كان
الفتيان أيام الصحابة رضوان الله عليهم ، وأيام التابعين كذلك ، يتسابقون إلى
الجهاد في سبيل الله عز وجل ، ولم يكن لديهم قلق ، ولا اضطراب ، ولا فراغ أو تمرد
على الكبار ، والأمثلة كثيرة جداً وسينقل الباحث بعضاً منها :
1- عمير بن
أبي وقاص رضي الله عنه :
أخو سعد بن
أبي وقاص رضي الله عنهما ، أسلم قديماً ، ويقول عنه سعد رضي الله عنه : رأيت أخي
عميراً ، قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ، يتوارى فقلت :
مالك يا أخي ؟ قال : إني أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني
فيردني ، وأنا أحب الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة .
قال سعد :
فعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستصغره فرده ، فبكى فأجازه ، فكان سعد
يقول : كنت أعقد حمائل سيفه من صغره ، أي أن قامته قصيرة لذلك يعقد حمائل السيف كي
لا يلامس الأرض عندما يمشي عمير رضي الله عنه
([1]).
وعندما
نشبت معركة بدر الكبرى ، استشهد عمير رضي الله عنه ، قتله أحد فرسان قريش
وصناديدها وهو عمرو بن عبد ود العامري الذي قتله علي رضي الله عنه يوم الخندق .
وعندما يستشهد عمير على يد فارس من قريش يعني ذلك أن عميراً رضي الله عنه كان في
مقدمة الصف يصول ويجول ، حتى اهتم به ذلك الفارس الصنديد فعرج عليه فقتله .
2- سمرة بن
جندب الفزاري رضي الله عنه : قدمت به أمه بعد موت أبيه ، فتزوجها رجل من الأنصار ،
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض غلمان الأنصار ، فمر به غلام فأجازه ، فمر عليه سمرة فرده فقال سمرة : لقد
أجزت هذا ورددتني ولو صارعته لصرعته ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فدونكه
فصارعه ، فصرعه سمرة فأجازه . فلما
استعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيش يوم أحد كان رافع وسمرة رضي الله عنهما
، وغيرهما من فتيان الصحابة يمشون على روزس أصابعهم ، ليظهروا طوالاً فلا يردهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ورد الرسول
صلى الله عليه وسلك رافعاً ،ثم قيل له : إن رافعاً رامي ماهر فأجازه ، وكان قد رد
رسول الله صلى الله عليه وسلم سمرة ، فبكى سمرة وقال لقد أجزت هذا ورددتني ، ولو
صارعته لصرعته ، كما سبق ، فتصارعا فصرع سمرة رافعاً ، فأجازهما رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، ورد ورسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد ، وعبدالله بن
عمر ، وزيد بن ثابت ، والبارء بن عازب ، وعمرو بن حزم ، وأسيد بن ظهير ، ردهم يوم أحد لأنهم صغار دون البلوغ ،
وأجازهم يوم الخندق وهم أبناء خمس عشرة
سنة ونلمح تسابق الفتيان من صحابة رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، واعتبار أبناء الخامسة عشر رجالاً راشدين ، يحملون
السلاح ليذودوا عن حمى العقيدة ووطن العقيدة ، وهذه أشرف أمانة يقوم بها المسلم .
3- أنس بن
مالك رضي الله عنه طفل يدرج في العاشرة من عمره ، مهمته الأساسية خدمة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، يقول أنس :
( أتى علي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان ، فسلم علينا ، فبعثني في
حاجته ، فأبطأت على أمي ، فلما جئت قالت : ما حبسك ؟ قلت : كنت في حاجة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، قالت : ما حاجته ؟ قلت : إنها سر ، قالت : لا تخبرن بسر رسول
الله صلى الله عليه وسلم أحداً ... ) .
