نقلا عن كتاب فقه اللغة وسر العربية
وكتاب سحر البلاغة وسر البراعة تأليف الإمام اللغوى أبى منصور عبد الملك بن
محمد الثعالبى رحمه الله ( 350- 430 هجرية )
وموضوعاتها :
1- فصل في تقديم المؤخر وتأخير المقدم - العرب تبتدئ بذكر الشيء والمقدَّم غيره، كما قال عزَّ
وجلَّ: "يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين" وكما قال تعالى:
"فمنكم كافر ومنكم مؤمن" وكما قال عزّ وجلَّ: "يهب لمن يشاء إناثا، ويهب
لمن يشاء الذكور" وكما قال تعالى: "وهو الذي خلق الليل والنهار" وكما قال
حسان بن ثابت في ذكر بني هاشم:بَهالِيل منهم جعفر وابن أمّه * عليٌ ومنهم أحمد المُتَخَيَّرُ
وكما قال الصَّلتان العبديّ:فَمِلَّتنا أننا مسلمون * على دين صدِّيقنا والنّبيْ
2- في الشيء بين الشيئين (في تَفْصِيلَ ذَلِكَ)
البَرْزَخُ ما بَيْنَ كُلِّ شَيْئَينِوكَذَلِكَ المَوْبِقُ وقدْ نَطَقَ بِهِمَا القُرْآنُ . وقَدْ قِيلَ: إِنَّ البَرْزَخَ مَا بين الدُّنْيَا والآخِرَةِالرَّقْدَةُ هَمْدَةٌ بَيْنَ العَاجِلَةِ والآجِلَةِالرَّهْوُ ما بَيْنَ التَّلَّيْنِالظِّمْءُ مَا بَيْنَ الوِرْدَيْنِالفُوَاقُ ما بين الحَلْبَتَيْنِ لأَنَّهَا تُحْلَبُ ثمَّ تتْرَكُ سَاعةً حتّى تَدِرَّ، ثُمَّ يُعادُ لِحَلْبِهاالفَرْطُ اليَوْمُ بَيْنَ اليَوْمَيْنِ السُّدْفَةُ مَا بَيْنَ المَغْرِبِ والشَّفَقِ ، وما بين الفَجْرِ والصَّلاةِ ، المَزَالِفُ القُرَى الّتي بين البَرِّ والرِّيفِ كالأنْبَارِ والقادِسِيَّةِ ،. (يُنَاسِبُهُ في الأعْضَاء)
الصُّدْغُ ما بَيْنَ لِحَاظِ العَيْنِ إلى أصلِ الأذُنِالوَتيرَةُ مَا بين المِنْخَرَيْنِالقَطَنُ ما بين الوِرْكَيْنِالعِجَانُ ما بَيْنَ الخُصْيَةِ والفَقْحَةِ. (في تَفْصِيلِ مَا بَيْنَ الأَصَابعِ)
الشِّبْرُ مَا بين طَرَفِ الخِنْصَرِ إِلى طَرَفِ الإِبْهام وَطَرَفِ السَّبَابَةِالرَتَبُ ما بين طَرَفِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَىالعَتَبُ مَا بين طَرَفِ الوَسْطى والبِنْصِرِالبُصْمُ ما بين البِنْصِرِ والخِنْصِرِالفَوْتُ ما بين كُلِّ إصْبَعَيْنِ طُولاً. (يُقَارِبُ مَوْضُوعَ البَاب ويُحتَاجُ فِيهِ إلى فَضْلِ اسْتِقَصاءٍ)الهَجِينُ بَيْنَ العَرَبيّ والعَجَمِيَّةِالمُقْرِفُ بينَ الحُرِّ والأمَةِالبَغْلُ بين الحِمَارِ والفَرَسِالسِّمْعُ بَيْنَ الذِّئبِ والضَّبُعِالعِسْبارُ بين الضَّبُعِ والذّئبِ ، وقيلَ العِسْبَارُ بَيْنَ الكَلْبِ والضَّبُعِ الأَسْبُورُ بين الضَّبُعِ والكَلْبِالنَّهْسَر بَيْنَ الكَلْبِ والذِّئْبِ. (يُقَارِبُ ما تَقَدَّمَ)
الاكَمَةُ بَيْنَ التَّلِّ والجَبَلِالبِضْعُ بين الثَّلاَثِ والعَشْرِالرَّبْعَةُ مِنَ الرِّجَالِ بَيْنَ القَصِرِ والطَّوِيلِ ، وكذلِكَ مِنَ النَّسَاءِالنَّصَفُ من النِّسَاءِ بَيْنَ الشَّابَّةِ والعَجُوزِ. 3-واليكم موضوع كتبه المؤلف فى كتابه الثانى سحر البلاغة وسر البراعة ذكر الفرس والبغلة والحمار
فرس يُتْعِب سائسه، ويُحمّل فارسه. فرس رائع الخَلَقْ،
تنطِقُ عنه شواهد العتْق. سفينة برية، وريح مُجَسمة. كأنه مُنتقِب
بالنَّجم، مُنتعل بالحجارة الصُّم. يُباري طلق البُزاة، ويُفني أنفاسَ
الفُهود، كأنه طَوْد موثق، أو سيل مُتَدَفّق، كالكوكب المُنّقَض، والبارِق
المنفضّ. كالجاحم المشبوب، والهاطِل المصبوب. ولا يعين عليه سَوْط، كأنما
أنعل بالرّياح، وبُرقع بالصباح. كأنه شيطان، في أشطان، وكأنما لَطَمَ
الصَّباح جبينه. كالبحر إذا ماج، والسَّيل إذا هاج. بغلة تجمع بين حُسن
الشِية، وطِيبِ المِشية. أما ذلك الحمار فالرّيحُ أسيرُ يده، وشُعَلُ النار
في أعضاء جسمه، وحسد الأفراس مَقْصور عَلَى حُسنه، وكَمَد البغال لما
فاتها من فضله. بحثت عن معانى بعض الكلمات: العتْق: النجابةالبزاه: جمع بازى وهو نوع من الصقورطود: الثبات والجبل العظيمالحاجم: الجمر شديد الاشتعالالمشبوب: رجل مشبوب أى زكى الفؤاد حسن الوجهأشطان: الشطن الحبل الطويل الشديد الفتل يستسقى به ويشد به الخيلالشية: كل لون يخالف معظم لون الفرس