موجبات الجنة
في
ضوء السنة
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله
من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا فضل له، ومن يضلل فلا هادي
له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد... فهذه طائفة من الأحاديث الواردة في الأسباب الموجبة
للجنة، جمعتها في هذا الكتاب تذكرة لنفسي ولإخواني، وقد أسميته "موجبات الجنة في
ضوء السنة" ، لورود ذلك في بعض الأحاديث1.
وبين يدي الكتاب أنبه إلى أمور:
الأول: أن الكتاب يتناول ما ورد الحديث فيه على أنه من موجبات الجنة،
وما ورد بأن من فعله دخل الجنة، أو بني له بيت، أو قصر في الجنة، أو فتحت له أبواب
الجنة، أو أنه يرتفع درجة في الجنة، أو أنه يحلى فيها، أو يغرس له فيها غرس. ونحو
ذلك.
الثاني:
قد تقرر شرعاً أن الجنة إنما تدخل برحمة الله. وليس عمل العبد مستقلاً بدخولها، وإن
كان سبباً. ولهذا أثبت الله دخولها بالأعمال في قوله: ((ادخلوا الجنة بما كنتم
تعملون)). سورة النحل، الآية: 32،، ونفى رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، دخولها
بالأعمال في قوله: ((لن يدخل أحداً الجنة عمله)). وفي لفظ:، ((لن ينجو أحد منكم
بعمله))2.
والجمع بين الآية والحديث، أن النفي الذي في الحديث هو نفي المعاوضة
التي
يكون
فيها أحد العوضين مقابلاً للآخر، والباء التي في الآية هي باء السببية التى تقتضي
أن العمل سبب لدخول الجنة، وإن لم يكن مستقلاً بحصولها3
. الثالث: لابد لحصول الثواب المرتب على هذه الأسباب من الإيمان، وإلا
فإن وجود سبب من هذه الأسباب- مع فقد الإيمان- لا يستقل بحصول الأثر المرتب
عليه.
الرابع: تنوع هذه الأسباب وكثرتها، رحمة من الله بعباده، فقد يتهيأ
لبعض المؤمنين بعض هذه الأسباب ويتعذرعليهم بقيتها. وقد يوفق المؤمن ويفتح له في
بعض الأسباب ويتيسر له دون سائرها، فقد يسهل عليه بر الوالدين، وكفالة اليتيم -
مثلاً- لكن يشق عليه قيام الليل وصيام النفل، في الوقت الذي يكون فيه آخر على الضد
من ذلك.
فعليك-
أخي- أن تغتنم الفرصة بالقيام بالعمل الذي
فتح
لك فيه وتيسر لك، مع الاجتهاد في تحقيق بقية الأسباب. قال خالد بن معدان الكلاعي،
التابعي- رحمه الله-: "إذا فتح لأحدكم باب الخير فليسرع إليه، فإنه لا يدري متى
يغلق عنه"4
. وأخيراً أدعو إخواني أئمة المساجد إلى قراءة هذه الأحاديث على جماعة
المسجد؟ لعل الله ينفعهم بها.
وأسأل الله: أن ينفع بهذا الكتاب كاتبه، وقارئه، وسامعه، إنه سميع
مجيب.
ولا تنس أخي- غير مأمور- أن تدعو لأخيك بظهر الغيب دعوة تنفعك وتنفعه