( وصار أنس
شيخاً كبيراً ، يقص على أحد تلاميذه ذكرى من ذكريات طفولته ، وقد تحلق حوله تلامذته
الشباب بالبصرة ، وعلى رأسهم ثابت فيقول له : والله لو حدثت به أحداً لحدثتك به يا
ثابت ) أي بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم
([2]) فهل هذا
السلوك الذي يصدر من أنس بن مالك ، وهو في العاشرة من عمره ، حيث يأمنه رسول الله
صلى الله عليه وسلم على سر ، فيحفظه له طوال عمره ، هل هذا يدل على قلق واضطراب مر
بهما أنس بن مالك رضي الله عنه في مرحلة المراهقة ، كما يدعي الغربيون وتلامذتهم
!!؟ .
4- عمرو بن
سلمة : كان يترقب وصول الركبان من المدينة المنورة ـ فيتلقاهم ليسمع منهم ما نزل
من القرآن الكريم ، وكان قوي الحفظ والذاكرة ، وقوي الرغبة والاهتمام بحفظ القرآن
الكريم .
ولما أراد
قومه إماماً يصلي بهم لم يجدوا أكثر منه حفظاً للقرآن الكريم ، وقد سمعوا من رسول
الله صلى الله عليه وسلم (( ... فإذا حضرت
الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآناً ) . فأمهم في الصلاة وهو ابن سبع سنين
، يقول عمرو : ( فاشتروا فقطعوا لي قميصاً ، فما فرحت بشيء فرحتي بذلك القميص ) ،
وبقي عمرو بن سلمة إمام قومه طوال حياته
([3]).
5- أسامة
بن زيد رضي الله عنه : كان عمره ثمان عشرة سنة أو عشرين عندما توفي رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، وقد ولد أسامة رضي الله عنه في بيت مسلم ، لأن أباه رضي الله عنه
كان أول من أسلم من الأرقاء ، وأمه أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي
المحرم من سنة إحدى عشرة للهجرة ، وكان عمره ثمان عشرة سنة أو عشرين ، بعث النبي
صلى الله عليه وسلم بعثاً إلى الشام وأميرهم أسامة بن زيد مولاه ، وأمره أن يوطيء
الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين ، فتكلم المنافقون في إمارته وقالوا :
أمر غلاماً
([4])على جلة من المهاجرين والأنصار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن تطعنوا
في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبل ، وإنه لخليق بالإمارة ، وكان أبوه
خليقاً لها ، وأوعب مع أسامة المهاجرون الأولون ، ومنهم : أبوبكر وعمر وغيرهما رضي
الله عنهم
([5]). ووقف أسامة بالناس عند الجرف ، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبويع
أبوبكر رضي الله عنه ، فقال أسامة لعمر بن الخطاب : ارجع إلى خليفة رسول الله صلى
الله عليه وسلم فاستأذنه ، يأذن لي أن أرجع بالناس ، فإن معي وجوه الناس وحدّهم ،
ولا آمن على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وثقل رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، وأثقال المسلمين أن يتخطفهم المشركون . وقالت الأنصار : فإن أبى إلا أن
نمضي فأبلغه عنه ، واطلب إليه أن يولي أمرنا رجلاً أقدم سناً من أسامة ، فقال
أبوبكر : لو خطفتني الكلاب والذئاب لم أرد قضاءً قضى به رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، قال عمر : فإن الأنصار أمروني أن أبلغك ، وإنهم يطلبون إليك أن تولي أمرهم
رجلاً أقدم سناً من أسامة ، فوثب أبوبكر وكان جالساً ، فأخذ بلحية عمر ، فقال له :
ثكلتك أمك وعدمتك يا ابن الخطاب ! استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأمرني
أن أنزعه ، فخرج عمر إلى الناس فقالوا له : ما صنعت ؟ فقال : امضوا ، ثكلتكم
أمهاتكم ، ما لقيت في سبيلكم من خليفة رسول الله
([6]).
