مغالطة يرددها المسيحيون :
يردد
النصارى دائماً أن الكتاب المقدس كان قد انتشر بملايين النسخ وبلغات العالم المعروف
آنذاك . فكيف سيتم التحريف لكتاب منتشر بين الشعوب وبلغاتها المتعددة وهي متفقة
ومتشابهه على الرغم من كثرتها فلو حرفت ألفاظ النسخ لظهر ذلك في بعض النسخ
؟الجواب : ان تشابه النسخ وتطابقها على الرغم من كثرتها
هو أمر غير مسلم به لوجود الاختلاف في تلك النسخ من ناحية واختلافها في عدد الاسفار
من ناحية أخرى . وكما أثبتنـا أن نسخة الكاثوليك تختلف عن
نسخة البروتستانت في عدد الاسفار حيث تزيد النسخة الكاثوليكية على النسخة
البروتستانتية بسبعة أسفار وأكثر . . . ويطلق على هذه الاسفار السبعة الزائدة أسم (
الأبوكريفا ) مع العلم بأن هذه الاسفار السبعة هي من ضمن
الترجمة السبعينية واللاتينية و قد اكتسبت قانونيتها وصارت مسلمة بين جمهور المسيحيين بعد انعقاد مجمع ( قرطاج Carthage ) سنة 397 م
وبقيت هكذا إلي مدة 1200 عام .ولا ننسى أن مجمع ترنت في القرن الخامس عشر
قد صادق عليها إلي أن ظهرت فرقة البروتستانت في اوائل القرن السادس عشر وأنكرت
قانونية هذه الاسفار وحذفتها من الكتاب المقدس .وبالتالي يحق لنا أن نوجه هذا السؤال إلي
البروتستانت : أليس حذفكم لهذه الاسفار السبعة يدل على أن الكتاب المقدس كان محرفاً تحريفاً بالزيادة طوال
مئات السنين والاجيال حتى وقت ظهوركم وإنكاركم لهذه الاسفار ؟! وهذا يعني ان كتاب الكاثوليك
الموجود الآن محرف بالزيادة . وفي نقطة مهمة أخرى أيها القارىء الكريم
:لقد تبين أن الفقرة السابعة من الاصحاح
الخامس من رسالة يوحنا الأولى والتي جاء فيها : (( فإن الذين يشهدون في السماء هم
ثلاثة ، الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد ))لقد تبين أنها فقرة مزيفة ليست موجودة في الأصول اليونانية المعول عليها أي إنها فقرة
دخيلة ليست من المتن ، وبالفعل لقد تم حذف هذه الفقرة المزيفة من الترجمة الرهبانية
اليسوعية المطبوعة سنة 1986 ، ومن التراجم الكاثوليكية العربية الحديثة وتم حذفها
من الترجمة الفرنسية المسكونية ومن ترجمة ( لوي سيجو ) الفرنسية وتم حذفها من جميع
الترجمات الغربية الحديثة كالترجمة القياسية الانجليزية . . . إلخإلا ان البروتستانت ما زالوا يطبعون هذه
الفقرة ضمن الترجمة العربية للكتاب المقدس وكأن لا شيىء في الأمر ( راجع كتاب
الحياة والكتاب المقدس طبعة دار الكتاب المقدس في مصر . . . ) وبالتالي يحق لنا أن نوجه هذا السؤال
للبروتستانت : ألستم تدعون أن من زاد شيئاً على أسفار
الكتاب المقدس يزيد الله عليه بالضربات والبلايا كما في رؤيا [ 22 : 18 ]
وبناء عليه أليست الفقرة
السابعة من الاصحاح الخامس من رسالة يوحنا قد تبين انها زائدة على الكتاب فلماذا ما
زلتم تدخلونها ضمن طبعات الكتاب المقدس أم إن الضربات والبلايا لا تعني لكم
شيئاً ؟!!وإذا فرضنا جدلاً بأنكم تعتقدون ان ما قامت
به الترجمات الغربية الحديثة كالفرنسية والانجليزية وما قامت به التراجم
الكاثوليكية العربية الحديثة من حذف لهذه الفقرة هو عمل باطل ولا يجب أن يكون
وبالتالي : أليس من أسقط شيئاً من أسفار الكتاب المقدس
يسقط الله نصيبه من شجرة الحياة كما تدعون وكما جاء في رؤيا [ 22 : 19 ] ؟!
