منتديات زمن العزه الجديده
مرحبا بكم فى منتديات زمن العزه
منتديات زمن العزه الجديده
مرحبا بكم فى منتديات زمن العزه
منتديات زمن العزه الجديده
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات زمن العزه الجديده

منتديات اسلاميه ثقافيه تعنى بنشر الثقافه الدينيه الصحيحه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة الكهف من 54 الى اخر السوره

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ebrehim
مدير
ebrehim


عدد المساهمات : 2239
تاريخ التسجيل : 19/10/2011

سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Empty
مُساهمةموضوع: سورة الكهف من 54 الى اخر السوره   سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyالأحد 13 نوفمبر 2011, 15:16

إرسال
الرسل لهداية الخلق، وحال المعرضين عن الإيمان وتأخير العذاب رحمة من الله
تعالى


{وَلَقَدْ
صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنسَانُ
أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً(54)وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمْ
الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ
أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ قُبُلاً(55)وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا
مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ
لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا(56)
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا
قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ
وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا
إِذًا أَبَدًا(57)وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا
كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمْ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ
دُونِهِ مَوْئِلاً(58)وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا
وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا(59)}




{وَلَقَدْ
صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ
}
أي
بيّنا في هذا القرآن الأمثال وكرَّرنا الحجج والمواعظ {وَكَانَ
الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً
}
أي
وطبيعة الإِنسان الجدلُ والخصومة لا ينيب لحق ولا ينزجر لموعظة {وَمَا
مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمْ الْهُدَى
}
أي
ما منع الناسَ من الإِيمان حين جاءهم الهُدى من الله {وَيَسْتَغْفِرُوا
رَبَّهُمْ
}
أي
ومن الاستغفار من الذنوب والآثام{إِلا
أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ
}
أي
إلا انتظارهم أن تأتيهم سنة الأولين وهي الإِهلاك {أَوْ
يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ قُبُلاً
}
أي
يأتيهم عذاب الله عياناً ومقابلة ومعنى الآية أنه ما منعهم من الإِيمان والاستغفار
إلا طلبهم أن يشاهدوا العذاب الذي وُعدوا به عياناً ومواجهة كقولهم{فأمطر
علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذابٍ أليم
}
{وَمَا
نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ
}أي ما نرسل الرسل إلا لغرض التبشير والإِنذار لا للإِهلاك والدمار، مبشرين لأهل
الإِيمان ومنذرين لأهل العصيان {وَيُجَادِلُ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ
}
أي
ومع وضوح الحق يجادل الكفار بالباطل ليغلبوا به الحق ويبطلوه فهم حين يطلبون
الخوارق ويستعجلون العذاب لا يريدون الإِيمان وإِنما يستهزئون ويسخرون
{وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا}
أي
اتخذوا القرآن وما خُوّفوا به من العذاب سخرية واستهزاءً {وَمَنْ أَظْلَمُ
مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا
}
أي
لا أحد أظلمُ ممن وُعظ بآيات الله البينة، وحججه الساطعة، فتعامى عنها وتناساها ولم
يُلقِ لها بالاً {وَنَسِيَ
مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ
}
أي
نسي ما عمله من الجرائم الشنيعة، والأفعال القبيحة، ولم يتفكر في عاقبتها
{إِنَّا
جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ
}
أي
جعلنا على قلوبهم أغطية تحول دون فقه هذا القرآن وإدراك أسراره، والانتفاع بما فيه
من المواعظ والأحكام {وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا}
أي
وفي آذانهم صمماً معنوياً يمنعهم أن يسمعوه سماع تفهم وانتفاع {وَإِنْ
تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا
}
أي
وإن دعوتهم إلى الإِيمان والقرآن فلن يستجيبوا لك أبداً لأنهم لا يفقهون ولا
يسمعون، فللهدى قلوبٌ متفتحة مستعدة لقبول الإِيمان وهؤلاء كالأنعام {وَرَبُّكَ
الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ
}
أي
وربك يا محمد واسع المغفرة عظيم الرحمة بالعباد مع تقصيرهم وعصيانهم {لَوْ
يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمْ الْعَذَابَ
}
أي
لو يعاقبهم بما اقترفوا من المعاصي والإِجرام لعجَّل لهم عذاب الدنيا، ولكنه تعالى
يمهلهم ويؤخر عنهم العذاب الذي يستعجلونه به رحمةً بهم، وقد جرت سنته بأن يمهل
الظالم ولكن لا يهمله {بَلْ
لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً
}
أي لهم موعد آخر في القيامة يرون فيه الأهوال لن يجدوا لهم فيه ملجأ ولا منجى
{وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا}
أي
تلك هي أخبار الأمم السالفة والقرون الخالية كقوم هود وصالح ولوط وشعيب أهلكناهم
حين ظلموا {وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا}أي جعلنا لهلاكهم
وقتاً محدَّداً معلوماً، أفلا يعتبر هؤلاء المكذبون المعاندون؟ والآية وعيد وتهديد
لكفار قريش، قال ابن كثير: والمعنى احذروا أيها المشركون أن يصيبكم ما
أصابهم فقد كذبتم أعظم نبيٍّ وأشرف رسول، لستم بأعزَّ علينا منهم فخافوا عذابي
ونّذري.


