●
موقف سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مع أمه: لمَّا أسلم سعدٌ
رضي الله عنه وعلمت أمه بخبر إسلامه ثارت
ثائرتها وأقبلت عليه تقول : يا سعد ما هذا الدين الذي اعتنقته فصرفك عن
دين أمك
وأبيك؟ والله لتدعن دينك الجديد أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فيتفطر فؤادك
حزناً عليَّ ويأكلك الندم على فعلتك التي فعلت وتعيرك الناس بها أبدَ
الدهر.
فقال لها سعدٌ رضي الله عنه : لا تفعلي يا أماه فأنا لا أدع ديني لأي
شيءٍ ، لكنها مضت في
وعيدها فاجتنبت الطعام والشراب ومكثت أياماً على ذلك لا تأكل ولا تشرب
فهزل
جسمها ووهن عظمها وخارت قواها ، فجعل سعد رضي الله عنه يأتيها ساعةً بعد
ساعةٍ ويسألها أن تتبلع شيئاً من الطعام أو قليلاً من الشراب فتأبى ذلك
أشد الإباء, وتُقسم ألا
تأكل أو تشرب حتى تموت أو يودِّع سعدٌ رضي الله عنه دينه ، فقال سعد
رضي الله عنه : يا أماه إني على
شديد حبِّي لك لأشدُّ حبّاً لله ورسوله ووالله لو كان لك ألف نفس فخرجت
منك
نفساً بعد نفسٍ ما تركت ديني هذا لشيءٍ ، فلما رأت الجدَّ من سعدٍ رضي
الله عنه أذعنت
للأمر وأكلت وشربت على كرهٍ منها