معجزة
عند الموت
قضى سليمان سنواته الباقية من حياته يقود رعيته
بالعدل, ويتقرّب الى ربه بالعبادة, وقد
اختار لعبادته مكانا ببيت المقدس,لا يجرؤ أحد على الدنو منه ما دام هو قائم يصلي في
المحراب.
فلما علم أنه حان حينه, وانتهى أجله, توكأ على
عصاه, وخرج الى المسجد الأقصى, فدخل المحراب, واتجه الى الله مرتكزا على عصاه,
فقبضه ملك الموت, وظل جثمانه واقفا تسنده العصا أياما, والناس والجن لا يدرون
بموته, ولا يجرؤون على الاقتراب منه في محرابه, حتى تآكلت العصا, لقد أكلتها حشرة
الأرض, فانكسرت العصا, ووقع الجثمان على الأرض فشاع الخبر, وشيّعته بنو اسرائيل الى
مثواه, وعادوا من قبره يرددون: سبحانك اللهم! تؤتي الملك من تشاء, وتنزع الملك ممك
تشاء.
هكذا كانت معجزات سليمان عليه السلام فهو يكلم
النمل والطير والحيوان, ويسخر الرياح والجن بأمر ربه, وعندما يموت يموت هكذا, انها
معجزات عظيمة وملك لم يؤت لأحد من بعد
سليمان عليه السلام.