حنين الجذع لرسول الله
صلى الله عليه وسلم
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اعتاد حين
يخطب في المسلمين أن يخطب على جذع نخلة.. وذات يوم جاءت امرأة من الأنصار وكان لها
غلام يعمل نجارا.
فقالت
يا رسول الله ان لي غلاما نجارا افأمره أن يتخذ لك منبرا تخطب عليه؟
قال: بلى.
فصنع له الغلام منبرا, فلما كان يوم الجمعة وقف
رسول الله يخطب على المنبر الجديد المصنوع من الخشب فسمع عليه السلام جذع النخلة
يئن كما يئن الصبي, فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" ان هذا بكى لما فقد من
الذكر".
وجاءت رواية أخرى لهذه القصة في صحيح البخاري
تقول: فصاحت النخلة (جذع النخلة) صياح الصبي ثم نزل صلى الله عليه وسلم فضمه اليه
يئن أنين الصبي الذي يسكن.
قال صلى الله عليه وسلم:" كانت تبكي (النخلة)
على ما كانت تسمع من الذكر عندها".
اذن فحنين الجذع شوقا الى سماع الذكر وتألما
لفراق الحبيب الذي كان يخطب اليه واقفا عليه وهو جماد لا روح له ولا عقل في ظاهر
الأمر.
هذه معجزة بكل المقاييس تخالف ما اتفق عليه أن
الجماد لا يتحرّك ولا يشعر, وفي الحقيقة فانها كائنات تسبّح بحمد الله عز وجل, وهي
من الكائنات التي لا نسمع تسبيحها. بل سمعها الأنبياء بمعجزة وآية من الله عز
وجل.
واذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد جاء
بمعجزة كهذه لا يقدر عليها بشر مثله, ولم تؤت لأحد من البشر الذين هو منهم, فان ذلك
دليل على صدق وعظم نبوته عليه السلام