أسباب
سجدة التلاوة وصفتها:
تتردد
أسباب سجود التلاوة بين التلاوة لآية سجدة، والسماع لها، والاستماع، كما هو موضح في
المذاهب.
ذهب
الحنفية
إلى أن: أسباب سجود التلاوة ثلاثة أمور:
الأول-
التلاوة: فتجب على التالي، ولو لم يسمع نفسه كأن كان أصم.
الثاني-
سماع آية سجدة أو الاستماع إليها، والاستماع يكون بقصد بخلاف
السماع.
الثالث-
الاقتداء، فلو تلاها الإمام، وجبت على المقتدي، وإن لم
يسمعها.
وصفة
السجود عند الحنفية: أن يكبر للوضع، دون رفع يديه كسجدة الصلاة، ويسجد بين
كفيه، واضعاً جبهته على الأرض للسجود، ثم يكبر للرفع، وكل من هاتين التكبيرتين سنة،
ويرفع رأسه. ولا يقرأ التشهد، ولا يسلم، لعدم وجود التحريمة.
ويقول
في سجوده ما يقول في سجود الصلاة: سبحان ربي الأعلى ثلاثاً.
وذهب
المالكية
إلى أن: سبب سجدة التلاوة أمران فقط: التلاوة والاستماع بشرط أن يقصده، كما
ذكر في شروطها.
وصفتها:
هي سجدة واحدة، بلا تكبير إحرام ولا سلام، بل يكبر للسجود، ثم للرفع منه استحباباً
في كل منهما. ويكبر القائم من قيام ولا يجلس، والجالس من جلوس، وينزل لها الراكب،
إلا إذا كان مسافراً، فيسجدها صوب سفره بالإيماء؛ لأنها نافلة. ويسبح فيها كالصلاة:
سبحان ربي الأعلى ثلاثاً. فيكون مذهب المالكية قريباً في بيان الصفة من الحنفية.
ويزيد في سجوده: "اللهم اكتب لي بها أجراً، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك
ذخراً، وتقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود".
وذهب
الشافعية
إلى أنَّ: سبب سجود التلاوة: التلاوة والسماع والاستماع، كما قال
الحنفية.
ولها
ركنان: النية لغير المأموم، أما المأموم فتكفيه نية الإمام. وسجدة واحدة، كسجدة
الصلاة. والمصلي ينوي بالقلب.
وغير
المصلي: يزاد له ثلاثة أركان: تكبيرة الإحرام، والجلوس بعد السجدة، والسلام. ويسن
له التلفظ بالنية.
وصفتها:
أن يكبر للهوي، وللرفع، ولا يسن له رفع يديه في الصلاة، ويسن الرفع خارج الصلاة،
ولا يجلس للاستراحة في الصلاة. ويقول في سجوده:"سبحان ربي الأعلى ثلاثاً"، ويضيف
قائلاً:"سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته، فتبارك الله أحسن
الخالقين" ويقول أيضاً: "اللهم اكتب لي بها عندك أجراً، واجعلها لي عندك ذخراً، وضع
عني بها وزراً، واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود"
ويندب
أن يقول: "سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً" ولو قال ما يقوله في سجوده فقط،
جاز وكفى.
ويقوم
مقام سجود التلاوة ما يقوم مقام تحية المسجد، فمن لم يرد فعلها قال أربع
مرات:"سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر".
وذهب
الحنابلة
إلى أن سبب: التلاوة والاستماع. وبشرط ألا يطول الفصل عرفاً بينها وبين
سببها. فإن كان القارىء أو السامع محدثاً، ولا يقدر على استعمال الماء تيمم. ولا
يسجد المقتدي إلا لمتابعة إمامه. ويكره للإمام سجوده لقراءة سجدة في صلاة سرية،
لئلا يخلط على المأمومين، فإن فعل خير المأموم بين المتابعة وتركها؛ لأنه ليس بتال
ولا مستمع، والأولى السجود متابعة للإمام.
وأركانها
ثلاثة: السجود والرفع منه، والتسليمة الأولى، أما الثانية فليست بواجبة، أما
التكبير للهوي والرفع من السجود والذكر في السجود فهو واجب، كما في سجود صلب
الصلاة. والجلوس للتسليم مندوب. والأفضل سجوده عن قيام.
وصفتها:
أن يكبر إذا سجد وإذا رفع، ويرفع يديه مع تكبيرة السجود إن سجد في غير الصلاة؛
لأنها تكبيرة افتتاح، كما قال الشافعية. أما الصلاة فقياس المذهب ألا يرفع يديه،
لأن في حديث ابن عمر"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يفعله في السجود" متفق
عليه. يعني رفع يديه، ويسلم إذا رفع.
ويقول
في سجوده ما يقول في سجود الصلاة: "سبحان ربي الأعلى ثلاثاً". ويقول أيضاً: "سجد
وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته فتبارك الله أحسن الخالقين".
ويقول أيضاً: "اللهم اكتب لي بها عندك أجراً واجعلها لي عندك ذخراً وضع عني بها
وزراً وتقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود"