المغيرة أرى أن تصل حبلك بحبله وتشخص
إليه.
وكتب إليه
معاوية بأمانة بعد عودة المغيرة فخرج زياد من فارس حتى أتى معاوية فسأله عن أموال
فارس فأخبره بما أنفق منها وبما حمل إلى علي وبما بقي عنده، فصدقه معاوية وقبض منه
ما بقي عنده.