العلم في عهد المأمون
:
كان عهد المأمون من أرقى عهود العلم في العصر العباسي وذلك
لأمرين الأول أن المأمون نفسه قد اشتغل بالعلم وأمعن فيه حينما كان بمرو فقد جالس
كثيراً من العلماء وأخذ عنهم جملة صالحة من العلوم الدينية كالحديث والتفسير والفقه
واللغة العربية فكان لذلك محباً للعلم ولازدياد نشره. الثاني
ما كان من الأمة نفسها إذ ذاك حيث وجد فيها شوق إلى العلم والبحث وكثرة العلماء في
كل مصر من أمصار المسلمين كما سنبينه فتوافق رأي الإمام واستعداد الأمة فكان من
وراء ذلك ما نقصه من تقدم حركة العلم ورفعة بغداد.
أما العلوم الدينية فمنها ما يرجع لأصل الدين وهو علم
الكلام أو التوحيد ومنها ما يرجع إلى أحكام الأعمال وهي الفقه وأصوله وأدلة تلك
الأحكام من القرآن والحديث.