ebrehim مدير
عدد المساهمات : 2239 تاريخ التسجيل : 19/10/2011
| موضوع: تربية الشباب المسلم في ضوء القرآن الكريم الإثنين 07 مايو 2012, 12:54 | |
|
لقد وضع الأسلام منهجا كاملا لتربية الشباب
حيث وضع تخطيطا منسقا يصاحب الولد منذ كان أملا يجول في خاطر والديه الى أن أصبح فردا له حقوق وعليه واجبات
ولكي يعطينا القرآن الكريم أمثله عملية من منهجه في تربية الشباب ,نراه يعرض علينا صورا مختلفة
يعرض علينا صورة جذابة رائعة لأب يرشد ابنه ويهديه الى الصراط المستقيم في الحياة ,هي صورة لقمان وهو يعظ ابنه
»وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تُشرك باللّه إن الشرك لظلم عظيم، ووصّينا الإنسانَ بوالديهِ حملتهُ أُمُهُ وَهْناً على وَهْنٍ وفِصَالُهُ في عَامينِ أنِ اشكرُ لي ولِوَالديكَ إليّ المصِيرُ، وإِنْ جَاهدَاك على أَنْ تُشرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ علم فَلا تُطِعهُمَا وصَاحِبهُمَا في الدُّنيَا مَعرُوفاً واتّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إليّ ثم إليّ مرجِعُكمْ فأُنَبِّئُكم بما كُنتم تعمَلونَ، يا بُنيّ إنّها إنْ تَكُ مِثقَال حبّةٍ مِنْ خَردلٍ فَتكنُ فِي صَخْرةٍ أو في السَّماواتِ أو في الأَرضِ يَأتِ بِهَا اللّهُ إنّ اللّهَ لطيف خبير، يا بُنيّ أقم الصَّلاة وَأْمُر بالمعْرُوفِ وانْهَ عنِ المنكَرِ واصبِرْ على مَا أَصابَكَ إنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزِم الأُمُورِ، ولا تصعّر خدَّكَ للنَّاسِ ولا تَمشِ في الأَرضِ مَرَحاً إنّ اللّهَ لا يُحِبُ كُلَّ مُختَالٍ فَخُورٍ، واقصِدْ فِي مشْيِكَ واغْضُض مِن صَوتِكَ إنّ أنكَرَ الأَصواتِ لصَوتُ الحمِيرِ «
وصية جامعة اشتملت على العقيدة والسلوك والعمل
_فيها التنزه عن الأشراك بالله تعالى
_وفيها الثقة بكمال قدرته تعالى وكمال علمه
_وفيها التوصية بأقامة الصلاة تحقيقا للصلة الدائمة بالله
_وفيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
_وفيها الصبر على ما يصيب الأنسان في ماله أو نفسه أو ولده
_وفيها عدم التبجح والتوقح في معاملة الناس
_وفيها عدم الكبر والغرور والخيلاء _وفيها القصد في المشي بحيث يكون الأنسان
معتدلا وئيد الخطو ,لا منتفخا ولا أهوج في سيره
_وفيها الغض من الصوت وتجنب الصياح وازعاج الناس هذه صورة جامعة من التأديب والتهذيب يعرضها القرآن
ليغري بها الشباب ولتكون للأباء نموذجا ومثالا يحتذونه
وصورة أخرى يتغير فيها موقف الأب والأبن فيكون الأبن هو الذي ينصح أباه ونرى فيها مناشدة قوية مهذبة رائعة
انها صورة ابراهيم عليه السلام وهو فتى في ريعان الشباب ,يحطم الأصنام ويجادل من يعبدونها ومن بينهم أبوه!
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)} (سورة مريم)، وقال تعالى :{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ ءازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا ءالِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} (سورة الأنعام/74).
ان هذه المناشدة تقوم على أساس متين من الأدب العالي ومن القوة الخلقية ,ومن الأيمان العميق,
وكل جملة من جملها
تحمل توجيها قويا ومعاني شريفة
وهي مع هذا كله مثال رائع لنضال صاحب المبدأ ,المؤمن به في عفة قول وصدق حديث وأدب جدال.
وصورة ثالثة يعرضها
القرآن في سبيل ضرب المثل للشباب
انها صورة فتية الكهف
"أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَارَشَداً * فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً"
اعتزال أهل الباطل فلما اعتزلوهم وما يعبدون من دون الله، وهبالله لهم فتحاً مبيناً. وهم قد اعتزلوهم بأرواحهم، قال الله: وَإِذِاعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّااللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْلَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً ]الكهف:16].
_"آمنوا بربهم" تلك أول صفة وصف بها هؤلاء الفتية ,والإيمان بالله قوة دافعة موجهة تملأ القلوب ثقة وقوة وتهدي الى الرشد
_وزادهم الله هدى"وتلك سنته في خلقه "والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم."