قصة
موسى عليه السلام مع الخَضِر


{وَإِذْ
قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ
أَمْضِيَ حُقُبًا(60)فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا
فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا(61)فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ
آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا(62)قَالَ
أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا
أَنْسَانِيه إِلا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ
عَجَبًا(63)قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا
قَصَصًا(64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا
وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا(65)قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى
أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا(66)قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ
مَعِي صَبْرًا(67)وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا(68)قَالَ
سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا(69)قَالَ
فَإِنْ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ
ذِكْرًا(70)فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ
أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا(71)قَالَ أَلَمْ
أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا(72)قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا
نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا(73)فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا
لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ
لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا(74)قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ
تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا(75)قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا
تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا(76) فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا
أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا
فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ
لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا(77)قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ
سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(78)أَمَّا
السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ
أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ
غَصْبًا(79)وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ
يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا(80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا
خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا(81)وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ
لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا وَكَانَ
أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا
وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي
ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(82)}


المنَــاسَبَة:


لما
ضرب تعالى المثل في قصة صاحب الجنتين، وضرب المثل للحياة الدنيا وما فيها من نعيم
خادع ومتاع زائل، نبَّه تعالى إلى الغاية من ذكر هذه الأمثال وهي "العظةُ
والاعتبار" ثم ذكر القصة الثالثة "قصة موسى مع الخضر" وما فيها من أمور غيبيَّة
عجيبة.



{وَإِذْ
قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ
الْبَحْرَيْنِ
}
هذه
هي القصة الثالثة في هذه السورة الكريمة والمعنى اذكر حين قال موسى الكليم لفتاه
"يوشع بن نون" لا أزال أسير وأتابع السير حتى أصل إلى ملتقى بحر فارس وبحر الروم
مما يلي جهة المشرق وهو مجمع البحرين {أَوْ
أَمْضِيَ حُقُبًا
}
أي
أسير زماناً إلى أن أبلغ ذلك المكان {فَلَمَّا
بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا
}
أي
فلما بلغ موسى وفتاه مجمع البحرين نسي "يوشع" أن يخبر موسى بأمر الحوت وما شاهده
منه من الأمر العجيب، روي أن الله تعالى أوحى إلى موسى أن يأخذ معه حوتاً فيجعله في
مِكْتل فحيثما فقد الحوت فهناك الرجل الصالح {فَاتَّخَذَ
سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا
}
أي
اتخذ الحوت سبيله في البحر مسلكاً، قال المفسرون: كان الحوت مشوياً فخرج من
المِكْتل ودخل في البحر وأمسك الله جرية الماء على الحوت فصار كالطاق عليه وجمد
الماء حوله وكان ذلك آيةً من ءايات
الله
الباهرة لموسى عليه السلام {فَلَمَّا
جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا
}
أي
فلما قطعا ذلك المكان وهو مجمع البحرين الذي جُعل موعداً للملاقاة قال موسى لفتاه
أعطنا طعام الغداء {لَقَدْ
لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا
}
أي
لقينا في هذا السفر العناء والتعب، وكان قد سار ليلة وجزءاً من النهار بعد أن جاوز
الصخرة {قَالَ
أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ
الْحُوتَ
}
أي
قال الفتى "يوشع بن نون" حين طلب موسى منه الحوت للغداء أرأيت حين التجأنا إلى
الصخرة التي نمت عندها ماذا حدث من الأمر العجيب؟ لقد خرج الحوتُ من المكتل ودخل
البحر وأصبح عليه مثل الكوة وقد نسيتُ أن أذكر لك ذلك حين استيقظتَ {وَمَا
أَنْسَانِيه إِلا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ
}
أي
وقد أنساني الشيطان أن أخبرك عن قصته الغريبة {وَاتَّخَذَ
سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا
}
أي
واتخذ الحوتُ طريقه في البحر وكان أمره عجباً، يتعجب الفتى من أمره لأنه كان حوتاً
مشوياً فدبَّت فيه الحياة ودخل البحر {قَالَ
ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ
}
أي
قال موسى هذا الذي نطلبه ونريده لأنه علامة على غرضنا وهو لُقْيا الرجل الصالح
فارتدا على آثارهما قَصَصاً أي رجعا في طريقهما الذي جاءا منه يتتبعان أثرهما الأول
لئلا يخرجا عن الطريق {فَوَجَدَا
عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا
}
أي
وجدا الخضر عليه السلام عند الصخرة التي فقد عندها الحوت، وفي الحديث أن موسى وجد
الخضر مسجَّى بثوبه مستلقياً على الأرض، فقال له: السلام عليك، فرفع رأسه، وقال:
وأنّى بأرضك السلام؟ {آتَيْنَاهُ
رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا
}
أي وهبناه نعمة عظيمة وفضلاً كبيراً وهي الكرامات التي أظهرها الله على يديه
{وَعَلَّمْنَاهُ
مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا
}
أي
علماً خاصاً بنا لا يُعلم إلا بتوفيقنا وهو علم الغيوب، قال العلماء: هذا
العلم الرباني ثمرة الإِخلاص والتقوى ويسمى "العلم اللدُنِّي" يورثه الله لمن أخلص
العبودية له، ولا ينال بالكسب والمشقة وإِنما هو هبة الرحمن لمن خصَّه الله بالقرب
والولاية والكرامة {قَالَ
لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ
رُشْدًا
}
أي
هل تأذن لي في مرافقتك لأقتبس من علمك ما يرشدني في حياتي؟ قال المفسرون:
هذه مخاطبة فيها ملاطفة وتواضع من نبي الله الكريم وكذلك ينبغي أن يكون الإِنسان مع
من يريد أن يتعلم منه {قَالَ
إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا
}
أي
قال الخضر: إنك لا تستطيع الصبر على ما ترى، قال ابن عباس: لن تصبر
على صنعي لأني علمتُ من غيب علم ربي {وَكَيْفَ
تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا
}
أي
كيف تصبر على أمرٍ ظاهره منكرٌ وأنت لا تعلم باطنه؟ {قَالَ
سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ
أَمْرًا
}
أي
قال موسى ستراني صابراً ولا أعصي أمرك إن شاء الله {قَالَ فَإِنْ اتَّبَعْتَنِي
فَلا تسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا
}
شرط
عليه قبل بدء الرحلة ألا يسأله ولا يستفسر عن شيء من تصرفاته حتى يكشف له سرها،
فقبل موسى شرطه رعايةً لأدب المتعلم مع العالم، والمعنى لا تسألني عن شيء مما أفعله
حتى أبيّنه لك بنفسي {فَانطَلَقَا
حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا
}
أي
انطلق موسى والخضر يمشيان على ساحل البحر حتى مرت بهما سفينة فعرفوا الخضر فحملوهما
بدون أجر فلما ركبا السفينة عمد الخضر إلى فأس فقلع لوحاً من ألواح السفينة بعد أن
أصبحت في لجة البحر {قَالَ
أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا
}
أي
قال له موسى مستنكراً: أخرقت السفينة لتغرق الركاب؟ {لَقَدْ
جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا
}
أي
فعلت شيئاً عظيماً هائلاً، يروى أن موسى لما رأى ذلك أخذ ثوبه فجعله مكان الخرق ثم
قال للخضر: قومٌ حملونا بغير أجرٍ عمدتَ إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهل السفينة لقد
فعلت أمراً منكراً عظيماً!! {قَالَ
أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا
}
أي
ألم أخبرك من أول الأمر أنك لا تصبر على ما ترى من صنيعي؟ ذكَّره بلطفٍ في مخالفته
الشرط {قَالَ
لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ
}
أي
لا تؤاخذني بمخالفتي الشرط ونسياني العهد {وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي
عُسْرًا
}
أي
لا تكلفني مشقةً في صحبتي إياك وعاملني باليُسر لا بالعُسر {فَانطَلَقَا
حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ
}
أي
فقبل عذره، وانطلقا بعد نزولهما من السفينة يمشيان فمرَّا بغلمانٍ يلعبون وفيهم
غلام وضيء الوجه جميل الصورة فأمسكه الخضر واقتلع رأسه بيده ثم رماه في الأرض
{قَالَ
أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ
}
أي
قال موسى: أقتلت نفساً طاهرةً لم ترتكب جرماً ولم تقتل نفساً حتى تُقتل به
{لَقَدْ
جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا
}
أي
فعلت شيئاً منكراً عظيماً لا يمكن السكوت عنه ..لم يكن موسى ناسياً في هذه المرة
ولا غافلاً ولكنه قاصدٌ أن يُنكر المنكر الذي لا يصبر على وقوعه بالرغم من تذكره
لوعده، وقال هنا {نُكراً}
أي
منكراً فظيعاً وهو أبلغ من قوله {إمْراً}
في
الآية السابقة، ذكر القرطبي أن موسى عليه السلام لما قال للخضر {أقتلتَ
نفساً زكيَّة
}
غضب
واقتلع كتف الصبي الأيسر وقشر اللحم عنه فإذا مكتوب في عظم كتفه كافرٌ لا يؤمن
بالله أبداً.


