ما
يستحب في الاستسقاء أو وظائف الاستسقاء :
- يأمر
الإمام الناس بالتوبة من المعاصي، والتقرب إلى الله تعالى بوجوه البر والخير من
صدقة وغيرها والخروج من المظالم وأداء الحقوق، لأن ذلك أرجى للإجابة، قال تعالى:
{وَيَا
قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ
عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا}
[هود: 52]، ولأن المعاصي والمظالم سبب القحط ومنع القطر، والتقوى سبب البركات،
لقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا
عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [الأعراف: 96] ويأمر الإمام
أيضاً بصيام ثلاثة أيام قبل صلاة الاستسقاء، ويخرج الناس في آخر صيامها، أو في
اليوم الرابع إلى الصحراء صياماً، لأنه وسيلة إلى نزول الغيث، وقد روي: "ثلاثة لا
ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر، والإمام العادل والمظلوم".
قال
الشافعية:
ويلزم الناس امتثال أمر الإمام.
وقال
الحنابلة:
ولا يلزم الصيام والصدقة بأمره.
ويأمرهم
الإمام أيضاً بالصدقة، لأنها متضمنة للرحمة المفضية إلى رحمتهم بنزول الغيث. كما
يأمرهم بترك التشاحن من الشحناء وهي العداوة، لأنها تحمل على المعصية والبهت، وتمنع
نزول الخير بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان
وفلان، فرفعت" رواه مسلم ويعين الإمام يوماً يخرج الناس فيه.
-
أن
يخرج الإمام والناس مشاة إلى الاستسقاء في الصحراء ثلاثة أيام متتابعة، إلا في مكة
والمدينة وبيت المقدس، فيجتمعون في المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد
الأقصى.
-
التنظف
للاستسقاء بغسل وسواك وإزالة رائحة وتقليم أظفار ونحوه، لئلا يؤذي الناس، وهو يوم
يجتمعون له كالجمعة.
ولا
يستحب التطيب، لأنه يوم استكانة وخضوع، ولأن الطيب للزينة وليس هذا وقت
زينة.
-
يخرج
المرء إلى المصلى متواضعاً متذللاً، متخشعاً (خاضعاً) متضرعاً (مستكيناً) متبذلاً
(في ثياب بذلة).
-
التوسل
بأهل الدين والصلاح والشيوخ والعلماء المتقين والعجائز والأطفال والدواب، تحصيلاً
للتحنن، وإظهار الضجيج بالحاجات، ويسن لكل من حضر أن يستشفع سراً بخالص
عمله.
-
الخروج
إلى المصلى في الصحراء : لحديث عائشة : "شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم قحوط المطر، فأمر بمنبر، فوضع له في المصلى" رواه أبو داود، ولأن الجمع يكثر،
فكان المصلى أرفق بهم.
-
الدعاء
بالمأثور في الخطبة وعند نزول الغيث، لما روى البيهقي "أن الدعاء يستجاب في أربعة
مواطن: عند التقاء الصفوف، ونزول الغيث، وإقامة الصلاة ورؤية الكعبة" ولما روى
البخاري عن عائشة "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر، قال: صيباً
نافعاً" أي مطراً شديداً. ومجموع الدعاء عند نزول المطر من أحاديث متفرقة: "اللهم
صيّباً هنيئاً، وسيباً - أي عطاء - نافعاً، مطرنا بفضل الله ورحمته" ويقول عند
التضرر بكثرة المطر: "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب، وبطون
الأودية ومنابت الشجر" متفق عليه "الله سقيا رحمة ولا سقيا عذاب، ولا محق ولا بلاء،
ولا هَدْم ولا غَرَق".
-
يستحب
لأهل الخصب أن يدعوا لأهل الجدب، لأنه من التعاون على البر
والتقوى.
-
وقال
الشافعية:
يستحب لكل أحد أن يبرز (يظهر) لأول مطر السنة، وأول كل مطر ويكشف من جسده غير عورته
ليصيبه شيء من المطر تبركاً. روى مسلم "أنه صلى الله عليه وسلم حسر عن ثوبه حتى
أصاب المطر، وقال: إنه حديث عهد بربه" رواه أبو داود أي بخلقه وتنزيله وتكوينه،
ويستحب أيضاً أن يغتسل أو يتوضأ بماء السيل.
-
قال
المالكية:
جاز التنفل في المصلى أو المسجد قبل صلاة الاستسقاء وبعدها، لأن المقصود من
الاستسقاء الإقلاع عن الخطايا، والاستكثار من فعل الخير.
بخلاف
العيد، فإنه يكره عند الجمهور غير الشافعية التنفل قبل صلاته وبعدها
بالمصلى، لا في المسجد عند المالكية، وفي المسجد أيضاً عند الحنفية
والحنابلة، لكن لا بعدها عند الحنفية.