فهل سقط نصيب الكاثوليك وكل من قام بحذف هذه
الفقرة من شجرة الحيــاة ؟؟. ونوجه هذا السؤال إلي الكاثوليك الذين حذفوا
الفقرة الواردة في رسالة يوحنا وإلي كل من قام بحذفها من الترجمات السابق ذكرها
:أليس حذفكم لهذه الفقرة من الكتاب المقدس يدل
على أن الكتاب المقدس كان محرفا تحريفاً بالزيادة طوال مئات السنين حتى وقت
اكتشافكم أن هذه الفقرة مزيفة وليست من الاصول المعول عليها وبالتالي قمتم بحذفها ؟
أليس هذا إقرار منكم بأن كتابكم كان محرفاً
بالزيادة ؟ والعجب اننا نجد نسخ منقحة للكتاب المقدس قد
اعيد النظر فيها كنسخة الملك جيمس الجديدة المنقحة و التراجم الغربية الحديثة وقد
تم حذف عدة فقرات مهمة منها، تشكل تعليماً اساسياً في المسيحية كتلك الفقرة الوارد
في رسالة يوحنا الاولى [5 : 7 ] [ وهي الخاصة بصيغة التثليث ] فقد تم حذفها من
النسخ المنقحة ، وهكذا مع فقرات أخرى في الكتاب المقدس .ولا يستطيع أي مسيحي أن ينكر أن هناك مراجعات
مستمرة للكتاب المقدس ونسخة الملك جيمس من الكتاب المقدس والتي تعد في نظرهم أنقى
النسخ وأحسنها وجدوا فيها الكثير من الفقرات الزائدة والاخطاء ولقد كانت نتيجة ذلك
: إصدار الترجمة الانجليزية المراجعة في الاعوام 1881 _ 1885 ، ونظيرتها الترجمة
القياسية الأمريكية في عام 1901 . واستمرت عملية تنقيح التراجم ومراجعتها إلي
أن صدرت الترجمة القياسية المراجعة للكتاب المقدس بعهديه _ القديم والجديد _ في عام
1952 . هذه المراجعات _ ومايتبعها من الحذف والاضافة
_ تثير تساؤلاً حتمياً لدى كل قارىء ليس باستطاعة المسيحي الإجابة عنه وهو :
إذا كان الكتاب المقدس
وحياً إلـهياً من السماء أنزله الرب سبحانه وتعالى فكيف يسمحون لأنفسهم بالحذف منه
والإضافة فيه ومراجعة فقراته بين فترة وأخرى واعادة النظر فيه
؟!!ثم نقول إذا سلمنا جدلاً بتشابه النسخ فإن
ذلك ليس دليلاً على عدم تحريفها وذلك لأحتمال التحريف في
النسخة الأولى الاصلية . ، فاشتهار النسخ لا يمنع وقوع التحريف في الأصل
.أن نسخ الاسفار المقدسة انتشرت في القرن
الرابع وصعب التحريف اللفظي من بعدئذ ، والتوراة حرفت في بابل سنة 586 ق . م
والأناجيل حرفت سنة 325 م .يقول الأستاذ محمد رشيد رضا حول هذا الموضوع
: (( المسلمون لا يقولون
أن هذه الكتب سماوية منقولة نقلاً صحيحاً ، وأن اليهود والنصارى غيروها بعد ما
انتشروا في الشرق والغرب ونقلها كل قوم دخلوا في اليهودية أو النصرانية إلي لغتهم ،
وإنما البحث في أصلها وكاتبيها في أول الأمر ، ومن تلقاها عنهم قبل ذلك الانتشار
العظيم ، وهذا هو المشكل )) ومن الأمور المعترف بها عند اليهود و
النصارى هي ضياع المخطوطات الأصلية التي صدرت عن يد المؤلف الاصلي فلا توجد نسخة
واحدة الآن مكتوبة بالنص الأصلي والنسخ الموجودة الآن ما هي إلا ترجمات ، يقول
الاستاذ : جاك كاترول في كتابه سلطان الكتاب المقدس ص 39 : ( يحسن بنا أن نقول أن
المخطوطات الأصلية غير متواجدة ) وأن هذه الترجمات ليست واحدة وليست منضبطة تماماً
، بل فيها زيادة ونقصان .