ثم خرج أبوبكر
حتى أتاهم ، فأشخصهم وشيعهم وهو ماش وأسامة راكب ، وعبدالرحمن بن عوف يقود دابة
أبي بكر ، فقال له أسامة : يا خليفة رسول الله ، والله لتركبن أو لأنزلن ، فقال :
والله لا تنزل ووالله لا أركب ! وما عليّ أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعة ، ثم قال
: إن رأيت أن تعينني بعمر فافعل
([7])، فأذن له
([8]) .
فمضى أسامة مغذاً على ذي المروة والوادي ، وانتهى إلى ما أمره به النبي صلى الله
عليه وسلم من بث الخيول في قبائل قضاعة والغارة على آبل ، فسلم وغنم ، وكان فراغه
في أربعين يوماً سوى مقامه ومنقلبه راجعاً
([9]) .
6- ابن
تيمية رحمه الله : كان جده أبو البركات مجد الدين من أئمة المذهب الحنبلي ، وكان والده شهاب الدين عبد الحليم محدثاً
وفقيهاً حنبلياً ، وولد أحمد تقي الدين بن تيمية في هذه الأسرة العلمية والمسلمة
الشهيرة .
ولما بلغ
السابعة من العمر أغار التتار على حران ( مسقط رأسه ) فهاجرت أسرته إلى دمشق ،
فانتهى ابن تيمية الصغير من حفظ القرآن الكريم في وقت مبكر واشتغل بدراسة الفقه
والحديث وعلوم العربية ، وكان يحضر خلال ذلك رغم صغر سنه مجالس التدريس والوعظ عند
والده ، وعند العلماء في حلقهم ، ويشاركهم في المذكرات العلمية التي كانت سبباً
لتوسع عقله وتفتح ذهنه .
ثم بدأ ابن
تيمية بدراسة العلوم باهتمام وعناية ، ورغم صغر سنه لم يكن يتجه إلى الملاعب
والملاهي كما يفعل الأطفال ( والفتيان المراهقون كما يقال ) ، فلم يكن يضيع فيها
وقته ، ولكن كان على ذلك مطلعاً على أمور الحياة والمجتمع . وكان له شغف زائد
بتفسير القرآن فيقول عن نفسه : ( ربما طالعت على الآية الواحدة مائة تفسير ثم اسأل
الله الفهم ... ) .
وما كاد
ابن تيمية يبلغ من العمر ( 22 ) سنة حتى توفي والده رحمه الله ، وحدث فراغ كبير في
مشيخة التدريس بدار الحديث السكرية في دمشق ، ولكن لم يطل على فراغه زمن طويل ،
وخلفه ابنه أحمد تقي الدين ابن تيمية وألقى درسه الأول ، وقد سمعه كبار علماء دمشق
وفضلاؤها ، مثل قاضي القضاة ، وشيخ الشافعية ، ويصفه تلميذه ابن كثير فيقول :
( كان
درساً هائلاً ، وقد كتبه الشيخ تاج الدين الفزاري ( شيخ الشافعية ) بخطه لكثرة فوائده
، ثم جلس أحمد تقي الدين لتفسير القرآن العزيز
([10]).
7- حسن
البنا رحمه الله : ولد في أسرة مسلمة وكان والده مأذوناً محلياً وإماماً ومدرساً
بالمسجد وباحثاً ومؤلفاً لعدة كتب في الحديث ، دخل حسن البنا كتّاب مدرسة الرشاد
الدينية وعمره ثمان سنوات ، ليكمل ما تعلمه من والده ، ، وفي سن الثانية عشرة
التحق حسن البنا بالمدرسة الإعدادية ، وما لبث أن انضم إلى أولى الجمعيات الدينية
العديدة التي التزم بها خلال مراحل تطوره . وفي هذه الفترة المبكرة من حياته شهد
(( حسن البنا )) أول حلقة ذكر على طريقة الإخوان الحصافية ، وانكب على قراءة ما
يقع تحت يده من كتب هذه الطريقة ن كما صار حوارياً لشيخ الطريقة ، وأصبح حسن البنا
في الثالثة عشر من عمره أميناً عاماً للجمعية الحصافية الخيرية ، وفي الرابعة عشر
من عمره شارك مشاركة فعالة في المظاهرات التي تفجرت داخل المدرسة وخارجها أثناء ثورة
(1919م) . وفي الرابعة عشر دخل مدرسة المعلمين الاولية بدمنهور . وفي السادسة عشر
التحق بدار العلوم بالقاهرة ، وقد اعتاد البنا أن يعتز بتجاوزه حدود متطلبات
برامجه الدراسية ، إذ أخذ يقرأ قراءة مستفيضة علاوة على العلوم الدينية كالسيرة
النبوية والتاريخ الإسلامي والجهاد في سبيل الله . ومن الطريف أنه في سن العاشرة
حمل الشرطة على تحطيم تمثال فاضح لامرأة شبه عارية كان معروضاً على أحد القوارب
النهرية .
