باب ما جاء في توحيد الأسماء والصفات
باب ما جاء في أسماء الله
وقول الله تعالى {وَلِلّهِ
الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي
أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} وقوله تعالى {قُلِ ادْعُواْ
اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء
الْحُسْنَى }.
وقوله تعالى { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ
الْأَسْمَاء الْحُسْنَى}.
وقوله تعالى {هُوَ
اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ
الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ
الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ
الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }.
عن أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( إن لله تسعة وتسعين
اسماً مئة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة ).
أخرجه
البخاري برقم 7392 و مسلم برقم 2677.
وعن عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ما أصاب أحداً قط
همٌ ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبك ابن أمتك, ناصيتي بيدك, ماضٍ فيّ حكمك,
عدل فيّ قضاؤك, أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك, أو علمته أحداً من خلقك, أو
أنزلته في كتابك, أو استأثرت به في علم الغيب عندك, أن تجعل القرآن ربيع قلبي,
ونور صدري, وجلاء حزني, وذهاب همي, إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً.
قال: فقيل: يا رسول
الله ألا نتعلمها؟
فقال: بلى ينبغي لمن
سمعها أن يتعلمها ).
أخرجه أحمد في المسند ( 1/ 391/3712).
وحقيقة هذا الباب أن
لا نسمي الله إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم, لا نتجاوز
القرآن والحديث, ولا نلحد في أسماء الله.
وقول الله تعالى {وَلِلّهِ
الْمَثَلُ الأَعْلَىَ } وقوله تعالى { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ
البَصِيرُ }.
عن عائشة رضي الله
عنها قالت
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً على سرية وكان يقرأ لأصحابه
في صلاته فيختم بقل هو الله أحد, فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال:
سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟
فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها.
فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: أخبروه أن الله يحبه ).
أخرجه
البخاري برقم 7375 ومسلم برقم 813 .
وهذا الباب يرتكز
على ثلاث أسس:الأول: الإثبات
بلا تمثيل.الثاني: التنزيه
بلا تعطيل.الثالث: قطع الطمع
عن إدراك كيفية صفات الله.وقد سئل الإمام
مالك رحمه الله: الرحمن على العرش استوى, كيف استوى؟فأجاب: الاستواء
معلوم, والكيف مجهول, والإيمان به واجب, والسؤال عنه بدعة.وحقيقة هذا الباب أن
لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم, من غير
تحريف ولا تعطيل, ومن غير تكييف ولا تمثيل, لا نتجاوز القرآن والحديث.