أخبرنا أبو القاسم بن أبي نصر الخزامي قال: حدثنا
محمد بن عبد الله بن حمدويه قال: أخبرنا أبو بكر بن دارم الحافظ قال:
حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن
عبد الله الأسدي قال: حدثنا سفيان عن الأعمش عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس قال: مرض أبو طالب فجاءت قريش وجاء النبي صلى الله عليه
وسلم وعند رأس أبي طالب مجلس رجل فقام أبو جهل كي يمنعه من ذلك فشكوه إلى
أبي طالب فقال: يا ابن أخي ما تريد من قومك قال: يا عم إنما أريد منهم
كلمة تذل لهم بها العرب وتؤدي إليهم الجزية بها العجم قال: كلمة واحدة
قال ما هي قال: لا إله إلا الله فقالوا: أجعل الآلهة إلهاً واحداً قال
فنزل فيهم القرآن {ص وَالقُرآَنِ ذي الذِّكرِ بَل
الَّذينَ كَفَروا في عِزَّةٍ وَشِقاقِ} حتى بلغ {إِن
هَذا إِلّا اِختِلاقٌ}.
قال المفسرون: لما أسلم عمر بن الخطاب شق ذلك على
قريش وفرح المؤمنون قال الوليد بن المغيرة لهلاص قريش وهم الصناديد
والأشراف: امشوا إلى أبي طالب فأتوه فقالوا له: أنت شيخنا وكبيرنا قد
علمت ما فعل هؤلاء السفهاء وإنا أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك فأرسل
أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه فقال: يا ابن أخي هؤلاء
قومك يسألونك ذا السؤال فلا تمل كل الميل على قومك قال: وماذا يسألوني
قالوا: ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم فقال أبو
جهل: لله أبوك لنعطينكها وعشر أمثالها فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
قولوا لا إله إلا الله فنفروا من ذلك فقاموا فقالوا {أَجَعَلَ
الآَلِهَةَ إِلَهاً واحِداً} كيف يسع الخلق كلهم إله واحد فأنزل
الله تعالى فيهم هذه الآيات {كَذَّبت قَبلَهُم
قَومُ نُوحٍ}.