نقلا عن كتاب
فقه اللغة وسر العربية وكتاب سحر البلاغة وسر البراعة تأليف الإمام اللغوى
أبى منصور عبد الملك بن محمد الثعالبى رحمه الله ( 350- 430 هجرية )
وموضوعاتها :
1 فصل في إلغاء خبر (لو) اكتفاء بما يدل عليه الكلام وثقة بفهم المخاطَب - ذلك من سنن العرب كقول الشاعر:وَجَدِّكَ لَوْ شَيءٌ أتانا رَسولُهُ * سِواكَ ولكن لم نَجِد لَكَ مَدْفَعا
والمعنى: لو أتانا رسول سِواك
لدفعناه. وفي القرآن حكاية لوط، قال: "لو أنَّ لي بِكُم قُوَّةً أو آوي إلى
رُكنٍ شَديدٍ". وفي ضمنه: لكنتُ أكُفُّ أذاكُم عَنِّي.ومثله: "ولو أنَّ قُرآنا سُيِّرَت
بِهِ الجِبالُ أو قُطِّعَت بِهِ الأرضُ أو كُلِّمَ بِهِ الموتى، بَل للهِ
الأمْرُ جَميعاً". والخبر عنه مُضْمَر كأنه قال: لكان هذا القرآن. 2.يتبع (في سائر الأوصاف والأحوال المتضادة) (في تَرْتِيبِ خِفَّةِ اللَّحْمِ)
رَجًلٌ نَحِيفٌ إذا كانَ خَفِيفَ اللَّحْمِ خِلْقةً لا هُزَالاَ (في تَرْتِيبِ هُزَالَ الرَّجُلَ)
رَجُل هَزِيلثُمَّ أعْجَفُُثُمَّ ضَامِرثُمَّ نَاحِل. (في تَفْصِيلِ الغِنَى وتَرْتِيبِهِ)
الكَفَافُثم الغِنَىثُمَّ الثَرْوَةُثُمَّ الإِكْثارُثمَّ الإِتْرَابُ (وهُوَ أنْ تَصِير أمْوَالُهُ كَعَدَدِ التُّرَابِ)ثُمَّ القَنْطَرَةُ وهوَ أنْ
يَمْلِكَ الرَّجُلُ القَنَاطِيرَ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ،.وفي بَعْضِ
الرَوَايَاتِ: قَنْطَرَ الرَّجُلُ إذا مَلَكَ أرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ. (في تَفْصِيلِ الأمْوَالِ)
إذا كانَ المَالُ مَوْرُوثاً فهو تِلاَدٌفإذا كانَ مكْتَسَباً فهو طَارِففإذَا كانَ مَدْفُوناً فَهُوَ رِكَازفإذا كَانَ لا يُرْجَى فهو ضِمَارفإذا كانَ ذَهَباً وَفِضَّةً فهو صَامِتٌفإذا كانَ إِبلاً وغَنَماً فَهُوَ نَاطِقفإذا كانَ ضَيْعَةً ومُستَغَلاً فهو عَقَارٌ. (في تَفْصِيل الفَقْرِ وتَرْتِيبِ أحْوَالِ الفَقِيرِ)
إِذَا ذَهَبَ مَالُ الرَّجُلِ قِيلَ: أنْزَفَ وأنْفَضَ فإذاَ ضَرَبَهُ الدَّهْر بالفَقْرِ والفَاقَةِ قِيلَ أصْرَمَ وألفَجَفإذا لَمْ يَبْقَ لَهُ شَيءٌ قِيلَ: أَعْدَمَ وأمْلَقَفإذا ذَلَّ في فَقْرِهِ حَتَّى لَصِقَ بالدَّقْعَاءِ، وَهَي التُّرَابُ ، قِيلَ: أدْقَعَفإذا تَنَاهَى سُوءُ حَالِهِ في الفَقْرِ قِيلَ: أفْقَعَ. (لاحَ لِي في الرَّدِّ عَلَى ابْنِ قُتَيْبَةَ حِينَ فَرَّقَ بَيْنَ الفَقِيرِ والمِسْكِينِ)
قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: الفَقِيرُ
الَّذِي لَهُ بُلْغَة مِنَ العَيْشِ ، والمِسْكِينُ الَّذِي لا شَيءَ لَهُ
، واحْتَجَّ بِبَيْت الرَّاعي: (من البسيط):أمّا الفَقِيرُ الذِيَ كانَت
حَلوبَتُهُ وَفْقَ العِيَالِ فَلَم يُتْرَكْ لَهُ سَبَدُ (السبد القليل من
الشعر..يقال ماله سبد ولا لبد: أى لا شعر ولا صوف بمعنى أنه لا يملك شيئا)وقد غَلِطَ لانَّ المِسْكِينَ هوَ
الَّذِي لَهُ البلْغَةُ مِنَ العَيْشِ ، أمَا سَمعَ قَوْلَ اللّه عَزَّ
وجلَّ: {أمّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ في
البَحْرِ} وقَوْلُ اللّه عزَّ وجلَّ أوْلى ما يُحْتَجّ بِهِ.وقَدْ يَجُوزُ أنْ يكُونَ الفَقِيرُ مِثْلَ المِسْكِينِ أوْ دُونَهُ في القدْرَةِ عَلَى البُلغةِ. (في تَفْصِيلِ أوْصَافِ السَّنَةِ الشَّدِيدَةِ المَحْلِ)