{قَالَ
أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا
}
أي
ألم أقل لك أنتَ على التعيين والتحديد لن تستطيع الصبر على ما ترى مني؟ قال
المفسرون
: وقَّره في الأول فلم يواجهه بكاف الخطاب فلما خالف في الثاني واجهه
بقوله {لك}
لعدم
العذر هنا، ويعود موسى لنفسه ويجد أنه خالف وعده مرتين، فيندفع ويقطع على نفسه
الطريق ويجعلها آخر فرصةٍ أمامه {قَالَ
إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي
}
أي
إن أنكرت عليك بعد هذه المرة واعترضتُ على ما يصدر منك فلا تصحبني معك {قَدْ
بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا
}
أي
قد أعذرت إليَّ في ترك مصاحبتي فأنت معذورٌ عندي لمخالفتي لك ثلاث مرات
{فَانطَلَقَا
حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ
يُضَيِّفُوهُمَا
}
أي
مشيا حتى وصلا إلى قرية، قال ابن عباس: هي انطاكية فطلبا طعاماً وكان أهلها
لئاماً لا يطعمون جائعاً، ولا يستضيفون ضيفاً، فامتنعوا عن إضافتهما أو إطعامهما
{فَوَجَدَا
فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ
}أي وجداً حائطاً مائلاً يوشك أن يسقط ويقع {فَأَقَامَهُ}أي مسحه الخضر بيده فاستقام، وقيل إنه هدمه ثم بناه في القرية كلاهما مرويٌ عن
ابن عباس{قَالَ
لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا
}
أي
قال له موسى لو أخذت منهم أجراً نستعين به على شراء الطعام!! أنكر عليه موسى صنيع
المعروف مع غير أهله، روي أن موسى قال للخضر: قومٌ استطعمناهم فلم يطعمونا،
وضِفناهم فلم يضيّفونا، ثم قعدت تبني لهم الجدار لو شئتَ لاتخذت عليه أجراً!
{قَالَ
هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ
}
أي
قال الخضر: هذا وقت الفراق بيننا حسب قولك {سَأُنَبِّئُكَ
بِتأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا
}
أي
سأخبرك بحكمة هذه المسائل الثلاث التي أنكرتها عليَّ ولم تستطع عليها، وفي الحديث
(رحم الله أخي موسى لوددت أنه صبر حتى يقص الله علينا من أمرهما ولو لبث مع صاحبه
لأبصر العجب) {أَمَّا
السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ
}
هذا
بيانٌ وتفصيل للأحداث العجيبة التي رآها موسى ولم يطق لها صبراً، والمعنى أما
السفينة التي خرقتها فكانت لأناس ضعفاء لا يقدرون على مدافعة الظَّلمة يشتغلون بها
في البحر بقصد التكسب{فَأَرَدْتُ
أَنْ أَعِيبَهَا
}
أي
أردتُ بخرقها أن أجعلها معيبة لئلا يغتصبها الملك الظالم {وَكَانَ
وَرَاءهُمْ مَلِكٌ
}أي كان أمامهم ملك كافر ظالمٌ {يَأْخُذُ
كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا
}
أي
يغتصب كل سفينة صالحة لا عيب فيها{وَأَمَّا
الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ
}أي وأما الغلام الذي قتلتُه فكان كافراً فاجراً وكان أبواه مؤمنين، وفي الحديث
(إن الغلام الذي قتله الخضر طُبع كافراً، ولو عاش لأرهق أبويه طغياناً وكفراً)
{فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا}
أي
فخفنا أن يحملهما حبُّه على اتَباعه في الكفر والضلال {فَأَرَدْنَا
أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ
رُحْمًا
}
أي
فأردنا بقتله أن يرزقهما الله ولداً صالحاً خيراً من ذلك الكافر وأقربَ براً ورحمة
بوالديه {وَأَمَّا
الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ
كَنزٌ لَهُمَا
}
أي
وأما الجدار الذي بنيتُه دون أجر والذي يوشك أن يسقط فقد خبئ تحته كنزٌ من ذهب وفضة
لغلامين يتيمين {وَكَانَ
أَبُوهُمَا صَالِحًا
}
أي
وكان والدهما صالحاً تقياً فحفظ الله لهما الكنز لصلاح الوالد، قال
المفسرون
: إن صلاح الآباء ينفع الأبناء، وتقوى الأصول تنفع الفروع{فَأَرَادَ
رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً
مِنْرَبِّكَ
}أي فأراد الله بهذا الصنيع أن يكبرا ويشتد عودهما ويستخرجا كنزهما من تحت
الجدار
{رحمة
من ربك
}
أي
رحمةً من الله بهما لصلاح أبيهما{وَمَا
فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي
}
أي
ما فعلتُ ما رأيتَ من خرْقِ السفينة، وقتل الغلام، وإِقامة الجدار عن رأيي
واجتهادي، بل فعلته بأمر الله وإِلهامه {ذَلِكَ
تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا
}
أي
ذلك تفسير الأمور التي لم تستطع الصبر عليها وعارضت فيها قبل أن أخبرك
عنها.



