نقلا
عن كتاب فقه اللغة وسر العربية وكتاب سحر البلاغة وسر البراعة تأليف
الإمام اللغوى أبى منصور عبد الملك بن محمد الثعالبى رحمه الله ( 350- 430
هجرية )
وموضوعاتها :
1- فصل في إقامة وصف الشيء مقام اسمه - كما قال الله عزَّ وجلَّ: "وَحَمَلْناهُ على ذاتِ ألواحٍ وَدُسُرٍ" يعني السفينة، فوضع صفتها موضع تسميتها.وقال تعالى: "إذ عُرِضَ عليه بالعَشِيِّ الصَّفِناتِ الجِيادُ" يعني الخيل.وقال بعض المحدِّثين:شِمْتُ بَرْقَ الوزير فانهلَّ حتّى * لم أجِدْ مَهْرَباً إلى الإعْدامِ
فكأنِّي وقد تقاصَرَ باعي * خابِطٌ في عُبابِ أخضَرَ طامي
يعني: البحر. 2- في اليُبْس واللِّين والرطوبة الْجَبِيزُ الخُبْزُ اليَابِسُالجَليدُ الماءُ اليَابِسُالجُبْنُ اللَبَنُ اليابِسُالقَدِيدُ والوَشِيقً اللَّحْمُ اليابِسُالقَسْب التَّمْرُ اليَابِسالقُفَّةُ الشَّجرةُ اليَابِسَةُالحَشِيشُ الكَلأ اليَابِسُالبَعْر الرَّوْثُ اليَابِسُالجَزْلُ الحَطَبُ اليَابِسُالضَّرِيعُ الشِّبْرِقُ اليَابِسُالصَّلْدُ الحجَرً اليَابِسُالجسد الدّمُ اليَابِسالصَّلْصَالُ الطِّينُ اليَابِس.(في تَفْصِيلِ أشْيَاء رَطْبَةٍ)
الرُّطَبُ التَّمْرُ الرَّطْبًالعُشْبُ الكَلأ الرَّطْب(في تَفْصِيلِ الأسْمَاءِ والصِّفَاتِ الوَاقِعَةِ عَلَى الأشْيَاءِ اللَّيِّنَةِ)
السَّهْلُ مَا لانَ مِنَ الأرْضِالرَّغامُ مَا لانَ مِنَ الرَّمْلِالألوقَةُ مَا لانَ مِنَ الأطْعِمَةِالرَّغَدُ مَا لانَ مِنَ العَيْشِ(في تَقْسِيم اللِّينِ عَلَى مَا يوصَفُ بِهِ)
ثَوْبٌ لينرِيح رُخَاءرًمْح لَدْنلَحْمٌ رَخْصشَعْر سُخامفِرَاشٌ وثِيرأرْضٌ دَمِثَةبَدَن نَاعِمٌامرَأَةٌ لَمِيسٌ إذا كَانَتْ لَينَةَ المَلْمَسِ 3-واليكم موضوع كتبه المؤلف فى كتابه الثانى سحر البلاغة وسر البراعة الأمر بالصبر والنهي عن الجزع
لو
كان في الجزع فضل لما تقدمت فيه ذوات الحجول والحجال، على الفحول من
الرجال. ما تضع والقضاء نازل، والموت حكم شامل، وإن لم نلذ بعصمة الصبر،
فقد اعترضنا على مالك الأمر. اعلم أن الجزع للرب مسخطة، وللأجر محبطة. عليك
عزيمة الصبر، وصريمة الجلد، فإنهما في العين حتم، وفي الرأي حزم، وليس في
خلافهما للحي انتفاع، ولا للميت ارتجاع. اعلم أن المتوفي لا ترده نار
تلهبها من الهم على كبدك، ولا يرجعه انزعاج تسلطه بالحزن على جسدك، وخير لك
من ذلك أن تفعل ما يفعله الذاكرون، وتقول إنا لله وإنا إليه راجعون. أنت
تعلم أن شوائب الدهر لا تدفع إلا بعزائم الصبر. اجعل بين هذه اللوعة
الغالبة، والدمعة الساكبة، حاجباً من فضلك، وحاجزاً من عقلك، ومانعاً من
يقينك. أنت أعرف بالدهر ومصارفه، والزمان ومخاوفه، من أن تدع التماسك وهو
مرجع اللبيب ومثواه، وتتهالك في الجزع وهو منزع الجهول ومغزاه. أن المحن
إذا لم تعالج بالصبر، كانت كالمنح إذا لم تعالج بالشكر. إذا رأيت أن تأتي
في توخي الصبر، واحراز الأجر ما يوجبه الحجا، فإنه أحرى بك وأحجى، صبراً
صبرا ففحول الرجال لا تستفزها الأيام بخطوبها، كما أن متون الجبال لا تهزها
العواصف بهبوبها. المرء لا بد سال، ولو بعد أحوال وأحوال. فما عليك أن
تعجل ما يغتنمه البررة، وتقدم ما يؤخره الفجرة?