(وما أنْسَانِيها إِلا
الشَّيْطَانُ أنْ أذْكُرَهَا في بَابِ الشِّدَّةِ والشّدِيدِ مِنَ
الأَشْيَاءِ فَأَوْرَدْتُها ههُنَا عِند ذِكرِ الفَقْرِ لِكَوْنِهَا مِنْ
أقْوَى أَسْبَابِهِ). إذا احْتَبَسَ آلقَطْرُ في السَّنَةِ فَهِي سَنَة قَاحِطة وكاحِطَةفإذا سَاءَ أثَرُها فَهِي مَحْل وكَحْلفإذا أتَتْ عَلَى الزَّرْعِ والضَّرْعِ فَهِي قَاشُورَة ولاحِسَةٌ وحَالِقَة وحِرَاقٌفَإِذا أَتْلَفَتِ الأمْوَالَ فَهِي مُجْحِفَة ومُطْبِقَةٌ وجَدَاعٌ وحَصَّاءُ ، شُبِّهَتْ بِالمَرْأَةِ الّتي لا شَعْرَ لَهَافإذا أكَلَتِ النُّفُوسَ فَهِيَ الضَّبُعُ . وفي الحَدِيثِ أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللّه أكَلَتْنَا الضَّبُعً. (في الشَّجَاعَةِ وتَفْصِيلِ أحْوَالِ الشُّجَاعِ)
فإذا كانَ شَدِيدَ القِتَالِ لَزُوماً لِمَنْ طَالَبهُ فهو غَلِثٌ ، فإذا كانَ مِقْدَاماً عَلَى الحَرْبِ عَالِماً بأحْوَالِها فَهُوَ مِحْرَبفإذا كانَ بهِ عُبُوسُ الشَّجَاعَةِ والغَضَبِ ، فَهُوَ بَاسِلفإذا كانَ لا يُدْرَى مِنْ أَيْنَ يُؤْتَى لِشِدَّةِ بَأسِهِ ، فَهُوَ بُهْمَةٌ،فإذا كانَ يُبْطِلُ الأَشِدَّاءَ والدِّمَاءَ فَلاَ يُدْرَكُ عِندهُ ثَأْر ، فهو بَطَل ( شرح كلمة بطل جدير بالتأمل)فإذا كانَ يَرْكَبُ رَأْسَهُ لا
يَثنِيهِ شَيْء عَمَّا يَرِيدُ، فَهَو غَشَمْشَم (فى مصر يستخدم لفظ غشيم
للدلالة على قلة الخبرة فى أمر معين)فإذا كانَ لاَ يَنْحَاشُ لِشَيءٍ ، فَهَوَ أيْهَمُ ، (في تَرْتِيبِ الشَّجَاعَةِ)(عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، وروى نحو ذلك عن سلمة عن الفرّاء)رَجُل شُجَاعثُمَّ بَطَلثُمَّ بُهْمَةثُمَّ نِكْلٌثُمَّ نَهيك ومِخْرَبٌثُمَّ غَشَمْشَم وأيْهَمُ. (في تَفْصِيل أوْصَافِ الجَبَانِ وترتيبِها)
رَجُل جبَانٌ وهَيَّابَةثُمَّ مَفْؤُود إذا كانَ ضَعِيفَ الفُؤَادِثُمَّ مَنْخُوب ومُسْتَوْهِل إذا كانَ نِهَايةً في الجُبْنِثُمَّ رِعْدِيدَة ورِعْشِيشَة إِذا كانَ يَرْتَعِدُ ويرتَعِشُ جُبْناً 3-واليكم موضوعين كتبهما المؤلف فى كتابه الثانى سحر البلاغة وسر البراعة الكمال والانفراد عن النظراء
فلان مولود في طالع الكمال، وهو
جُملة الجمال. قد أصبح عينَ الكمال، وصُبح المحافل، وزين المحاضر والمجالس.
فريد دَهره، وشمس عصره، وزينة مِصره. فلان عَلمُ الفضل، وواسطةُ قِلادة
الدهر، ونادرة الفلك، ونكتة الدنيا، وغُرّةُ العصر. قد بايعته يدُ المجد،
ومالت فيه الشورى إلى النص. كيف يُذَمُّ زمان هو عَينُه البصيرة، ولمعته
الثاقبة المنيرة. التفضيل والترجيح
فلان يزيد عليهم زيادة الشمس على
البدر، والبحر على القصر. هو رائش نَبْلهم، وبقية فضلهم. وجمة وردهم،
وواسطة عِقْدِهم. هو صدْرهم وبدرهم، ومن عليه يدور أمرهم. يُنيفُ عليهم
إنافة صفحة الشمس على كُرة الأرض، كأنهم فلك هو قطبه، وجسد هو قلبه، ومملوك
هو رَبّه. هو مشهور بسيادتهم، وواسطة قلادتهم. هو بيتُ القصيدة، وأول
الجريدة، وعين الكتيبة، وواسطة القِلادة، وإنسانُ الحَدقة، ودُرَّة التاج،
ونَقْشُ الفص. مَوْضِعه من أهل الفضل، موضِع الواسطة من العِقْد، وليل
التّم من الشهر، كلا بل ليلة القدر إلى مطلع الفجر.