_وربط على قلوبهم أي شدها بالعزيمة الصادقة التي لا تتزلزل ,ولا يضعف أصحابها.
_وقد سبق قيامهم قولهم"اذ قاموا فقالوا"أي أنهم فتية عمليون ,وليسوا مجرد قوالين دعائيين
_لاحظوا أن قومهم يتخذون من دون الله آلهة يؤثرونها على الله وقد تكون أوثانا وقد تكون شهوات حقيرة فتركوا بيئتهم المنحرفة وفضلوا عليها سكنى الجبال والكهوف
تلك أوصاف فتية الكهف الذين صور الله لنا أمرهم بهذه الصورة الرائعة من اعتناق القيم والأيمان بالمثل
وصور القرآن الكريم لنا صورتين أخريين متقابلتين أتم التقابل لصنفين من الشباب أحدهما:
الصورة المثالية التي يبتغيها الإسلام للشباب
فتعالوا معي نرى عرض القرآن الكريم البليغ الممتلىء بالإشارات والتوجيهات في كل صورة من هاتين الصورتين
الصورة الأولى
" ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين، أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون"
هذه هي الصورة الأولى :
وصية من الله للأنسان بأسم انسانيته أن يحسن لوالديه إحسانا
وتخصيص الأم بالذكر لأنها أعظم فضلا عليه ,وأشد حاجة إليه و إلى ان تتمتع بحسن المعاملة منه وقد حملته كرها
بعد هذا يبدأ عرض القرآن لصورة الشاب إذا اكتمل وبلغ أشده ووصل إلى ريعان شبابه وهو سن الأربعين
فما شعوره في تلك الحال وماذا يكون سلوكه؟
إنه يعرف أن له ربا ويعرف أنه يعيش في نعمة هذا الرب العظيم
ويتجه إليه بالدعاء الخالص طالبا منه أن يبعثه على شكر نعمته فهو مقر بنعمة الله عليه
وبنعمته على والديه وأن يبعثه كذلك إلى العمل الصالح الذي يرضيه
وأن يصلح له ذريته وأن يكونوا قرة أعين له
وهو مع ذلك كله منيب إلى الله مستمسك به على سبيل الإذعان والتسليم
مثل هذا الصنف هو اللبنات القوية الصالحة التى يقوم عليها المجتمع الصالح وبهم تكون قوة الأمة وعزيمتها ويكون صلاح أمر الإسلام
والصورة الثانية
والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك ءامن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين، أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس ]الأحقاف: 15-18].
شاب متعجرف يظن أنه على شيء من العلم
وأن والديه لا يعلمان ما يعلم فهما في نظره مستمسكان بعقيدة قديمة بالية ,
هي عقيدة البعث ليوم الحساب,
أما هو فمفكر حديث لا يسعه أن يقبل هذا القول,ولا أن يؤمن به,وقد مرت القرون والأجيال قبله
فهل هؤلاء جميعا سيبعثون؟؟
فيلح الأبوان عليه بالنصح ويطلبان منه الإيمان فيتضجر منهما
ويتأفف وهما يستغيثان بالله من جحوده وإنكاره ويناديانه قائلين:ويحك آمن إن وعد الله حق
فيقول مجيبا لهما في سخرية واستهزاء ما هذا إلا اساطير الأولين
مثل هذا الصنف من الشباب هم الذين تبتلى بهم المجتمعات وتشقى بهم الأمم
وليس جحودهم للبعث وإنكارهم لقدرة الله إلا وبالا عليهم وعلى مجتمعهم لأنهم بهذا الإنكار والجحود سيتحللون فلا يعرفون حراما ولا حلالا , ولا خيرا ولا شرا ,
ولا يخشون عاقبة فعلهم وبذلك ينطلق منهم على الأمة جيش إفساد ومنكرات وتتحطم بهم القيم والأخلاقوهذه صورها يضربها القرآن مثلا للشباب
و إننا لنجد في سيرة الرسول وأصحابه مثلا عليا ما أجدرنا أن ندرسها وأن نقيس عليها أمر الشباب فينا ,فقد كان رسول الله مثلا أعلى للفضيلة والهمة والتضحية والجهاد وكان عزيزا أبيّ النفس
فمن شاء أن يجد المثل الأعلى للشباب والقدوة الكريمة التي يقتدي بها
فليلتمس ذلك في سيرة محمد وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين
ليس في سيرة لاعبي الكرة والداعرين والداعرات من أعلام الأمة(زعموا!)فهم أقزام الأمه وسبب الويلات التي نعانيها الآن من فساد لشباب الأمة
ولا حول ولا قوة إلا باللهمنقول | |
|