صلاة الضحى: وهي أربع ركعات على الصحيح إلى ثمانية، وأقلها ركعتان. ووقتها: من بعد طلوع الشمس قدر رمح أي حوالي ثلث أو نصف ساعة إلى قبيل الزوال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعاً، ويزيد ما شاء الله" [رواه مسلم].
تحية المسجد: تندب صلاة ركعتين لمن دخل المسجد تحية لرب المسجد، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أحدكم المسجد، فلا يجلس حتى يركع ركعتين" رواه ابن ماجه. يصليهما عند الحنفية في غير وقت الكراهة، وأداء الفرض أو غيره ينوب عنهما بلا نية. وتكفيه لكل يوم مرة إذا تكرر دخوله لعذر، ولا تسقط بالجلوس عندهم، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر، إن للمسجد تحية، وإن تحيته ركعتان، فقم فاركعهما" [رواه ابن حبان].
ويستثنى من المساجد المسجد الحرام، فإن تحيته الطواف.
ومن لم يتمكن من تحية المسجد لحدث أو غيره يقول ندباً كلمات التسبيح الأربع: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر".
ركعتا الوضوء لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد يتوضأ، فيحسن الوضوء، ثم يقوم فيصلي ركعتين، يقبل عليهما بقلبه، إلا وجبت له الجنة" رواه مسلم.
صلاة التهجد (الليل): تندب الصلاة ليلاً خصوصاً آخره، وهي أفضل من صلاة النهار، لقوله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" [رواه مسلم].
وعدد ركعاتها من ركعتين إلى ثمانية.
ويندب إحياء ليالي العيدين (الفطر والأضحى)، وليالي العشر الأخير من رمضان لإحياء ليلة القدر، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان، ويكون بكل عبادة تعم الليل أو أكثره، للأحاديث الواردة في ذلك.
ويكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي في المساجد وغيرها، لأنه لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة.
كما يكره الاجتماع على صلاة الرغائب التي تفعل في أول جمعة من رجب، وإنها بدعة.
وطول القيام أفضل من كثرة السجود، لقوله صلى الله عليه وسلم : "أفضل الصلاة طول القنوت" رواه مسلم أي القيام، ولأن القراءة تكثر بطول القيام، وبكثرة السجود يكثر التسبيح، والقراءة أفضل منه.
صلاة الاستخارة: أي طلب ما فيه الخير، وتكون في الأمور المباحة التي لا يعرف وجه الصواب فيها، وهي ركعتان، يدعو بعدهما بالدعاء المأثور، عن جابر بن عبد الله قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلّمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا هم أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: "اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه. وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدُر لي الخير حيث كان، ثم رضني به. قال: ويسمي حاجته" أي عند قوله: "هذا الأمر" [رواه البخاري].
ويستحب افتتاح هذا الدعاء وختمه بالحمدلة، والصلاة على النبي. ويقرأ في الركعة الأولى: الكافرون، وفي الثانية : الإخلاص.
وينبغي - أي إذا لم يبن له الأمر - أن يكررها سبعاً، لما روى ابن السني: "يا أنس، إذا هممت بأمر، فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي سبق إلى قلبك، فإن الخير فيه". ولو تعذرت عليه الصلاة استخار بالدعاء.
صلاة التسبيح: وفضلها عظيم، وفيها ثواب لا يتناهى.
وهي أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب، وسورة، بتسليمة أو تسليمتين، يقول فيها ثلاثمائة مرة: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" في كل ركعة خمس وسبعون تسبيحة.
ويفعلها المسلم في كل وقت لا كراهة فيه، أو في كل يوم أو ليلة مرة، وإلا ففي كل أسبوع، أو جمعة، أو شهر، أو العمر. وحديثها حسن لكثرة طرقه، ووهم من زعم وضعه.
فبعد الثناء: يسبح خمس عشرة، ثم بعد القراءة، وفي الركوع، والرفع منه، وكل من السجدتين، وفي الجلسة بينهما عشر تسبيحات، بعد تسبيح الركوع والسجود. وهذه الكيفية هي التي رواها الترمذي في جامعه عن عبد الله بن المبارك أحد أصحاب أبي حنيفة. وهي المختار من الروايتين.
ولا يعد المصلي التسبيحات بالأصابع إن قدر أن يحفظ بالقلب.
صلاة الحاجة: وهي أربع ركعات بعد العشاء، وقيل: ركعتان.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له إلى الله حاجة، أو إلى أحد من بني آدم، فليتوضأ وليُحسن الوضوء، وليصلّ ركعتين، ثم لُيثن(1) على الله، وليُصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك مُوجِبات رحمتك(2)، وعزائمَ مغفرتك(3)، والغنيمة(4) من كل برّ، والسلامة من كل إثم(5)، لا تدع لي ذنباً إلا غفرته، ولا همَّاً إلا فرَّجته(6)، ولا حاجة هي لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الراحمين" رواه الترمذي.
_______________
(1) أي يحمده.
(2) موصلات باعثة إلى الجنة.
(3) الأسباب التي يعزم له بها الغفران ويحققه.
(4) الفوز.
(5) النجاة من كل ذنب.
(6) أزلته.