الأذان:
معنى
الأذان:
الأذان
لغة: الإعلام، ومنه قوله تعالى: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس} [التوبة:
3]، أي إعلام "وأذِّن في الناس بالحج" [الحج: 27] أي أعلمهم.
وشرعاً:
قول مخصوص يعلم به وقت الصلاة المفروضة. أو هو الإعلام بوقت الصلاة بألفاظ
مخصوصة.
مشروعيته
وفضله:
دل
القرآن والسنة والإجماع على شرعية الأذان، لأن فيه فضلاً كثيراً وأجراً
عظيماً.
فمن
القرآن: قوله تعالى: {وإذا ناديتم إلى الصلاة ...} [المائدة:
58].
ومن
السنة: أحاديث كثيرة، منها خبر الصحيحين: "إذا حضرت الصلاة، فليؤذن لكم أحدكم،
وليؤمَّكم أكبركم" رواه مالك، ودل حديث عبد الله بن زيد على كيفية الأذان المعروف
بالرؤيا التي أيده فيها عمر بن الخطاب في حديث طويل، فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: "إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت، فإنه أندى صوتاً
منك" رواه أبو داود وأحمد.
والخبر
الصحيح أن بدء الأذان كان بالمدينة كما أخرجه مسلم عن ابن عمر، وعلى هذا كانت رؤيا
الأذان في السنة الأولى من الهجرة، وأيده النبي صلى الله عليه
وسلم.
وفي
الأذان ثواب كبير، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم الناس ما في النداء،
والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يَسْتهموا عليه(1)
لاستهموا عليه" متفق عليه، وقوله عليه السلام: "إذا كنت في غنمك أو باديتك، فأذنت
بالصلاة، فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء، إلا شهد
له يوم القيامة" رواه البخاري.
وفي
حديث آخر: "المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة".
_________________
(1) الاستهام
: الاقتراع.
واعتبر
الأذان مع الإقامة عند الشافعي والحنابلة أفضل من الإمامة، لقوله تعالى:
{ومن
أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً}
[فصلت: 33] رواه أبو داود والترمذي، قالت عائشة: هم المؤذنون، وللأخبار السابقة في
فضيلته، ولقوله عليه الصلاة والسلام: "الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد
الأئمة، واغفر للمؤذنين" رواه أبو داود والترمذي. والأمانة أعلى من الضمان،
والمغفرة أعلى من الإرشاد، ولم يتوله النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه لضيق
وقتهم عنه.
وقال
الحنفية:
الإقامة والإمامة أفضل من الأذان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه تولوا
الإمامة، ولم يتولوا الأذان