وخلال إقامته في القاهرة من السادسة عشر وحتى
العشرين من عمره قام ببعض الاتصالات مع أتباع طريقته الحصافية ولكن سرعان ما تبين
له أنها غير مجدية ، ثم التحق بجمعية دينية أخرى هي (( جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية )) وهي جمعية
ثقافية ، وكان يتردد على المكتبة السلفية التي كان يديرها آنذاك محب الدين الخطيب
، كما جالس رشيد رضا محرر مجلة المنار ووارث (( محمد عبده )) ، كما أصبح معجباً
بفريد وجدي وأحمد تيمور باشا ، وفي عامه الأخير بدار العلوم كان فهمه للموقف
ناضجاً ، واتضح ذلك من خلال الموضوع الذي كتبه وقال فيه : ( إن إسعاد الناس
وإرشادهم يتم عن طريق التعليم والإرشاد الذي يقوم على الاختلاط بالناس ) .
ثم عيّن
حسن البنا مدرساً في الإسماعيلية في (19/9/1927م) وعمره آنذاك واحد وعشرون عاماً ،
وفي مارس (1928م) أسس جمعية الإخوان المسلمين وعمره اثنتان وعشرون عاماً
([11]) .
8- ولد أبو
الأعلى المودودي في عام (1903م) في بيت معروف
بالعلم والورع ، وتلقى علومه الابتدائية من والده مثل علوم : اللغة العربية
والقرآن والحديث والفقه واللغة الفارسية ، وحفظ الموطأ للإمام مالك عن ظهر قلب ،
وبلغ من إلمامه باللغة العربية أنه ترجم كتاب قاسم أمين (المرأة الجدية) إلى اللغة
الأردية بأسلوب نال إعجاب الجميع ، وكان عمره آنذاك إحدى عشرة سنة فقط !!؟ ثم
التحق بالمدرسة الثانوية فتخرج منها في عامه الرابع عشر من عمره ، وبعد مرض والده –
رحمه الله – عاش أبو الأعلى في حيدر آباد في عوز مادي شديد ، وكان بيته يبعد عن
دار العلوم خمسة عشر كيلومتراً ، وكان يذهب إليه مشياً على الأقدام صباحاً ويعود
مساء . وكلن لا ينال أحياناً ما يأكله ، ولما أصيب والده بالشلل الشديد ، ترك
المودودي الدراسة وذهب مع والدته إلى ( بهوبال ) ، وقام على خدمة والده ابناً
باراً له إلى أن وافته المنية في عام (1917م) . وعندئذ رحل أبو الاعلى المودودي من
بلد إلى بلد يبحث عن مورد الرزق إلى أن وصل في عام ( 1918م ) إلى مدينة ( بجنور )
بالهند وعمره خمسة عشر عاماً ، ونظراً لطول باعه في الكتابة والترجمة فقد انضم إلى
جريدة ( المدينة ) ثم انتقل إلى جريدة ( تاج ) ، ومن هذه المهنة صار مناصراً لحركة
المحافظة على الخلافة الإسلامية ، كما أنه ألف كتابين أولهما : (( النشاطات التبشيرية
في تركيا )) . وثانيهما : (( مجازر اليونانيين في سمرنا )) ، ولما قررت جمعية العلماء المسلمين في الهند (
التي كانت تضم باكستان يومذاك ) ، قررت إصدار أول جريدة لها باسم ( المسلم ) وقع
اختيارها على الشاب المودودي البالغ من العمر سبع عشرة سنة ليكون أول رئيس تحرير
لها ، وذلك في عام ( 1921م ) ، واستمر في عمله هذا حتى عام ( 1928م ) . وفي هذه
الفترة أصدر كتابين آخرين له هما : (( مصدر قوة المسلم )) و (( الجهاد في الإسلام
))
([12]).
