الكربون والبحار
أشرنا إلى أهمية عنصر
الكربون ومدى تأثيره على الحياة في المحيطات والبحار حيث دورة ذرة الكربون في
البحار والمحيطات، والتي تسهم في غذاء الكائنات الحية البحرية وبخاصة في المياه
الباردة، حين تصل ذرة الكربون إلى السطح الدافئ فتواجه أحد المصيرين النقل التياري
البحري إلى المناطق القطبية فتبرد وتغوص. أو تكون غذاء للكائنات البحرية وبخاصة
الأسماك، وفي المحيط تتحول جزيئات ثاني كربونات الصوديوم إلى غاز ثاني أكسيد
الكربون، والتي تذهب عائدة مع التيارات البحرية إلى المياه القطبية الباردة، أو يفر
إلى الجو ليلعب الدور الرئيسي في التمثيل الضوئي للنباتات، حيث يحدث تبادل ذرة
الكربون بين الجو والبحر لاستكمال حلقات الحياة للنباتات والكائنات الحية كلها، وهو
ما توضحه لنا الآية الكريمة (إِنَّا
كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ). أما بالنسبة لذرات
الكربون المشع فتبقى قلقة بين العودة إلى النيتروجين وعنصري الكربون المشع
والنيتروجين 14 وحين انبعاث الإلكترون تنتهي حياة الكربون المشع فتنضم إلى مثيلاتها
من الكربون الثابت والتي لم يمتصها النبات، فإنها تقع في البحر فتبقى في حركتها مع
سطح الماء المتأين في رحلات بحرية بين المياه الدافئة والباردة، مما يؤكد على أن
فهم دورة الكربون في المحيط يدخل في الميزان الغازي للمحيطات والجو، بل ومن العوامل
المؤثرة في إحداث تغيرات جوهرية في مناخ الكرة الأرضية.
لذا لابد للإنسان من الفهم العميق لكيميائية كربون المحيط وكربون النبات
الأخضر، ومعرفة مصير ثاني أكسيد الكربون، والذي يأسر الطاقة بالقرب من سطح الأرض،
بامتصاصه الإشعاع المنطلق من الأرض ويرسله ثانية لاتجاه سطح الأرض مما يؤكد أهميته
للأنظمة البيولوجية وفي تكوين الوقود الحفري، بل والحياة بوجه عام.
ومجمل القول أن غذاءنا ووقودنا يدخل فيه الكربون، مما يؤكد على أنه
مشارك أصيل في التوازن البيئي والأمن الغذائي لجميع المخلوقات الحية بما فيها
الإنسان.