قصة
ذي القرنين و يأجوج ومأجوج


{وَيَسْأَلُونَكَ
عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا(83)إِنَّا
مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا(84)فَأَتْبَعَ
سَبَبًا(85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ
حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ
تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا(86)قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ
فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا
نُكْرًا(87)وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى
وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا(88)ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا(89)حَتَّى
إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ
لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا(90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ
خُبْرًا(91)ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا(92)حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ
وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا(93)قَالُوا يَا
ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ
نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا(94)قَالَ
مَا مَكَّنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا(95)آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ
الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ
عَلَيْهِ قِطْرًا(96)فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ
نَقْبًا(97)قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ
دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا(98)وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ
يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا(99)}


المنَــاسَبَة


لما
ذكر تعالى قصة الخضر أعقبها بقصة ذي القرنين ورحلاته الثلاث إلى الغرب، والشرق،
وإلى السَّدين، وبناؤه للسدّ في وجه "يأجوج ومأجوج" وهي القصة الرابعة من القصص
المذكورة في هذه السورة، وجميعها ترتبط بالعقيدة والإِيمان، وهو الهدف الأصيل
للسورة الكريمة.


سَبَبُ
النّزول:


أ-
قال قتادة:
إن
اليهود سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين فأنزل الله {وَيَسْأَلُونَكَ
عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ..
}
الآية.


ب-
قال مجاهد:
جاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله: إني أتصدق، وأصلُ الرحم، ولا
أصنع ذلك إلا لله تعالى، فيُذكر ذلك مني وأُحمد عليه فيسرني ذلك وأُعجب به، فسكت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئاً فأنزل الله {فَمَنْ
كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ
بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
}
.