9- ولد عبد
الحميد بن باديس رحمه الله عام ( 1889م ) من عائلة عريقة في الحسب والنسب ، وأتم
حفظ القرآن الكريم وهو في الثالثة عشر من عمره . وقدمه أستاذه لإمامة الناس في
صلاة التراويح في الجامع الكبير بقسنطينة ، وبدا بتلقي العلوم العربية والفقه
والحديث على الشيخ حمدان الونيسي ، فاتجه ابن باديس عندئذ إلى الزيتونة وعمره تسعة
عشر عاماً ، ليدرس هناك ثلاث سنوات ، ثم يمكث سنة للتدريس في الزيتونة ، وقد عرف
ابن باديس بنبوغه ، رغم صغر سنه ، حتى إنه استطاع اختصار مراحل الدراسة المقررة
وهي سبع سنوات إلى ثلاث سنوات فقط في الزيتونة
([13]).
ويرى
الباحث أن معظم أعلام المسلمين كالأئمة الأربعة وأئمة الحديث ، وأئمة الفقه
الآخرين ، والدعاة والعلماء المجاهدين والأدباء والمفكرين المسلمين كابن سينا
والفارابي والحسن بن الهيثم وجابر بن حيان وغيرهم كثير ، كل هؤلاء وغيرهم أيضاً لم
يمروا في فترة مراهقة فيها قلق واضطراب وتمرد كما يزعم بعض علماء النفس الغربي
المعاصر . ونصل من استعراض هذه الأمثلة
إلى أن الطفل الهادئ المتزن ينمو متزناً ، ويحافظ على استقامته قبل البلوغ وبعده ،
ويستثمر شبابه في العلم والتحصيل كما لاحظنا . ومرحلة الطفولة أهم من مرحلة
المراهقة ، فالطفل المسلم الذي ينشأ في البيت المسلم ، يصبح شاباً مسلماً مؤدباً ،
مطيعاً لله ورسوله ، ملتزماً بدينه ولا تجده قلقاً مضطرباً ضائعاً كالشباب المراهق
الذي غزاه القلق والاضطراب منذ الطفولة ، وإن لم يظهر عليه ذلك أثناءها .
108- الإصابة لابن حجر (3-35) .
109 - محمد منير الغضبان ، ص 101 وبعدها بتصرف .
110 - المرجع نفسه ، ص 108 بتصرف .
111 - وهذا يرجح أنه ابن ثمان عشرة سنة أو أقل من ذلك ، لأن الغلام عند
العرب دون العشرين .
112 - الكامل لابن الأثير (2-215)
.
113 - ابن جرير الطبري ، (2-246) .
114 - أي تتركه عندي في المدينة وزيراً يساعدني على الخلافة ، ولينتبه
القارئ إلى أن الخليفة يطلب من أمير جيش عمره ثمان عشرة سنة أن يسمح له بأحد أفراد
الجيش ليبقى عنده .
115 - المرجع نفسه .
116- المرجع نفسه .
117- أبو الحسن الندوي ، ص 92 وما بعدها بتصرف .
118- ريتشارد ميتشل ، ص 67 وما بعدها بتصرف .
119- خليل أحمد الحامدي ، ص 5 وما بعدها بتصرف .
120- مازن مطبقاني ، ص 30 وما بعدها بتصرف .