قوله تعالى {وَما كُنتُم
تَستَتِرونَ أَن يَشهَدَ عَلَيكُم سَمعَُكُم} الآية.
أخبرنا الأستاذ أبو منصور البغدادي قال: أخبرنا
إسماعيل بن نجيد قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن سعد قال: أخبرنا أمية
بن بسطام قال: أخبرنا يزيد بن زريع قال: أخبرنا روح بن القاسم عن منصور
عن مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود في هذه الآية {وَما
كُنتُم تَستَتِرونَ أَن يَشهَدَ عَلَيكُم سَمعُكُم وَلا أَبصارُكُم}
الآية.
قال: كان رجلان من ثقيف وختن لهما من قريش أو رجلان
من قريش وختن لهما من ثقيف في بيت فقال بعضهم: أترون لله يسمع نجوانا أو
حديثنا فقال بعضهم: قد سمع بعضه ولم يسمع بعضه فقالوا: لئن كان يسمع
بعضه لقد سمع كله فنزلت هذه الآية {وَما كُنتُم
تَستَتِرونَ أَن يَشهَدَ عَلَيكُم} الآية.
رواه البخاري عن الحميدي ورواه أخبرنا محمد بن عبد
الرحمن الفقيه قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الحيري قال: أخبرنا
أحمد بن علي بن المثنى قال: أخبرنا أبو خيثمة قال: أخبرنا محمد بن حازم
قال: أخبرنا الأعمش عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: كنت
مستتراً بأستار الكعبة فجاء ثلاثة أنفار كثير شحم بطونهم قليل فقه قلوبهم
قرشي وختناه ثقفيان أو ثقفي وختناه قرشيان فتكلموا بكلام لم أفهمه فقال
بعضهم: أترون الله سمع كلامنا هذا فقال الآخر إذا رفعنا أصواتنا سمع وإذا
لم نرفع لم يسمع.
وقال الآخر: إن سمع منه شيئاً سمعه كله.
قال: فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزل عليه
{وَما كُنتُم تَستَتِرونَ أَن يَشهَدَ عَلَيكُم
سَمعُكُم وَلا أَبصارُكُم وَلا جُلودُكُم} إلى قوله تعالى {فَأَصبَحتُم
مِن الخاسِرينَ}.
قوله عز وجل {إِنَّ الَّذينَ
قالوا رَبُّنا اللهُ ثُمَّ اِستَقاموا} الآية.
قال عطاء عن ابن عباس: نزلت هذه الآية في أبي بكر رضي
الله عنه وذلك أن المشركين قالوا: ربنا الله والملائكة بناته وهؤلاء
شفعاؤنا عند الله فلم يستقيموا وقالت اليهود: ربنا الله وعزير ابنه ومحمد
عليه الصلاة والسلام ليس بنبي فلم يستقيموا وقال أبو بكر رضي الله عنه:
ربنا الله وحده لا شريك له ومحمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله
واستقام.