{وَيَسْأَلُونَكَ
عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ
}
أي
يسألك اليهود يا محمد عن ذي القرنين ما شأنه؟ وما قصته؟ {قُلْ
سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا
}
أي
قل لهم سأقص عليكم من نبأه وخبره قرآناً ووحياً {إِنَّا
مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ
سَبَبًا
}
أي
يسرنا له أسباب الملك والسلطان والفتح والعمران، وأعطيناه كل ما يحتاج إليه للوصول
إلى غرضه من أسباب العلم والقدرة والتصرف، قال المفسرون: ذو القرنين هو
"الاسكندر اليوناني" ملكَ المشرق والمغرب فسمي ذا القرنين، وكان ملكاً مؤمناً مكَّن
الله له في الأرض فعدل في حكمه وأصلح، وكان في الفترة بين عيسى ومحمد صلوات الله
عليهما، روي أن الذين ملكوا الأرض أربعة: مؤمنان وكافران، أما المؤمنان فسليمان وذو
القرنين، وأما الكافران فنمرود وبختنصر {فَأَتْبَعَ سَبَبًا}
أي
سلك طريقه الذي يسره الله له وسار جهة المغرب{حَتَّى
إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ}
أي
وصل المغرب{وَجَدَهَا
تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ
}
أي
وجد الشمس تغرب في ماء وطين - حسب ما شاهد لا حسب الحقيقة - فإِن الشمس أعظم من أن
تدخل في عين من عيون الأرض، قال الرازي: إن ذا القرنين لما بلغ أقصى المغرب
ولم يبق بعده شيء من العمارات وجد الشمس كأنها تغرب في عين وهدة مظلمة وإِن لم تكن
كذلك في الحقيقة كما أن راكب البحر يرى الشمس كأنها تغيب في البحر إِذا لم ير
الشطَّ وهي في الحقيقة تغيب وراء البحر {وَوَجَدَ
عِنْدَهَا قَوْمًا
}
أي
وجد عند تلك العين الحارة ذات الطين قوماً من الأقوام {قُلْنَا
يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ
حُسْنًا
}
أي
قلنا له بطريق الإِلهام: إما أن تقتلهم، أو تدعوهم بالحسنى إلى الهداية والإِيمان،
قال المفسرون: كانوا كفاراً فخيرَّه الله بين أن يعذبهم بالقتل، أو يدعوهم
إلى الإِسلام فيُحسن إليهم {قَالَ
أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ
}
أي
من أصرَّ على الكفر فسوف نقتله{ثُمَّ
يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا
}
أي
ثم يرجع إلى ربه فيعذبه عذاباً منكراً فظيعاً في نار جهنم {وَأَمَّا
مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى
}
أي
وأمّا من آمن بالله وأحسن العمل في الدنيا وقدَّم الصالحات فجزاؤه الجنة يتنعَّم
فيها {وَسَنَقُولُ
لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا
}
أي
نيسر عليه في الدنيا فلا نكلفه بما هو شاق بل بالسهل الميسِّر. اختار الملك العادل
دعوتهم بالحسنى فمن آمن فله الجنة، والمعاملة الطيبة، والمعونة والتيسير، ومن بقي
على الكفر فله العذاب والنكال في الدنيا والآخرة{ثُمَّ
أَتْبَعَ سَبَبًا
}
أي
سلك طريقاً بجنده نحو المشرق {حَتَّى
إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ
}
أي
حتى إِذا وصل أقصى المعمورة من جهة الشرق حيث مطلع الشمس في عين الرائي
{وَجَدَهَا
تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا
}
أي
وجد الشمس تشرقُ على أقوامٍ ليس لهم من اللباس والبناء ما يسترهم من حر الشمس فإِذا
طلعت الشمس دخلوا في أسراب تحت الأرض، وإِذا غربتْ خرجوا لمكاسبهم، قال
قتادة
: مضى ذو القرنين يفتح المدائن ويجمع الكنوز ويقتل الرجال إلاّ من آمن حتى
أتى مطلع الشمس فأصاب قوماً من أسراب عراةً، ليس لهم طعام إلا ما أنضجته الشمس إذا
طلعت، حتى إذا زالت عنهم الشمس خرجوا من أسرابهم في طلب معايشهم، وذُكر لنا أنهم
كانوا في مكان لا يثبت عليه بنيان، ويقال إنهم الزنج{كَذَلِكَ وَقَدْ
أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا
}
أي
كذلك فعل بأهل المشرق من آمن تركه ومن كفر قتله كما فعل بأهل المغرب وقد أحطنا
علماً بأحواله وأخباره، وعتاده وجنوده، فأمرُه من العظمة وكثرة الرجال بحيث لا يحيط
به إلا علم اللطيف الخبير {ثُمَّ
أَتْبَعَ سَبَبًا
}
أي
سلك طريقاً ثالثاً بين المشرق والمغرب يوصله جهة الشمال حيث الجبال الشاهقة
{حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ}
أي
حتى إذا وصل إلى منطقة بين حاجزين عظيمين، بمنقطع أرض بلاد الترك مما يلي أرمينية
وأذربيجان، قال الطبري: والسَّدُ: الحاجز بين الشيئين وهما هنا جبلان سُدَّ
ما بينهما، فردَم ذو القرنين حاجزاً بين يأجوج ومأجوج من ورائهم ليقطع مادة غوائلهم
وشرهم عنهم{وَجَدَ
مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً
}
أي
وجد من وراء السدين قوماً متخلفين لا يكادون يعرفون لساناً غير لسانهم إلا بمشقة
وعُسر، قال المفسرون: إنما كانوا لا يفقهون القول لغرابة لغتهم، وبطء فهمهم،
وبعدهم عن مخالطة غيرهم، وما فهم كلامهم إلا بواسطة ترجمان {قَالُوا
يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي
الأَرْضِ
}
أي
قال القوم لذي القرنين: إن يأجوج ومأجوج - قبيلتان من بني آدم في خلقهم تشويهٌ،
منهم مفرطٌ في الطول، ومنهم مفرطٌ في القِصر - قومٌ مفسدون بالقتل والسلب والنهب
وسائر وجوه الشر، قال المفسرون: كانوا من أكلة لحوم البشر، يخرجون في الربيع
فلا يتركون أخضر إلا أكلوه، ولا يابساً إلا احتملوه {فَهَلْ
نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا
}
أي
هل نفرض لك جزءاً من أموالنا كضريبة وخراج {عَلَى
أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا
}
أي
لتجعل سداً يحمينا من شر يأجوج ومأجوج، قال أبو حيّان: هذا استدعاءٌ منهم
لقبول ما يبذلونه على جهة حسن الأدب {قَالَ
مَا مَكَّني فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ
}
أي
ما بسطه الله عليَّ من القُدرة والمُلك خيرٌ مما تبذلونه لي من المال {فَأَعِينُونِي
بِقُوَّةٍ
}
أي
لا حاجة لي إلى المال فأعينوني بالأيدي والرجال {أَجْعَلْ
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا
}
أي
أجعل بينكم وبينهم سداً منيعاً، وحاجزاً حصيناً، وهذه شهامة منه حيث رفض قبول المال
وتطوَّع ببناء السد واكتفى بعون الرجال {آتُونِي
زُبَرَ الْحَدِيدِ
}
أي
أعطوني قطع الحديد واجعلوها لي في ذلك المكان {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ
الصَّدَفَيْنِ
}
أي
حتى إذا ساوى البناء بين جانبي الجبلين {قَالَ
انفُخُوا
}
أي
انفخوا بالمنافيخ عليه {حَتَّى
إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ
}
أي
جعل ذلك الحديد المتراكم كالنار بشدة الإِحماء {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ
قِطْرًا
}
أي
أعطوني أصبُّ عليه النحاس المذاب، قال الرازي: لما أتوه بقطع الحديد وضع
بعضها على بعض حتى صارت بحيث تسدُّ ما بين الجبلين إلى أعلاهما، ثم وضع المنافخ
عليها حتى إذا صارت كالنار صبَّ النحاس المذاب على الحديد المحمي فالتصق بعضه ببعض
وصار جبلاً صلداً {فَمَا
اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ
}
أي
فما استطاع المفسدون أن يعلوه ويتسوروه لعلوه وملاسته {وَمَا
اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا
}
أي
وما استطاعوا نقبه من أسفل لصلابته وثخانته، وبهذا السد المنيع أغلق ذو القرنين
الطريق على يأجوج ومأجوج {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي}أي
قال ذو القرنين: هذا السدُّ نعمةٌ من الله ورحمة على عباده {فَإِذَا
جَاءَ وَعْدُ رَبِّي
}
أي
فإِذا جاء وعد الله بخروج يأجوج ومأجوج وذلك قرب قيام الساعة {جَعَلَهُ
دَكَّاءَ
}
أي
جعله الله مستوياً بالأرض وعاد متهدماً كأن لم يكن بالأمس {وَكَانَ وَعْدُ
رَبِّي حَقًّا
}
أي
كان وعده تعالى بخراب السدِّ وقيام الساعة كائناً لا محالة .. وهنا تنتهي قصة ذي
القرنين ثم يأتي الحديث عن أهوال الساعة وشدائد القيامة قال تعالى {وَتَرَكْنَا
بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ
}
أي
تركنا الناس يوم قيام الساعة يضطرب بعضهم ببعض - لكثرتهم - كاضطراب موج البحر
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا}
أي
ونفخ في الصور النفخة الثانية فجمعناهم للحساب والجزاء في صعيد واحدٍ جمعاً لم
يتخلف منهم أحد.


