عن أبي سنان قال: دفنت ابني سناناً، وأبو طلحة الخولاني على شفير القبر،
فلما أردت الخروج، أخذ بيدي، فأخرجني، فقال: ألا أبشرك، حدثني الضحاك بن عبد الرحمن
بن عزوم، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «إذا مات ولد
العبد قال الله عز وجل للملائكة: قبضتم ولد عبدي؟ قالوا: نعم. قال: ما قال؟ قالوا:
استرجع وحمد. قال: ابْنوا له بيتاً في الجنة، وسموه بيت الحمد».
وفي رواية أخرى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «قال الله عز وجل: يا ملك الموت، قبضت ولد عبدي،
قبضت قرة عينه، وثمرة فؤاده؟ قال: نعم، قال: فماذا قال؟ قال: حمدك واسترجع. قال:
ابنوا له بيتاً في الجنة، وسمّوه بيت الحمد».
وعن ابن عباس ـــ رضي الله عنهما
ـــ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كان له فرطان من أمتي دخل
الجنة». فقالت: عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ بأبي فمن كان له فرط؟ قال: «ومن كان له
فرط»، قالت: فمن لم يكن له فرط من أمتك؟ قال: «فأنا فرط أمتي لم يصابوا
بمثلي».
عن معاوية بن قرة، عن أبيه، أن رجلاً كان يأتي النبي صلى الله عليه
وسلّم ومعه ابنٌ له، فقال له النبي صلى الله عليه وسلّم «أتحبُّه؟». فقال: يا رسول
الله أحبّك اللَّهُ، كما أُحبُّهُ، فَفَقَدَهُ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما
فعل ابن فلان؟». قالوا: يا رسول الله، مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلّملأبيه:
«أما تحب أن لا تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك؟» فقال رجلٌ: يا رسول
الله، ألَهُ خاصَّةً، أم لكُلِّنا؟ قال: «بل لكلكم».
وعن أبي عبيدة بن عبد الله
عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «مَن قدّم ثلاثة لم يبلغوا الحنث،
كانوا له حصناً حصيناً من النار»، فقال أبو ذر: قدمت اثنين؟ قال: «واثنين»، فقال
أُبِّي بن كعب سيد القراء: قدمت واحداً، قال: «وواحداً، ولكن ذلك في أول صدمة».
وعن محمد خلف وكيع قال: كان لإبراهيم الحربي ابن، وكان له إحدى عشرة
سنة، قد حفظ القرآن، ولقّنه من الفقه شيئاً كثيراً فمات، قال: فجئت أعزِّيه، فقال
لي: كنت أشتهي موت ابني هذا، قلت: يا أبا إسحاق، أنت عالم الدنيا، تقول مثل هذا في
صبي، قد أنجب، وحفظ القرآن، ولقّنته الحديث والفقه؟ قال: نعم. رأيت في النوم، كأنَّ
القيامة قد قامت، وكأنَّ صبياناً بأيديهم قلال ماء، يستقبلون الناس يسقونهم، وكان
اليوم يوماً حاراً شديداً حرّه.
قال: فقلت لأحدهم: اسقني من هذا الماء، قال:
فنظر إليّ، وقال لي: ليس أنت أبي؟ فقلت: فأيش أنتم؟ قالوا: نحن الصبيان الذين متنا
في دار الدنيا، وخلفنا آباءنا، نستقبلهم، فنسقيهم الماء، قال: فلهذا تمنيت موته