أما أفعالهن
الظاهرة القبيحة فكثيرة، ولهن مقابح يحتقرنها، وهي عظائم، كالصرير في الخف، والخروج
بغير إذن الزوج، وسوء المعاشرة له، والسرقة من ماله، والتدليس في القطن بدقّ الخشن
منه ليتوهم أنه ناعم، وتنديته، والخروج إلى المقابر، فإذا أفلحن وتركن ذلك، حضرن
أوقات الصوفية المتضمنة للغناء والطرب والرقص واللعب، وتخريق الثياب على الوجد،
وتفريقها بعد تخريقها، والنظر إلى الشباب. وغير ذلك من الأسباب المفسدة لقلوبهن على
أزواجهن المغيّرة لدينهن.
فإذا حضرن مجالس
القُصَّاص، فأكثرها يجري فيها المنكر من إنشاد القصاص أشعار العشق والغزل، وتلحين
القراء القرآن، ونحو ذلك مما يوجب الطرب، ويثبت في القلب الهوى، وربما أنشدوا
الأشعار الواصفة للبلى وأحوال الموتى، فيهيجون قلوب السامعين، ويخرجونهم من الصبر
إلى الجزع، وكل ذلك من القبائح المفسدة. وربما قالت المرأة: أنا ألبس قميصاً من يد
الواعظ، وأصير بنتاً له. وبلغنا أن قوماً من المتزهدين يؤاخون النساء، ويخلون بهن،
ويصافحونهن، وقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ما صافح امرأة أجنبية،
وكل هذا مخرج إلى الفساد والقبيح، وقد ذكرت في كتابي «تلبيس إبليس» طرفاً من
هذا.