موقف حرام بن ملحان رضي الله عنه مع الذين قتلوه: يقول أنس رضي الله عنه : لما طعن خالي حرام بن ملحان
رضي الله عنه يوم بئر معونةٍ, قال بالدم هكذا فنضحه على وجهه ورأسه, وقال : فزت ورب
الكعبة. و عن أنس رضي الله عنه أنه ذكر سبعين من الأنصار كانوا إذا جنهم الليل آووا إلى
مَعلمٍ بالمدينة فيبيتون يدرسون القرآن فإذا أصبحوا فمن كانت عنده قوةٌ أصاب من
الحطب واستعذب من الماء ومن كانت عنده سِعة أصابوا الشاة فأصلحوها فكانت تصبح
معلقة بحجر رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما أصيب خبيباً رضي الله عنه بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فيهم خالي
حرام رضي الله عنه وأتوا حياً من بني سليم, فقال حرام رضي الله عنه لأميرهم : ألا أخبر هؤلاء أنا لسنا
إياهم نريد فيخلوا وجوهنا, قال : فأتاهم, فقال لهم : ذاك فاستقبله رجلٌ منهم
برمح فأنفذه به فلما وجد حرام رضي الله عنه مسَّ الرمح في جوفه قال: الله أكبر فزت ورب
الكعبة, فأبطأوا عليهم فما بقي منهم مخبر فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على سريةٍ
وجده عليهم, قال أنس رضي الله عنه : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو
عليهم فلما كان بعد ذلك أتاه أبو طلحة رضي الله عنه فقال لي : هل لك في قاتل حرام رضي الله عنه ,قلت :
ماله فعل الله به وفعل, فقال أبو طلحة رضي الله عنه : لا تفعل فقد أسلم .