(وهو الذي
أرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهوراً)[سورة الفرقان].
وفي سورة الروم (ومن آياته
أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله
ولعلكم تشكرون)، ولعل آية التحدي المتعلقة بالرياح في سورة الشورى(إن يشأ يسكن الريح
فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) وغني عن البيان أن الرياح هي
التي تسير السفن في البحر أما كيف تهب الرياح ودور البحار في
ذلك؟!
فهو أن الأرض تدور حول الشمس بحيث تتعرض أجزاؤها لضوء الشمس الواحد بعد
الآخر، حيث تقوم طاقة الشمس بتسخين سطح الأرض، والذي بدوره يسخن الهواء فوقه، ثم
يرتفع هذا الهواء كسحابة غير مرئية، حيث يصبح ضغط الهواء خفيف الوزن وعندما يرتفع
الهواء نتيجة الهواء الدافئ الرطب فوق البحار والمحيطات حيث يأتي هواء آخر بارد
ليحل محله، ويصبح الضغط عالياً، إذن فالرياح هي حركة الهواء البارد وهو ينزل ليحل
محل الهواء الساخن المرتفع، والذي يبذل طاقة أكبر في الصعود لأعلى حيث تهب الرياح
دائماً من مكان الضغط العالي إلى مكان الضغط المنخفض، أما إذا كان الهواء الساخن لا
يحمل درجة رطوبة عالية فتكن الرياح جافة وساخنة مصداقاً لقوله تعالى :
(ولئن أرسلنا ريحاً فرأوه مصفراً لظلوا من بعده يكفرون)[سورة الروم].
فالرياح إذن مشارك أصيل في دورة المياه العذبة أيضاً