محاسبة
الكفار


{وَعَرَضْنَا
جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا(100)الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ
فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا(101) أَفَحَسِبَ
الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا
أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً(102)قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ
بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً(103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا(104)أُولَئِكَ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا
نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا(105)ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ
بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي
هُزُوًا(106)}




{وَعَرَضْنَا
جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا
}
أي
أبرزنا جهنم وأظهرناها للكافرين يوم جمع الخلائق حتى شاهدوها بأهوالها عرضاً مخيفاً
مفزعاً {الَّذِينَ
كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي
}
أي
هم الذين كانوا في الدنيا عُمياً عن دلائل قدرة الله ووحدانيته فلا ينظرون ولا
يتفكرون {وَكَانُوا
لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا
}
أي
لا يطيقون أن يسمعوا كلام الله تعالى لظلمة قلوبهم، قال أبو السعود: وهذا
تمثيلٌ لإِعراضهم عن الأدلة السمعية، وتعاميهم عن الآيات المشاهدة بالأبصار فكأنهم
عميٌ صم {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي
أَوْلِيَاءَ
}
الهمزة
للإِنكار والتوبيخ أي أفظنَّ الكافرون أن يتخذوا بعض عبادي آلهة يعبدونهم دوني
كالملائكة وعزير والمسيح ابن مريم، وأن ذلك ينفعهم أو يدفع عنهم عذابي؟ قال
القرطبي
: جواب الاستفهام محذوف تقديره أفحسبوا أن ذلك ينفعهم، أو لا أعاقبهم
)
إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً}
أي
هيأنا جهنم وجعلناها ضيافةً لهم كالنُزُل المعد للضيف، قال البيضاوي: وفيه
تهكمٌ بهم وتنبيهٌ على أن لهم وراءها من العذاب ما تستحقر جهنم دونه {قُلْ هَلْ
نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً
}
أي
قل يا محمد لهؤلاء الكافرين هل نخبركم بأخسر الناس عند الله؟ {الَّذِينَ
ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
}
أي
بطل عملهم وضاع في هذه الحياة الدنيا لأن الكفر لا تنفع معه طاعة، قال
الضحاك
: هم القسيّسون والرهبان يتعبدون ويظنون أن عبادتهم تنفعهم وهي لا تقبل
منهم {وَهُمْ
يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
}
أي
يظنون أنهم محسنون بأفعالهم {أُولَئِكَ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ
أَعْمَالُهُمْ
}
أي
كفروا بالقرآن وبالبعث والنشور فبطلت أعمالهم {فَلا
نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

وَزْنًا}
أي
ليس لهم عند الله قيمةٌ ولا وزن، ولا قدرٌ ولا منزلة، وفي الحديث (يُؤتى بالرجل
الطويل الأكول الشروب فلا يزن جناح بعوضة) {ذَلِكَ
جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي
هُزُوًا
}
أي
ذلك جزاؤهم وعقوبتهم نارُ جهنم بسبب كفرهم واستهزائهم بآيات الله
ورسله.