عزيزي المتصفح
:
ان معظم اسفار الكتاب المقدس لا يعلم النصارى متى كتبت ومن هو
كاتبها ، وإليك الأمثلة على ذلك : | <table border="1" cellpadding="7" cellspacing="1" width="516">
<tr> <td valign="top" width="117">اسم السفر </td> <td valign="top" width="357">الكاتب </td></tr> <tr> <td valign="top" width="117">سفر يونان </td> <td valign="top" width="357">غير معروف</td></tr> <tr> <td valign="top" width="117">أخبار الأيام الأول</td> <td valign="top" width="357">المؤلف مجهول، ولكن ربما جمعه وحرره عزرا.</td></tr> <tr> <td valign="top" width="117">أخبار الأيام الثاني</td> <td valign="top" width="357">المؤلف مجهول، ولكن ربما جمعه وحرره عزرا.</td></tr> <tr> <td valign="top" width="117">خاتمة سفر يشوع</td> <td valign="top" width="357">غير معروف </td></tr> <tr> <td valign="top" width="117">القضاة </td> <td valign="top" width="357">غير معروف ( ربما كتبه صموئيل ) </td></tr> <tr> <td valign="top" width="117">صموئيل الأول </td> <td valign="top" width="357">غير معروف ( ربما كتبه صموئيل ) </td></tr> <tr> <td valign="top" width="117">صموئيل الثاني </td> <td valign="top" width="357">غير معروف </td></tr> <tr> <td valign="top" width="117">سفر الملوك الأول</td> <td valign="top" width="357">غير معروف</td></tr> <tr> <td valign="top" width="117">سفر الملوك الثاني</td> <td valign="top" width="357">غير معروف</td></tr> <tr> <td valign="top" width="117">سفر أستير</td> <td valign="top" width="357">غير معروف</td></tr> <tr> <td valign="top" width="117">سفر أيوب</td> <td valign="top" width="357">يحتمل أن يكون أيوب ، ويرى البعض أنه موسى أو سليمان أو أليهو</td></tr> <tr> <td valign="top" width="117">المزامير</td> <td valign="top" width="357">كتب داود 37 مزموراً ، وكتب آساف 12 مزموراً ، وأبناء قورح 9 مزامير ، وكتب سليمان مزمورين ، وهناك 51 مزموراً لا يعرف كاتبها .</td></tr> <tr> <td valign="top" width="117">سفر راعوث</td> <td valign="top" width="357">غير معروف</td></tr> <tr> <td valign="top" width="117">سفر أشعياء </td> <td valign="top" width="357">ينسب معظمه إلى أشعيا، ولكن بعضه من المحتمل كتبه آخرون.</td></tr> <tr> <td valign="top" width="117">سفر حبقوق </td> <td valign="top" width="357">لا يعرف شيء عن مكان أو زمان ولادته.</td></tr> <tr> <td valign="top" width="117">سفر الأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد</td> <td valign="top" width="357">المؤلف مجهول، ولكنها عادة تنسب إلى سليمان</td></tr> <tr> <td valign="top" width="117">سفر عزرا</td> <td valign="top" width="357">من المحتمل أن عزرا كتبه أو حرره.</td></tr></table> | |
هذا ولا يعلم النصارى متى تمت كتابة هذه
الاسفار بالتحديد ( التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ) .فنحن لسنا بصدد القبض على من قام أو قاموا
بالتحريف ، و لا يهمنا معرفة زمان أو مكان وقوع التحريف ، بالضبط كما هم لا يعرفون
من هو الذي قام بكتابة هذه الأسفار ، ومتى تمت الكتابة بالتحديد . ولكن ما هو الشيء المهم في هذا الصدد ؟
ان الشيء المهم في هذا
الصدد هو بيان وقوع التحريف والعثور على أمثلة توضح بما لا يدع مجالاً للشك وقوع
هذا التحريف ، وهذا هو ما أثبته الباحثين المنصفين الذين درسوا الكتاب المقدس
ووجدوا فيه ما وجدوا من أمور تجافي وحي السماء ، وأخطاء و تناقضات لا تقع إلا في
كلام البشر.
أي توراة منها كلمة الله ؟ان اليهود والنصارى بين أيديهم ثلاث نسخ مشهورة
من التوراة ، وهي التي تتفرع عنها جميع النسخ والترجمات الأخرى وهي
:
1 _ النسخة العبرية : وهي المقبولة والمعتبرة
لدى اليهود وجمهور علماء البروتستانت وهي مأخوذة من النسخة الماسورية وما ترجم عنها
.
2 _ النسخة اليونانية : وهي المعتبرة عند
النصارى الكاثوليك ، والارثوذكس وهي التي تسمى السبعينية وما ترجم عنها
.
3 _ النسخة السامرية : وهي المعتبرة والمقبولة
لدى السامريين من اليهود .
وإذا عقدنا مقارنة بين النسخ الثلاث ، وجدنا
بينها تبايناً شديداً فيه دلالة واضحة على التحريف ، ومن الامثلة على ذلك
:
أولاً :
الاختلاف في عدد الأسفار :
بين النسخ الثلاث اختلاف كبير في عدد الأسفار
وذلك أن النسخة العبرية عدد أسفارها تسعة وثلاثين سفراً وما عدا ذلك لا يعتبرونه
مقدساً .
أما النسخة اليونانية : فهي تزيد سبعة أسفار عن
النسخة العبرية ويعتبرها الكاثوليك والارثوذكس قانونية ومقدسة . أما النسخة
السامرية : فلا تضم إلا أسفار موسى الخمسة فقط وقد يضمون إليها سفر يوشع فقط وما
عداه فلا يعترفون به ولا يعدونه مقدساً .
فهذا الاختلاف الهائل بين النسخ لكتاب واحد
والكل يزعم أنه موحى به من عند الله ، ويدعى أن كتابه هو الكتاب الحق وما عداه باطل
، ففي ذلك دليل على التحريف من قبل المتقدمين ، وأن المتأخرين استلموا ما وصل إليهم
بدون نظر في ثبوته أو عدم ثبوته ، أو أن المتأخرين وصلتهم كتب عديدة ومتنوعة
فأدخلوا ما رأوا أنه مناسب وذو دلالات مهمة ، وحذفوا ما رأوا عدم تناسبه مع ما
يعتقدون ، أو يرون ، بدون أن يكون لهم دليل صحيح على إضافة ما أضافوا من الاسفار أو
حذف ما حذفوا منها .