عبودية الركوع
ثم شرع له بأن يخضع للمعبود سبحانه
بالركوع خضوعاً لعظمة ربه ، و استكانة لهيبته و تذللا لعزته.
فثناء
العبد على ربه في هذا الركن ؛ هو أن يحني له صلبه ، و يضع له قامته ، و
ينكس له رأسه ، و يحني له ظهره ، و يكبره مُعظماً له ، ناطقاً بتسبيحه ، المقترن
بتعظيمه.
فاجتمع له خضوع القلب ، و خضوع الجوارح
، و خضوع القول على أتم الأحوال ، و يجتمع له في هذا الركن من الخضوع و التواضع و
التعظيم و الذكر ما يفرق به بين الخضوع لربه ، و الخضوع للعبيد بعضهم لبعض ، فإنَّ
الخضوع وصف العبد ، و العظمة وصف الرب .
و تمام عبودية الركوع أن يتصاغر الراكع
، و يتضاءل لربه ، بحيث يمحو تصاغره لربه من قلبه كلَّ تعظيم فيه لنفسه ، و لخلقه
و يثبت مكانه تعظيمه ربه وحده لا شريك له .