جزاء
المؤمنين وسعة علم الله وتوحيده



{إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ
نُزُلاً(107)خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً(108)قُلْ لَوْ كَانَ
الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ
كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا(109)قُلْ إِنَّمَا أَنَا
بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ
يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ
رَبِّهِ أَحَدًا(110)}




{إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
}
أي
آمنوا بالله وعملوا بما يرضيه {كَانَتْ
لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً
}
أي
لهم أعلى درجات الجنة وهي الفردوس منزلاً ومستقراً {خَالِدِينَ
فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً
}
أي
ماكثين فيها أبداً لا يطلبون عنها تحولاً قال ابن رواحة: في جنانِ الفِردوس ليسَ
يخافون خُروجاً عنها ولا تحويلاً {قُلْ
لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي
}
هذا
تمثيلٌ لسعة علم الله والمعنى لو كانت بحار الدنيا حبراً ومداداً وكتبت به كلمات
الله وحكمه وعجائبه {لَنَفِدَ
الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي
}
أي
لفني ماء البحر على كثرته وانتهى، وكلامُ الله لا ينفد لأنه غير متناهٍ كعلمه جل
وعلا {وَلَوْ
جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا
}
أي
ولو أتينا بمثل ماء البحر وزدناه به حتى يكثر فإِن كلام الله لا يتناهى
{قُلْ
إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ
وَاحِدٌ
}
أي
قل لهم يا محمد إِنما أنا إِنسان مثلكم أكرمني الله بالوحي، وأمرني أن أخبركم أنه
واحدٌ أحد لا شريك له {فَمَنْ
كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ
}
أي
فمن كان يرجو ثواب الله ويخاف عقابه {فَلْيَعْمَلْ
عَمَلاً صَالِحًا
}
أي
فليخلص له العبادة {وَلا
يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
}
أي
لا يرائي بعمله ولا يبتغي بما يعمل غير وجه الله، فإِن الله لا يقبل إلا ما كان
خالصاً لوجهه الكريم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pride.canadian-forum.com
 
سورة الكهف من 54 الى اخر السوره
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة النحل من 65 الى اخر السوره
» سورة الكهف من 1 الى 53
» سورة الأنفال من 36 الى اخر السوره
» سورة التوبة من 79 الى اخر السوره
» سورة هود من 50 الى اخر السوره

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات زمن العزه الجديده :: &&& منتدى القران الكريم وعلومه &&& :: القران الكريم :: تفسير القرآن-
انتقل الى:  

يا ودود يا ودود يا ودود .. ياذا العرش المجيد .. يا مبدئ يا معيد .. يا فعالا لما يريد .. أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك .... وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك .. وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء .. لا إله إلا أنت .. يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه .. استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ... استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه .. اللهم إنا نسألك زيادة في الأيمان. وبركة في العمر .. وصحة في الجسد .. وذرية صالحه .. وسعة في الرزق .. وتوبة قبل الموت .. وشهادة عند الموت .. ومغفرة بعد الموت .. وعفواً عند الحساب ... وأماناً من العذاب .. ونصيباً من الجنة .. وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم .. اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين .. واشفي مرضانا ومرضا المسلمين .. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات .. والمؤمنين والمؤمنات ... الأحياء منهم والأموات .. اللهم من اعتز بك فلن يذل .. ومن اهتدى بك فلن يضل .. ومن استكثر بك فلن يقل .. ومن استقوى بك فلن يضعف .. ومن استغنى بك فلن يفتقر .. ومن استنصر بك فلن يخذل .. ومن استعان بك فلن يغلب .. ومن توكل عليك فلن يخيب .. ومن جعلك ملاذه فلن يضيع .. ومن اعتصم بك فقد هدي إلى صراط مستقيم .. اللهم فكن لنا وليا ونصيرا ً... وكن لنا معينا ومجيرا .. إنك كنت بنا بصيرا .. يا من إذا دعي أجاب .. يا رب الأرباب .. يا عظيم الجناب .. يا كريم يا وهّاب .. رب لا تحجب دعوتي .. ولا ترد مسألتي .. ولا تدعني بحسرتي .. ولا تكلني إلى حولي وقوّتي .. وارحم عجزي .. وأنت العالم سبحانك بسري وجهري .. المالك لنفعي وضري ... القادر على تفريج كربي .. وتيسير عسري .. اللهم أحينا في الدنيا مؤمنين طائعين .. وتوفنا مسلمين تائبين ... اللهم ارحم تضرعنا بين يديك .. وقوّمنا إذا اعوججنا .. وكن لنا ولا تكن علينا .. اللهم نسألك يا غفور يا رحمن يا رحيم .. أن تفتح لأدعيتنا أبواب الاجابه .. يا من إذا سأله المضطر أجاب .. يا من يقول للشيء كن فيكون ... اللهم لا تردنا خائبين .. وآتنا أفضل ما يؤتى عبادك الصالحين .. اللهم ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين .. ولا ضالين ولا مضلين .. واغفر لنا إلى يوم الدين .. برحمتك يا أرحم الرحمين .. أستغفر الله العظيم الذي لا اله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ربنا آتنا في الدنيا حسنة... وفي الآخرة حسنة... وقنا عذاب النار اللهم إني اسألك من خير ما سألك به محمد صلى الله عليه وسلم .. واستعيذ بك من شر ما استعاذ به محمد صلى الله عليه وسلم .. اللهم ارزق كاتب وقارىء الرسالة ومن ساهم بنشرها مغفرتك بلا عذاب .. وجنتك بلا حساب ورؤيتك بلا حجاب .. اللهم ارزق كاتب وقارىء الرسالة ومن ساهم بنشرها زهو جنانك .. وشربه من حوض نبيك واسكنه دار تضيء بنور وجهك .. اللهم اجعلنا ممن يورثون الجنان ويبشرون بروح وريحان ورب غير غضبان .. اللهم حرم وجه كاتب و قارىء الرسالة ومن ساهم بنشرها على النار واسكنهم الفردوس الاعلى بغير حساب .. اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين ,, يارب اللهم يا عزيز يا جبار اجعل قلوبنا تخشع من تقواك واجعل عيوننا تدمع من خشياك واجعلنا يا رب من أهل التقوى وأهل المغفرة وأخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

قاطعوا المنتجات الدنماركية

.: انت الزائر رقم :.

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



المواضيع الأخيرة
» دورة التقنيات المتقدمة لأعمال الصيانة الخطرة لشبكات نقل الطاقة الكهربائية-دورات معتمدة
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyاليوم في 05:52 من طرف مركز التدريب ITR

» دورة كفاءة التشغيل والفحص والإختبارلصيانة والتشغيل -افضل دورات فى أعمال الصيانة
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyاليوم في 05:35 من طرف مركز التدريب ITR

» دورة كفاءة التشغيل والصيانة للمنشآت -ورشة عمل فى أعمال الصيانة
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyاليوم في 05:11 من طرف مركز التدريب ITR

» دورة إعداد المواصفات والتقارير الفنية إدارة عقود الصيانة-دورات فى أعمال الصيانة
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyاليوم في 04:52 من طرف مركز التدريب ITR

» دورة التشريعات الهندسية في مجال التركيبات الكهربائية-دورات تخطيط أعمال الصيانة
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyاليوم في 04:30 من طرف مركز التدريب ITR

» دورة دراسة الجدوي الاقتصادية للمشروعات باستخدام برنامج - دورات تدريبية معتمدة
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyأمس في 16:21 من طرف نانسي منتجع التدريب

» دورة دراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع-افضل دورات فى التجارة الخارجية ودراسة الجدوي
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyأمس في 16:10 من طرف نانسي منتجع التدريب

» دورة أنواع التجمعات الاقتصادية الدولية-ورشة عمل فى التجارة الخارجية ودراسة الجدوي
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyأمس في 16:02 من طرف نانسي منتجع التدريب

» دورة إعداد دراسات الجدوى الإقتصادية وتقييم المشروعات-دورات معتمدة فى التجارة الخارجية
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyأمس في 15:50 من طرف نانسي منتجع التدريب

» دورة إعادة دراسة جدوى المشروع فى ضوء نتائج تشغيله الفعلية-دورات التجارة الخارجيةمركزITR
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyأمس في 15:34 من طرف نانسي منتجع التدريب

» دورة مراقبة جودة المنتجات النفطية-دورات فى البترول - النفط والغاز مركز ITR
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyأمس في 03:22 من طرف مركز التدريب ITR

» دورة تكنولوجيا الأنابيب في الصناعات البترولية-دورات فى مجال البترول - النفط والغاز مركز ITR
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyأمس في 03:12 من طرف مركز التدريب ITR

» دورة إدارة السلامة في عمليات الحفر والإنتاج بحقول النفط-ورشة عمل فى البترول - النفط والغاز مركز ITR
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyالجمعة 17 مايو 2024, 23:47 من طرف مركز التدريب ITR

» دورة منظمات تدفق و ضغط الغاز-افضل دورات فى البترول - النفط والغاز مركز ITR
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyالجمعة 17 مايو 2024, 23:32 من طرف مركز التدريب ITR

» دورة إعادة وتدوير الزيوت المستعملة-دورات البترول - النفط والغاز مركز ITR
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyالجمعة 17 مايو 2024, 23:24 من طرف مركز التدريب ITR

» دورة برمجية DAPPS للتحليل الديموغرافي-دورات معتمدة فى مجال التأمينات-مركزITR
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyالجمعة 17 مايو 2024, 22:49 من طرف مركز التدريب ITR

» دورة إدارة وتحصيل الاشتراكات التأمينية-دورات تدريبية معتمدة فى التأمينات-مركزITR
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyالجمعة 17 مايو 2024, 22:38 من طرف مركز التدريب ITR

» دورة إدارة المخاطر التأمينية-ورشة عمل فى التأمينات-مركزITR
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyالجمعة 17 مايو 2024, 22:28 من طرف مركز التدريب ITR

» دورة تصميم التعداد الزراعي-افضل دورات فى التأمينات-مركزITR
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyالجمعة 17 مايو 2024, 22:02 من طرف مركز التدريب ITR

» دورة أحكام عقود التأمين وفض منازعاتها بالتحكيم-دورات التأمينات-مركزITR
سورة الكهف  من 54  الى   اخر السوره Emptyالجمعة 17 مايو 2024, 21:54 من طرف مركز التدريب ITR